مصر تؤكد ريادتها البيئية في مؤتمر أبو ظبي: التنوع البيولوجي في قلب أجندة المناخ

شاركت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الجلسة الخاصة بعنوان:
"تعزيز مبادرة 30 بحلول 30 في منطقة غرب آسيا ومواءمة العمل الإقليمي مع الإطار العالمي للتنوع البيولوجي"، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة المنعقد في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر 2025.
تكريم لمسيرة قيادية حافلة بالإنجازات
استُهلّت الجلسة بالتعريف بإسهامات الدكتورة منال عوض، كأول سيدة تتولى وزارة التنمية المحلية، وأول محافظة لدمياط، وحائزة على جائزة أفضل محافظ عربي، إلى جانب مساهماتها البارزة في ملفات البيئة والتنمية والمرأة، وتعاونها مع منظمات دولية كالاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، وجهودها في تعزيز التكيف المناخي على المستوى المحلي.
COP27 نقطة تحول وضعت التنوع البيولوجي في قلب الحوار العالمي
خلال كلمتها، أكدت الوزيرة أن استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 كان لها أثر بالغ في دمج قضايا التنوع البيولوجي ضمن أولويات العمل المناخي، من خلال مشاريع ومبادرات في مجالات الطاقة المتجددة، إدارة المياه، الأمن الغذائي، والتنمية المستدامة، إلى جانب إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 وخطة المساهمات الوطنية.
حلول قائمة على الطبيعة… وتعاون إقليمي واسع
أشارت د. منال عوض إلى أن مصر تعتمد على الحلول القائمة على الطبيعة، مثل استعادة النظم البيئية، وزيادة الاستثمارات في إدارة المناطق المحمية، والتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة في مبادرات مثل ENACT، لربط قضايا المناخ بالتنوع البيولوجي.
كما أبرزت الجهود في حماية الحياة البحرية والنظم الساحلية مثل أشجار المانجروف، مؤكدة أن تلك الأنظمة تعد خطوط دفاع أولى ضد آثار التغير المناخي، وتدعم التنوع البيولوجي.
تطوير المحميات الطبيعية… وتمكين المجتمعات المحلية
أوضحت الوزيرة أن مصر تمتلك 30 منطقة محمية تغطي نحو 15٪ من المساحة الكلية للدولة، من بينها مواقع مدرجة ضمن التراث الطبيعي لليونسكو، مثل وادي الحيتان.
وتعمل الحكومة المصرية على:
تحسين البنية التحتية للمحميات
تعزيز السياحة البيئية
زيادة التمويل
إشراك المجتمعات المحلية
التركيز على الشعاب المرجانية والغابات البحرية
كل ذلك ضمن رؤية متكاملة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
نحو القائمة الخضراء وتحديث الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي
أكدت د. منال عوض أن مصر تحرص على انضمام محمياتها إلى القائمة الخضراء التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وتعمل على إعادة تقييم المناطق البيئية المهمة وتحديث الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي 2030، تمهيدًا لإعلانها في نهاية عام 2025، بما يعزز دور مصر في حماية الموارد الطبيعية وتوظيفها لتحقيق التنمية المستدامة.
شراكات إقليمية لتحقيق هدف "30 بحلول 2030"
أشارت الوزيرة إلى حرص مصر على دعم جهود تحقيق هدف حماية 30٪ من الأراضي والمياه بحلول عام 2030، من خلال:
تعزيز التعاون الإقليمي
حشد الموارد
تبادل الخبرات
تطوير البنية التحتية المشتركة
تشجيع الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني
خلق فرص عمل محلية تساهم في حماية البيئة
حضور عربي وإقليمي مميز في الجلسة
شهدت الجلسة حضور عدد من كبار المسؤولين والخبراء الإقليميين، من بينهم:
الدكتور أيمن سليمان، وزير البيئة الأردني
الدكتور نزار هاني، وزير الزراعة اللبناني
الدكتور هاني الشاعر، المدير الإقليمي لمكتب غرب آسيا – IUCN
المهندسة ناتاليا بولاد، مديرة برنامج التنوع الحيوي والمناطق المحمية – IUCN
الدكتور محمد قربان، المركز الوطني للحياة البرية – المملكة العربية السعودية
أكدت الدكتورة منال عوض أن التنوع البيولوجي ليس فقط قضية بيئية، بل قضية تنموية واجتماعية واقتصادية، ومصر مستمرة في العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لضمان حماية الموارد الطبيعية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأجيال القادمة.