النهار
الأحد 21 ديسمبر 2025 10:21 صـ 1 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
أركاس لوجيستيك مصر.. انطلاقة جديدة من قلب الإسكندرية نحو آفاق عالمية ٢٨ شاشة عرض وتليفزيون بمراكز شباب عروس البحر لمشاهده مباريات كأس الأمم الأفريقية مؤسسة زاهي حواس للآثار تنظم ندوة تحليلية حول فرعون الخروج بين المصادر المصرية والكتب السماوية القوات المسلحة تنظم دورة تدريبية للكوادر من الدول الأفريقية بيت الشعر العربي يحتفي باليوم العالمي للغة العربية في صالون أحمد عبد المعطي حجازي ملتقى خريجي وطلاب التصوير 2025 بالمعهد العالي للسينما.. يوم من الإبداع والتواصل بين الأجيال في أجواء مبهجة وإقبال جماهيري.. الثقافة تطلق الدورة الخامسة عشرة للمهرجان القومي للتحطيب بالأقصر من المتاحف إلى المزادات.. خيوط نفوذ جيفري إبستين في عالم الفن تحت المجهر أحمد إسماعيل يكشف أسرار العلاقة بين الممثل وصانع الفيلم في ماستر كلاس بالقاهرة للفيلم القصير غدا حفل توقيع كتاب (وجوه شعبية مصرية) أحدث إصدارات المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عائشة بن أحمد: الصدفة قادتني للتمثيل… ومصر محطة صعبة لكنها تصنع النجومية موعد وصول أحمد الفيشاوي مصر لاسقبال عزاء والدته

عربي ودولي

أشرف مروان.. البطل الخفي أم الجاسوس الأعظم؟

ارشيفية لأشرف مروان
ارشيفية لأشرف مروان

- أشرف مروان.. "العميل المزدوج" بين الأسطورة والجدل

يبقى اسم أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واحدًا من أكثر الألغاز إثارة في تاريخ المخابرات الحديثة، حيث ارتبطت سيرته بمعارك الاستخبارات بين مصر وإسرائيل، وظل موضع جدل حتى بعد رحيله الغامض في لندن عام 2007.

مروان، الذي تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة وتزوج من منى عبد الناصر، دخل مبكرًا إلى دائرة السلطة، ليصبح مستشارًا للرئيس أنور السادات وذراعًا سياسيًا في ملفات حساسة. غير أن اسمه ارتبط بواحدة من أعقد قصص "العميل المزدوج": فبينما اعتبرته إسرائيل "أعظم جاسوس خدمها"، تؤكد روايات مصرية أنه كان بطلًا قدّم معلومات مضللة أسهمت في خداع تل أبيب قبل حرب أكتوبر 1973.

دور محوري في خطة الخداع الاستراتيجي لحرب أكتوبر اتسم بتنسيق معلومات مضللة متعمدة، تهدف لتشكيل تصوّر استخباراتي خاطئ لدى العدو وإضعاف يقظته. تركزت عناصر هذا الدور على تسريب إنذارات متضاربة عن نوايا هجومية مزعومة، تضخيم إشارات التحضير إلى مناورة عسكرية دفاعية، وتعمية تحركات القوات الحقيقية عبر تدريبات ظاهرية وإخفاء نقل وحدات قتالية. كما شمل الاستخدام المتقن للاستخبارات اللاسلكية والدبلوماسية لإقناع القيادة المعادية بأن المنطقة آمنة، ما خلق نافذة زمنية مناسبة لتنفيذ المفاجأة يوم السادس من أكتوبر. في المحصلة، كان هذا الدور أساسياً لتهيئة أرضية نجاح الضربة الاستراتيجية.

القصة بلغت ذروتها حين لعب مروان دورًا في ما عُرف بـ"الإنذار الكاذب" لإسرائيل، حيث حذّرها من هجوم وشيك في مايو 1973، فاستنفرت تل أبيب قواتها قبل أن يتبيّن أن شيئًا لم يحدث. ومع تكرار هذه الإنذارات، بدأت القيادة الإسرائيلية تشكك في تحذيراته. وعندما جاء السادس من أكتوبر، ونقل إنذارًا جديدًا من لندن قبل ساعات من الضربة الجوية، استهانت به إسرائيل معتبرة أنه "فخ"، لتفاجأ بالهجوم المنسق الذي أعاد رسم موازين القوى.

بعد الحرب وحتى وفاته، ظل الغموض يلف علاقته بالاستخبارات المصرية والإسرائيلية: هل كان خائنًا سلّم أسرار الدولة؟ أم مهندسًا لعملية خداع كبرى؟ إذ اعتبره البعض "جاسوس إسرائيل الأول" بينما رآه آخرون "بطل الخداع" الذي ضلل تل أبيب ومهّد لانتصار أكتوبر. هذا التضارب غذّته وفاته الغامضة في لندن، التي أضافت طبقات جديدة للرواية، لتبقى شخصية مروان معلّقة بين الأسطورة والخيانة، وملفّه مفتوحًا أمام قراءات متضادة حتى اليوم.

وهكذا بقي الرجل شاهدًا على زمن صراعات الاستخبارات الكبرى، ورمزًا للغموض الذي يختلط فيه الوطن بالسرية والأسطورة.