رئيس وزراء باكستان: اتفاق غزة يمثل فرصة تاريخية لإنهاء معاناة الفلسطينيين

قال رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف، إن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يمثل "فرصة تاريخية" يجب اغتنامها لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عقود، مؤكدًا دعم بلاده الكامل لكل الجهود التي تقودها الدول العربية، وفي مقدمتها مصر وقطر، لإرساء السلام العادل والدائم في المنطقة.
وأوضح شريف، في تصريحات رسمية أدلى بها اليوم الخميس، أن المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لإثبات التزامه بالمبادئ الإنسانية وقرارات الشرعية الدولية، مشيرًا إلى أن "الهدنة ليست مجرد توقف مؤقت للقتال، بل هي فرصة لإعادة بناء الثقة وتهيئة الأجواء لحوار سياسي يضمن حقوق الفلسطينيين المشروعة".
وأضاف رئيس الوزراء الباكستاني أن استمرار الاحتلال والمعاناة الإنسانية في غزة لم يعد مقبولًا أمام ضمير العالم، داعيًا إلى تحرك دولي منسّق لإطلاق عملية سلام شاملة تُنهي الحصار وتضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد شريف أن باكستان، حكومةً وشعبًا، ستظل ثابتة في دعمها للقضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن بلاده كانت دائمًا في طليعة الدول التي دعت إلى وقف العدوان على غزة وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكانها، الذين يواجهون واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.
وأشار إلى أن اتفاق الهدنة الذي جرى بوساطة مصرية وقطرية، يعكس الدور المحوري الذي تلعبه الدول العربية في حفظ الاستقرار الإقليمي، معربًا عن أمله في أن يلتزم الطرفان ببنوده وأن تُستثمر هذه الخطوة في بناء سلام حقيقي لا يُفرَض بالقوة، بل يقوم على العدالة والمساواة وحق تقرير المصير.
كما شدد على ضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولياتهما تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة ضد المدنيين في القطاع، قائلاً إن الصمت الدولي أمام المجازر السابقة ساهم في استمرار دائرة العنف، مضيفًا: "العالم اليوم بحاجة إلى موقف شجاع يُعيد الثقة في النظام الدولي ويُنهي معايير الكيل بمكيالين".
وتأتي تصريحات شهباز شريف في وقت يتجه فيه الأنظار نحو غزة بعد الإعلان عن بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ظهر اليوم، وسط ترقب دولي واسع لما إذا كانت هذه الخطوة ستفتح الباب أمام مسار سياسي جاد ينهي الصراع المستمر منذ أكثر من سبعة عقود.
ويرى مراقبون أن الموقف الباكستاني يعكس إجماعًا إسلاميًا متزايدًا على ضرورة استثمار الهدنة لتحقيق انفراجة دبلوماسية، خاصة مع تزايد الضغوط الشعبية في العالم الإسلامي لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، ودعم الجهود الإنسانية لإغاثة سكان القطاع المنهك بالحروب والحصار.