النهار
الخميس 18 سبتمبر 2025 01:23 صـ 24 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
د. شاهيناز عبد الكريم :سيد درويش.. أيقونة الموسيقى المصرية “مصر تنتصر وقائيًا”.. أسرار الصحة التي أنقذت 100 مليون مواطن من الأوبئة ”يستخدم في علاج لوكيميا الأطفال”..إنزيم ”الأسبارجان” طفرة في مجال البحث العلمي نميرة نجم: الأمم المتحدة تتقاعس عن وقف تجويع غزة ومحاسبة إسرائيل خرجهم رجل أعمال وصورهم.. تضامن قنا تحرر محاضر وإنذارات في واقعة استغلال أطفال دار رعاية للدعاية الانتخابية انطلاق ”النادي العربي للإعلام السياحي من قلب عروس البحر المتوسط وزير التعليم يصدر قرارًا وزاريًا بشأن تطبيق نظام الدراسة والتقييم لطلاب المرحلة الثانوية كتاب جديد يرصد تجربة «الإدارة الذاتية» في سوريا أهلًا بالملك.. زيارة تاريخية تعزز الشراكة المصرية الإسبانية وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون ودعم قضايا المنطقة انطلاق فعالية GLMC 365 في واشنطن بمشاركة سعودية لمناقشة مستقبل أسواق العمل رئيس كازاخستان يكرم مفتي الجمهورية ويمنحه وسام الشرف تقديرًا لجهوده في تعزيز الحوار بين الأديان ونشر ثقافة السلام الجامعة البريطانية في مصر تعلن تعيين نائب أكاديمي من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة

تقارير ومتابعات

“مصر تنتصر وقائيًا”.. أسرار الصحة التي أنقذت 100 مليون مواطن من الأوبئة

نائب وزير الصحة مع محرر النهار
نائب وزير الصحة مع محرر النهار

65 مليون تطعيم سنويًا.. و"الحصبة" و"الالتهاب الكبدي" و "الملاريا " خارج حدود مصر رسميًا!
39 نقطة حدودية تحت رقابة صارمة.. هكذا منعت مصر تسلل الفيروسات عبر الطائرات والموانئ!
220 اختبارًا معتمدًا دوليًا.. ومعامل مصرية تُصنَّف مرجعية على مستوى العالم!
تصنيف عالمي لمصر ضمن الصف الأول في مكافحة العدوى.. والبنك الدولي يمنحها 23.5 مليون دولار تقديرًا لكفاءة المواجهة!
“عيون إلكترونية” تراقب الحشرات والقوارض.. وخريطة وبائية دقيقة تغطي كل شبر في مصر!
1400 عينة مياة يوميا.. و96 محطة لرصد التلوث الهوائي و15 محطة إنذار مبكر لنهر النيل!
الوقاية تدخل العصر الرقمي.. تطعيمات إلكترونية، وسجلات مواليد في الزمن الحقيقي!
طوارئ تعمل 24/7.. وفرق تدخل سريع تنتشر لحظة ظهور أي خطر!

في زمنٍ تتساقط فيه أنظمة صحية كبرى تحت وطأة الأوبئة، تقف مصر بثبات. ليس بالصدفة، بل بفضل جبهة داخلية لا تتصدر نشرات الأخبار، لكنها تكتب كل يوم قصة صمود جديدة: قطاع الطب الوقائي.
هنا، لا يُعالج المرض بعد وقوعه فحسب، بل يُمنع من الدخول أصلًا. من الملاريا إلى الحصبة، ومن الكوليرا إلى كوفيد – مصر تقاتل في صمت، وتنتصر بالأرقام.


فوراء الستار يعمل جيش غير مرئي: 5600 وحدة صحية، 39 منفذًا حدوديًا، 96 محطة رصد هوائي، 220 اختبارًا دوليًا معتمدًا، و33 ألف عينة مياه تُفحص شهريًا. شبكة متكاملة تنبض بشعار واحد: "الوقاية أولًا".
في هذا الحوار الاستثنائي، يكشف لنا الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة لشؤون الطب الوقائي، عن تفاصيل "الدرع الوقائي" الذي يحيط بالمصريين. درعٌ لا يعرف التهاون:

• 65 مليون جرعة تطعيم سنويًا، تُنفذها آلاف الأيدي في ربوع الجمهورية.
• شهادات دولية بخلو مصر من الحصبة والحصبة الألمانية ثلاث سنوات متتالية.
• خلو مصر من مرض الملاريا و الالتهاب الكبدي B للأطفال تحت سن 15 عامًا.
• 39 منفذًا حدوديًا مجهزًا بأنظمة حجر صحي وفرق مدربة تراقب كل مسافر وكل إشارة خطر.
• نظام ترصد حشري وبيئي هو الأقوى في الشرق الأوسط، مدعوم بتقنيات GIS.
• 96 محطة لرصد الهواء، 15 محطة إنذار مبكر بملوثات النيل، وعشرات الآلاف من العينات تفحص شهريًا.
• 262 سيارة لجمع النفايات الطبية، 172 محرقة، و47 جهاز فرم وتعقيم للتخلص الآمن من المخلفات الخطرة.
ورغم هذا الجهد الميداني الهائل، فإن الرقمنة أصبحت جزءًا من المعركة:
• ميكنة 5000 مكتب صحة وربطها بشبكة حكومية مؤمنة.
• تسجيل لحظي للمواليد والوفيات.
• إطلاق الساعة السكانية اللحظية لدعم التخطيط الصحي الفوري.

