ما هي الخيارات السورية للتعاون الأمني مع إسرائيل؟.. 3 سيناريوهات مُحتملة

كشفت الدكتورة شيماء المرسي، الخبيرة في الشأن الإيراني، عن الخيارات السورية للتعاون الأمني مع إسرائيل، موضحة أن خيارات سوريا في الاتفاق الأمني مع إسرائيل تعتبر محدودة جدًا، وتحتمل عدة سيناريوهات، أولها الرفض الكلي أو القبول الجزئي للاتفاق، لأنه في حال رفضت سوريا البنود الجوهرية أو قبلت جزئيًا بالاتفاق الأمني، قد تقوم إسرائيل بخطوات أحادية، وهذا قد يخلق اشتباكات محلية. يقابل ذلك محاولات إيرانية للتصعيد عبر الصواريخ أو وكلائها، مثل حزب الله أو ميليشيات عراقية، وهو ما قد يحول المنطقة إلى جبهة احتكاك مفتوح.
ثاني السيناريوهات وفق تحليل «المرسي»، التوصل إلى اتفاق شامل، وإذا تم التوصل إليه بشروط تبادل واحتواء إقليمي، أي صفقة برعاية أمريكية وروسية تتضمن مساعدات لإعادة إعمار سوريا مقابل الالتزام بعدم تمركز قوات إيرانية أو تشكيل قواعد عسكرية إيرانية في الجنوب، فإن ذلك سيعتبر إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا يمنع خطوط الإمداد التقليدية لإيران عبر سوريا. مع ذلك سيتطلب نجاح هذا السيناريو رقابة دولية صارمة واستقرارًا داخليًا طويل الأمد.
أما عن ثالث سيناريو فيتمثل في تموضع إيراني أعمق ودعم سوريا لطهران، ويعتمد هذا الخيار على نجاح إيران في خلق شراكة استراتيجية مع الحكومة السورية، وقد يؤدي إلى وقوف سوريا إلى جانب إيران وروسيا، بل وسماحها بتموضع إيراني أعمق في المناطق الحدودية والجنوبية. في هذه الحالة ستضطر إسرائيل إلى الاعتماد على ضربات جوية دورية وعمليات استخباراتية متقدمة، مع وجود مخاطرة عامة بتدهور الوضع الإقليمي، وفق ما أكدت الدكتورة شيماء المرسي.
وذكرت أن احتمالية نجاح الاتفاق الأمني بين دمشق وتل أبيب يعتمد على وجود روسيا وإيران كفاعلين مؤثرين، أي إن أي حل يجب أن يأخذ مصالحهما بعين الاعتبار، وإلا فإنه سينهار. أما إذا اعتمدت إسرائيل على الجماعات المحلية لخلق نفوذ مؤقت، فسيكون قصير المدى وسوف يخاطر بغياب الشرعية طويلة الأمد، بالإضافة إلى تأجيج الصراعات القبلية والطائفية.