النهار
الإثنين 20 أكتوبر 2025 03:18 مـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
دراسة إنشاء جامعة كورية في مصر.. تفاصيل مهمة وزير الرياضة يقرر إيقاف مجلس إدارة النادي الإسماعيلي وإحالتهم للنيابة العامة الأسباب الكاملة لرغبة الرئيس الأمريكي في استعادة السيطرة على قاعدة باجرام بأفغانستان ليفربول يحتفل بعيد ميلاد الهداف التاريخي للريدز الأهلي يهنئ الاتحاد المغربي بإنجاز مونديال الشباب توجيهات عاجلة من الرئيس السيسي لوزارة الأوقاف هدى يسى: توقيع الاتفاقيات المشتركة خلال قمة الاستثمار لتحقيق استدامة التنمية شفيقة العامري: اقتصاد الامارات يسير بخطى ثابتة ونمو متواصل بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة.. ولدينا فرص استثمارية واعدة خلال فعاليات قمة الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولي.. نادية عنانى من الأردن: 75 % زيادة ملحوظة في مشاريع الاستثمار الاجنبي في... مد فترة التقديم لـ«مسابقة الأزهر السنوية في حفظ القرآن الكريم» حتى 30 أكتوبر الجاري بنك ABC يطلق شراكة استراتيجية مع District 5 خلال شهر أكتوبر لزيادة الوعي بالعلامة التجارية من تاجر نقب لمبعوث خاص لجمهورية العراق.. مَن هو مارك سافايا؟

عربي ودولي

إلى أين ينتهي الصراع بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني؟

الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني
الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني

عادت الأجواء للتوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكان الاجتماع الأخير بينهما دليلًا واضحًا على مدى السوء الذي وصلت إليه العلاقة بين الزعيمين، بعدما كانت قد تحسّنت خلال الأسابيع الماضية، ففي الاجتماع الأول بينهما، والذي عُقد في فبراير الماضي، بعد شهر من تولّي ترامب لمنصبه، تحوّل النقاش الحاد إلى مشادة كلامية على الهواء مباشرة في البيت الأبيض، وظلّ الاجتماع حديث الصحافة والإعلام لعدة أسابيع، وألقى بظلاله على العلاقات المتوترة بين واشنطن وكييف.

وكشف الاجتماع عن خلافات ضخمة بين الطرفين، هاجم خلاله نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس زيلينسكي بشدّة، واتهمه بعدم شكر الولايات المتحدة على دعمها لهم بالمليارات، في الوقت الذي كان الزيّ العسكري الذي ارتداه قائد كييف سببًا في انتقادات كثيرة وُجّهت له.

ولكن بعد أشهر، وتحديدًا في أغسطس الماضي، كان الاجتماع الثاني بين الزعيمين، حضره زيلينسكي برفقة قادة أوروبيين، منهم كير ستارمر وإيمانويل ماكرون، والذي شهد اختلافًا كبيرًا وأجواء أكثر هدوءًا، سعى خلاله القادة لإقناع الرئيس الأمريكي بعدم السعي إلى تسوية تُكافئ روسيا دون حفظ السلام في كييف.

في هذا الاجتماع، تنفّس الحلفاء الأوروبيون الصعداء بعد المحادثة الودية بين ترامب وزيلينسكي، والتزم جيه دي فانس الصمت تمامًا، واختار زيلينسكي ارتداء بدلة سوداء نالت استحسان ترامب ورفاقه، ورأى الخبراء أن الاجتماع كان يشير إلى نهجٍ تصالحي من القادة ومحادثات ناجحة.

أما الاجتماع الثالث بينهما، الذي عُقد في أكتوبر الحالي، فانقلبت فيه الموازين تمامًا، وتحول إلى ما وصفته وسائل الإعلام الأمريكية والغربية بـ«مباراة صراخ» بين ترامب وزيلينسكي، والذي كان قد حضره الأخير على أمل إقناع البيت الأبيض بتزويده بصواريخ "توماهوك".

ولكن آمال الرئيس الأوكراني قد تبددت تمامًا، وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن ترامب كان يشتم طوال الوقت خلال الاجتماع، الذي تحوّل في كثير من الأحيان إلى مباراة صراخ، وحذّر زيلينسكي من أن روسيا ستدمّر أوكرانيا إذا لم يوافق على شروطها لإنهاء الصراع، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تحدّث هاتفيًا مع ترامب قبل اجتماع الأخير بزيلينسكي، وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، أبلغ بوتين نظيره ترامب أنه على استعداد للتخلي عن أجزاء من منطقتي زابوريجيا وخيرسون في أوكرانيا، اللتين تحتلهما القوات الروسية جزئيًا، في مقابل استعادة مدينة دونيتسك بالكامل.

حاول ترامب الضغط على زيلينسكي لقبول هذه الشروط خلال الاجتماع، والتخلي عن منطقة دونباس بأكملها، وزعم مسؤول أوروبي حضر الاجتماع أن ترامب أبلغ زيلينسكي أنه عليه الموافقة على الصفقة وإلّا سيواجه الدمار، وقال له نصًا: «إذا أراد بوتين ذلك، فسوف يدمّرك»، كما أشار ترامب إلى زيلينسكي بأنه يميل إلى عدم بيعه صواريخ «توماهوك» بعيدة المدى، وهي أسلحة يعتقد الأوكرانيون أنها قد تُحدث تغييرًا جذريًا في دفع بوتين إلى طاولة المفاوضات، وهو ما يُمثّل تحولًا بعد أيام من إشارته إلى أنه يدرس بجدية إرسال الصواريخ لمساعدة أوكرانيا في صدّ الغزو الروسي.

بعد وقت قصير من الاجتماع، الذي استمرّ لأكثر من ساعتين، غرّد ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: "كفى دماءً سُفكت، وحدود الملكية تُرسم بالحرب والشجاعة، عليهم أن يتوقفوا عند هذا الحد، فليُعلن كلا الطرفين النصر، وليُقرّر التاريخ، وفي تأكيدٍ لموقفه المتغيّر من أوكرانيا، قال ترامب في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاز ببعض الممتلكات خلال الحرب مع أوكرانيا، ومن المتوقع أن يستولي على أراضٍ أوكرانية كجزء من اتفاق سلام، ولم يُشر إلى سيادة أوكرانيا أو القانون الدولي.

يعتبر ترامب أن القوة الغازية لها الحق في الممتلكات التي تستولي عليها بقوة السلاح، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل»، مقلّلًا من أهمية خسارة أوكرانيا لبعض الأراضي. ولكن العنيد زيلينسكي ردّ مغرّدًا على ترامب قائلًا: «لن تمنح أوكرانيا أبدًا أي مكافأة للإرهابيين على جرائمهم»، وعلى إثر ذلك، يبدو أن الأمور تسير نحو عودة العلاقات السيئة والتوتر مرة أخرى بين ترامب، الذي أوقف تمامًا تمرير الأسلحة إلى أوكرانيا فور توليه السلطة ويطمع في علاقات اقتصادية مع روسيا، وبين زيلينسكي، الذي لا يجد أمامه سوى حلفائه الأوروبيين لحمايته من تقلبات ترامب.