يقول قنديل: "نرصد 55 مرضًا معديًا، ولدينا غرفة طوارئ تعمل 24 ساعة، وفرق استجابة سريعة يمكنها التحرك في أي محافظة خلال دقائق". هذه ليست مجرد كلمات، بل واقع يُترجم إلى ثقة دولية: مصر في الفئة الأعلى عالميًا في مكافحة العدوى، ومركز أول في المنطقة بحصولها على 23.5 مليون دولار منحة من البنك الدولي لمكافحة الجائحة.


إنها ملحمة صامتة. لا صور درامية ولا شعارات، بل أرقام وشهادات ونجاحات تُحكى. ومن قلب هذه الملحمة، يأخذنا الدكتور عمرو قنديل إلى كواليس المعركة، ليكشف أسرار "الجبهة الوقائية" التي تحرس المصريين.. وإلى نص الحوار:

في البداية.. كيف تصف الدور الحقيقي لقطاع الطب الوقائي والصحة العامة في حماية صحة المصريين؟
أريد أن أوضح امر هام أولا ، أنهذا ليس مجرد حوار صحفي... بل هو كشف لحرب تُخاض في صمت، وانتصرنا فيها بجدارة بفضل الله وبفضل القياده السياسيه الحكيمه الوعايه الداعمه للقطاع الصحى ، ولأن قطاع الطب الوقائي والصحة العامة هو خط الدفاع الأول ضد أي تهديد صحي... من الأوبئة العالمية إلى الأمراض المحلية نحن لا ننتظر الكارثة لنبدأ بالتحرك، بل نعمل على منع حدوثها من الأساس من خلال منظومة مترابطة تبدأ بالتطعيم، وتمر بالحجر الصحي، ومكافحة العدوى، وترصد الأمراض، ولا تنتهي إلا بالاستجابة السريعة عند الطوارئ. نحن نؤمن أن الوقاية ليست فقط أرخص من العلاج... بل هي أقوى منه.

ماذا عن حجم الجهد المبذول في حملات التطعيم؟ هل هناك أرقام توضح ذلك؟
بالفعل، نحن نقدم 65 مليون خدمة تطعيم سنويًا من خلال أكثر من 5600 وحدة صحية ومكتب صحة موزعة على كل ربوع الجمهورية ؛ حيث نغطي كل أنواع اللقاحات الروتينية، وننفذ حملات قومية مثل شلل الأطفال والحصبة. مصر نجحت بفضل هذه الجهود في الحصول على شهادة الخلو من الحصبة والحصبة الألمانية ثلاث سنوات متتالية، والخلو من الالتهاب الكبدي الوبائي B للأطفال تحت سن 15 عامًا، وهذه إنجازات غير مسبوقة على مستوى الإقليم.

واحدة من أكثر الملفات حساسية هي ملف "الحجر الصحي". كيف يدار هذا الملف خاصة في ظل حركة السفر العالمية؟
نحن لدينا 39 منفذ دخول موزعين على 14 محافظة (19 مطار، 14 ميناء، 6 معابر برية). هناك منظومة حجر صحي صارمة ومحدثة باستمرار، وفرق مدربة تراقب كل حالة مشتبه بها، خاصة من الدول التي تشهد تفشيات.
الدروس المستفادة من "كوفيد-19" و"جدري القرود" جعلتنا نضاعف كفاءة هذه المنظومة ونجهزها لتكون سريعة الاستجابة لأي خطر صحي عالمي.


كيف تعملون على مواجهة الأمراض المنقولة عبر الحشرات ونواقل الأمراض؟
نحن نمن تلك نظامًا للترصد الحشري من الأقوى في الشرق الأوسط. ، نحدث الخريطة الحشرية على مستوى الجمهورية باستخدام نظام GIS، وننفذ حملات مكافحة القوارض والحشرات مرتين سنويًا بالتعاون مع وزارات أخرى مثل الزراعة والري كما أطلقنا مؤخرًا أول برنامج تدريبي في الشرق الأوسط لمكافحة الحشرات الناقلة للأمراض بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وتم تجهيز فرق متخصصة لهذا الهدف وبتلك الجهود ادت الى حصول مصر كأول دوله افريقية فى الحصول على الخلو من مرض الملاريا بشهادة منظمة الصحة العالمية.


