أمل سلامة: نظام الكوتة يمثل خطوة جوهرية نحو تمكين المرأة وليس مجرد مجاملة سياسية

أكدت النائبة أمل سلامة، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن تطبيق نظام الكوتة النسائية شكّل خطوة جوهرية في مسار تمكين المرأة المصرية، إذ فتح الباب أمامها لتكون صوتًا مؤثرًا داخل البرلمان بعد سنوات طويلة من المشاركة المحدودة في الحياة السياسية.
جاء ذلك خلال مشاركتها في اللقاء الذي نظمه المجلس القومي لحقوق الإنسان بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأوروبي، لمناقشة أوراق السياسات الخاصة بالكوتة النسائية ودعم مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية.
وقالت "سلامة" إن الأهم من تحقيق نسب التمثيل هو ما تقدمه المرأة فعليًا من أداء داخل المجلسين، مشيرة إلى أن تمثيل المرأة في مجلس النواب الحالي بلغ نحو 27% بما يعادل 162 سيدة بين منتخبات ومُعينات، وهو رقم غير مسبوق في التاريخ البرلماني المصري، بينما وصلت النسبة في مجلس الشيوخ إلى نحو 14% بعد التعيينات الأخيرة التي أقرها الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأوضحت أن هذه الأرقام تعكس إيمان الدولة الحقيقي بدور المرأة في صنع القرار، وليس مجرد التزام دستوري، مؤكدة أن ما تحقق للمرأة اليوم هو ثمرة جهد وتمكين حقيقي، وليس "مجاملة سياسية" كما يروّج البعض.
وأضافت أن الكوتة ليست هدفًا في حد ذاتها، بل وسيلة لتمكين المرأة الكفء والقادرة لتكون فاعلة في الحياة السياسية والعامة، مشددة على أهمية أن تقدم النائبات نماذج ناجحة تفتح الطريق أمام أجيال جديدة من السيدات.
ولفتت "سلامة" إلى أن وجود المرأة داخل البرلمان يضيف بُعدًا إنسانيًا وواقعيًا إلى النقاشات داخل اللجان، مؤكدة أن مشاركتها ليست رفاهية بل ضرورة لصنع قرارات أكثر توازنًا وعدالة.
كما تناولت التحديات التي لا تزال تواجه المرأة في بعض المناطق، موضحة أن تغيير الثقافة المجتمعية يتطلب جهدًا توعويًا مستمرًا، إلى جانب برامج تدريب وتأهيل للكوادر النسائية الشابة لدخول العمل العام بثقة وكفاءة، مع ضرورة دعم مشاركة المرأة في المجالس المحلية باعتبارها البوابة الأولى للقيادة السياسية.
وأكدت النائبة أن للإعلام دورًا محوريًا في كسر الصورة النمطية عن المرأة وتسليط الضوء على النماذج النسائية الناجحة، مشيرة إلى أن المرحلة الحالية يجب أن تكون “مرحلة ما بعد الكوتة”، أي مرحلة إثبات الكفاءة والتأثير.
واختتمت أمل سلامة كلمتها بالتأكيد على أن تمكين المرأة ضرورة وطنية وليست شعارًا، قائلة: "لا يمكن تحقيق تنمية حقيقية دون مشاركة نصف المجتمع. ما تحقق في السنوات الأخيرة يدعونا للفخر، لكنه أيضًا يُلزمنا بمواصلة العمل للحفاظ عليه وتطويره."