أزمة كبيرة داخل الجيش الأمريكي.. ماذا يحدث في الكواليس؟

كشفت تقارير إعلامية دولية عن وجود أزمة طاحنة داخل الجيش الأمريكي، موضحة أن العلاقة حالياً بين قادة الجيش الكبار ووزير الدفاع وكذلك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمر بفترة ترنح وصدام يُسمى بصدام صامت لكنه بأصوات مكتومة بالصراخ، بحسب ترجمة الدكتور محمد وازن، خبير السياسات الاستراتيجية وفقًا لموقع Axios ورويترز.

وذكرت التقارير، أنه منذ أيام قليلة، جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الدفاع بيت هيغسيث كبار قادة الجيش الأمريكي في قاعدة مشاة البحرية بفيرجينيا، وبدأ ترامب كلمته بنغمة حادة غير معتادة، مُحذراً من ترك الاجتماع الذي يقابله فقدان القائد العسكري لمنصبه في حالة قيامه بذلك، ذلك الأمر الذي أطلق جدلاً واسعاً في أوساط الجيش، خصوصًا أنها فُسرت كرسالة ولاء سياسي أكثر من كونها توجيهًا عسكريًا.

وفقًا لموقع DefenseScoop وقناة CBS الأمريكية، فإن الخطاب في قاعدة فيرجينيا كان واضح المعالم: «من لا يتماشى مع التوجيهات، لا مكان له»، وهنا أكد هيغسيث المعنى حينما قال إن بعض القيادات ما زالت تفكر بعقلية البيروقراطية وإن المرحلة المقبلة تتطلب حسمًا لا نقاشًا، ذلك الأمر الذي يتم توضيحه داخل البنتاجون، على أنه إعلان نية لتصفية الصفوف داخل المؤسسة العسكرية من كل صوت معارض أو متحفظ.

أما موقع Axios الأمريكي، أكد أن الأزمة الكبرى انفجرت مؤخرًا بسبب العمليات العسكرية الأمريكية ضد ما تصفه واشنطن بـ«قوارب تهريب المخدرات» قبالة سواحل فنزويلا، حيث حذر قادة في وزارة الدفاع من أن هذه العمليات تُنفذ دون غطاء قانوني كافٍ، وقد تتحول إلى صدام مباشر مع الجيش الفنزويلي، وهنا تمسك هيغسيث بموقفه واعتبرها ضربات مشروعة ضد تهديدات للأمن القومي، بينما اعترضت قيادات ميدانية على اتساع نطاق الضربات.

وذكرت وكالة أسوشييتد برس وشبكة وABC News، أن قائد القيادة الجنوبية الأمريكية الأدميرال ألفين هولسي أعلن أنه سيتخلى عن منصبه منتصف ديسمبر المقبل، وجاء القرار بعد سلسلة من الخلافات مع وزير الدفاع حول إدارة العمليات في البحر الكاريبي، خاصة ضد السفن المشتبه فيها قبالة فنزويلا مصادر عسكرية أمريكية وصفت ما يحدث بأنه أزمة ثقة مكتومة بين القيادة السياسية والقيادات العسكرية العليا.

وفقًا لوكالة رويترز وموقع Military . com، ذكر أن تحليلات في واشنطن بدأت تتحدث عن انقسام في العقيدة التنفيذية داخل الجيش الأمريكي، بين جناح يرى نفسه ملتزمًا بقرارات الرئيس ووزير الدفاع مهما كانت، وجناح آخر يخشى أن تنزلق المؤسسة العسكرية إلى قرارات سياسية غير مدروسة. هذا النوع من التوتر عادة ما يكون مقدمة لإقالات جماعية أو إعادة هيكلة داخل وزارة الدفاع.

ووفقًا لمجلة Defense One الأمريكية، ففي الجوهر، ما يحدث ليس مجرد خلاف إداري، بل صراع على تعريف دور الجيش نفسه: «هل هو ذراع للبيت الأبيض أم مؤسسة مستقلة تتخذ قراراتها المهنية بعيدًا عن السياسة؟»، خاصة وأن المؤشرات الأخيرة — من خطاب فيرجينيا إلى استقالة قائد القيادة الجنوبية — تقول إن خطوط التماس بين السياسة والعسكرية في أمريكا بدأت تتلاشى، وإن الصراع المقبل قد يكون داخل واشنطن نفسها لا خارجها.