البعض لا يدرك مدى أهمية "صحة البيئة".. هل يمكن أن توضح لنا ماذا يشمل هذا الملف؟
صحة البيئة تتضمن الرقابة على جودة المياه، الهواء، الصرف الصحي، النفايات الطبية ، نسحب شهريًا أكثر من 33 ألف عينة مياه، ونحو 1400 عينة صرف صحي، ونراقب تطبيق منظومة التخلص الآمن من النفايات الخطرة عبر 262 سيارة، و172 محرقة، و47 جهاز فرم وتعقيم.
كما يوجد لدينا 96 محطة لرصد ملوثات الهواء، و15 محطة للإنذار المبكر بملوثات نهر النيل.

ملف الترصد.. كيف ترون دوره في منع الأوبئة؟
الترصد هو "عيننا على الأرض"... وهو ما يميز منظومتنا الوقائية.
نرصد 55 مرضًا معديًا ومتلازمة مرضية عبر شبكة وطنية ضخمة تغطي كل المستشفيات.
ولدينا برامج ترصد متخصصة في أمراض مثل: الحميات النزفية، الجهاز التنفسي، الإسهال الحاد، والالتهاب الكبدي.
كما نتابع الأخبار، مواقع التواصل، وحتى إشارات الجمهور لنكون أول من يكتشف أي تغير وبائي.

الطوارئ الصحية أصبحت أمرًا يوميًا... كيف يستعد قطاع الطب الوقائي لمثل هذه السيناريوهات؟
لدينا غرفة طوارئ مركزية تعمل 24/7، وفروعها في جميع المحافظات.
ولدينا فرق استجابة سريعة مدربة على التعامل مع أي طارئ صحي سواء على مستوى المحافظات أو مركزيًا.
كما نؤمن بالتدريب المستمر: برامج الوبائيات، دبلومات مكافحة العدوى، التدريب على نهج "الصحة الواحدة"... كلها تهدف لتجهيز كوادر قادرة على مواجهة أي أزمة.

لننتقل إلى أبرز الإنجازات الدولية.. ما الذي جعل مصر تتصدر المشهد الصحي الإقليمي؟
عدد من الإنجازات يمكن وصفه بأنه تاريخي:
• الخلو من الملاريا، الحصبة، الالتهاب الكبدي B للأطفال.
• حصولنا على منحة البنك الدولي لتمويل الجائحة بقيمة 23.5 مليون دولار (المركز الأول في المنطقة، السابع عالميًا).
• تصنيف مصر ضمن الفئة الأعلى عالميًا في تطبيق برامج مكافحة العدوى.
• معاملنا المركزية أصبحت مرجعية ومعتمدة دوليًا بـ220 اختبار.
• إطلاق الخطة القومية للصحة الواحدة والإطار الاستراتيجي للتكيف الصحي مع التغيرات المناخية.

ماذا عن التحول الرقمي؟ هل وصل لقطاع الطب الوقائي؟
بكل تأكيد قمنا بميكنة منظومة تسجيل المواليد والوفيات بالكامل بـ5000 مكتب صحة، وربطنا البيانات بجميع الوزارات عبر بوابة G2G.
كما تم رقمنة التطعيمات الروتينية للأطفال، وإنشاء الساعة السكانية لحظيًا، وتمكين متخذي القرار من بيانات آنية لدعم التخطيط الصحي.
هذا هو المستقبل، ونحن فيه بالفعل.

في الختام، ما هى رسالة نائب وزير الصحه للمواطنين؟
الوقاية مسؤولية مشتركة... الدولة تبذل جهدًا هائلًا لحمايتكم، لكن الوقاية مسؤولية مشتركة. التطعيم، النظافة، الثقة بالمصادر الرسمية... كلها أسلحة في أيديكم."
التطعيم، النظافة، الإبلاغ المبكر، والثقة بالمصادر الرسمية... كلها عناصر ضرورية لحمايتنا جميعًا.
وأقولها بكل ثقة: مصر أصبحت نموذجًا يحتذى به في الوقاية، لكن الطريق لم ينتهِ بعد، ومستقبلنا الصحي يبدأ بوعي المواطن.
واريد أن أوؤكد هذا الحوار ليس مجرد استعراض لإنجازات، بل نافذة على معركة خفية تنتصر فيها مصر يومًا بعد يوم.
قطاع الطب الوقائي ليس جنديًا مجهولًا فقط... بل هو الجدار الذي صمد بينما انهارت جدران أخرى. والمستقبل؟ يُكتب الآن... بلغة الوقاية، وبوعي المواطن ، ولهذا أردت أن أكشف لكم كيف أن الوقاية ليست رفاهية بل استراتيجية حياة. قطاع الطب الوقائي ليس فقط جنديًا مجهولًا، بل بطلًا في الظل، يحمل على عاتقه مسؤولية حماية وطن بأكمله من أعداء لا تُرى... لكنه يراها دائمًا قبل أن نراها نحن.

موضوعات متعلقة