ظهور كلاب ضالة خلف رئيس الوزراء خلال افتتاح حديقة الفسطاط يسلط الضوء على أزمة متفاقمة

أثار ظهور عدد من الكلاب الضالة خلف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء خلال افتتاح حديقة الفسطاط المركزية تساؤلات عديدة حول أسباب هذه الظاهرة وأبعادها، خاصة في ظل تزايد أعداد الكلاب الضالة في مصر بشكل غير مسبوق.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد راضي الطنطاوي، أن مشهد الكلاب الضالة في أحد أبرز المشروعات الحضارية يعكس تفاقم مشكلة حيوانات الشوارع في مصر، والتي تجاوز عددها — بحسب التقديرات — أكثر من 25 مليون كلب ضال، وهو رقم ينذر بخطر اجتماعي وصحي وبيئي متصاعد.
وأشار "الطنطاوي" إلى أن أهم أسباب تفاقم الأزمة هو إهمال الملف لفترات طويلة، وابتعاد الأطباء البيطريين عن المشهد نتيجة وقف التعيينات في بعض المنشآت البيطرية، مما أدى إلى فراغ مهني حقيقي ترك المجال مفتوحاً أمام منظمات الرفق بالحيوان التي تعمل — بحسب وصفه — دون خلفية علمية أو مهنية كافية.
وأضاف أن هذه المنظمات تمارس أنشطتها دون وجود خطة واضحة أو إشراف علمي من الجهات البيطرية المتخصصة، وتعتمد في عملها على التبرعات وحملات جمع الأموال بدعوى إطعام أو علاج الحيوانات الضالة، ما يجعل القضية بالنسبة للبعض "وسيلة للربح" أكثر منها قضية إنسانية حقيقية.
وأكد الدكتور الطنطاوي أن استمرار هذا الوضع أدى إلى ارتفاع معدلات العقر والإصابات الناتجة عن الكلاب الضالة، فضلًا عن زيادة الأمراض المشتركة التي تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان، مثل داء المشوكات الذي بدأ في الظهور بلحوم الذبائح، وهو مرض خطير قد يصيب الإنسان أيضًا.
وشدد على أن انتشار الكلاب الضالة بهذا الشكل يشوه الصورة الحضارية للدولة المصرية، خاصة في المشروعات السياحية والعامة التي تُعَد واجهة حضارية لمصر الجديدة.
واختتم الدكتور محمد راضي الطنطاوي تصريحه بمطالبة الدولة بضرورة إعادة ملف الكلاب الضالة إلى المتخصصين في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، والاستعانة بالكفاءات العلمية المصرية القادرة على وضع حلول واقعية ومستدامة للأزمة، بعيدًا عن المنتفعين والمتربحين من وراء هذا الملف.