نبيل فهمي على أعتاب خلافة أحمد أبو الغيط في قيادة الجامعة العربية

توافق عربي يضع وزير الخارجية الأسبق في صدارة الترشيحات قبل حسم المنصب في مارس المقبل


مع العد التنازلي لانتهاء ولاية الأمين العام الحالي للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في يونيو 2026، تزداد المؤشرات التي تؤكد أن وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي بات الاسم الأقرب لتولي المنصب، وبينما التزمت القاهرة الصمت الرسمي وأحال فهمي بدبلوماسيته المعهودة الأمر إلى وزارة الخارجية، جاءت التعليقات العربية المرحبة لتكشف عن حالة توافق غير مسبوقة على اختياره.

ومن المرتقب طرح اختيار الأمين العام المقبل خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته العادية مارس المقبل، ليتم اختياره بشكل نهائي، تمهيدًا لعرض القرار الوزاري على القمة العربية المقبلة.

وفي هذا السياق، كشف مصدر دبلوماسي عربي لمجلة المجلة السعودية، أن وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي سيكون الأمين العام للجامعة العربية المقبل خلفا لأحمد ابو الغيط الذي تنتهي ولايته في يونيو 2026.

وأضاف الدبلوامسي العربي، أن فهمي الذي شغل منصب وزير الخارجية في مصر من يونيو 2013 إلى يوليو 2014، كما عمل سفيرا لـ القاهرة في واشنطن من 1999 إلى 2008، من المرتقب أن يشغل منصب الأمين العام للجامعة العربية خلفًا للأمين العام الحالي أحمد أبو الغيط.

وفي تصريحات خاصة مع جريدة النهار، لم يؤكد نبيل فهمي بخبرته الطويلة ودبلوماسيته الخبر أو ينفِه، مرجعًا الأمر إلى وزارة الخارجية المصرية باعتبارها الجهة المسؤولة رسميًا عن تقديم الترشيح المصري لأمانة جامعة الدول العربية.

وفي هذا السياق، قال محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، إنه يثق في نجاح السفير نبيل فهمي، بإدارة دفة العمل الجماعي العربي، وذلك بعد ترشيحه لشغل منصب الأمين العام المقبل لجامعة الدول العربية.

وأوضح العرابى في تصريحات خاصة لجريدة النهار: السفير نبيل فهمي من أكفأ الدبلوماسيين المصريين، وأثق في نجاحه بإدارة دفة العمل الجماعي العربي في مرحلة دقيقة.

ومن جانبه، رحب عمرو موسى، وزير الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، بترشيح واقتراب السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، لتولي منصب الأمين العام المقبل للجامعة العربية.

وأوضح عمرو موسى في تصريحات لـ جريدة النهار: أنا قريت أخبار حول ترشيح السفير نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق وسعيد به وأتمنى له التوفيق، واختيار نبيل فهمي قيم للغاية.

من هو نبيل فهمي؟

نبيل فهمي هو وزير خارجية مصر الأسبق، والذي تولى المنصب من يوليو 2013 إلى يونيو 2014، قاد خلالها مسار الدبلوماسية المصرية في فترةٍ اتسمت بتحدٍّ هائل، وخلال توليه منصب وزير الخارجية وضع استراتيجيةً لإعادة توجيه السياسة الخارجية المصرية بما يضمن تعدد خياراتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وخلال مسيرته الدبلوماسية التي امتدت لثلاثة عقود، شغل فهمي منصب سفير لدى الولايات المتحدة (1999-2008) واليابان (1997-1999) بالإضافة إلى العديد من المناصب الحكومية والدولية.

وركز عمله على الأمن الدولي والإقليمي ونزع السلاح ومنع الانتشار وحل النزاعات والدبلوماسية العربية الإسرائيلية، كما كان رئيسًا للمجلس الاستشاري للأمم المتحدة المعني بمسائل نزع السلاح ونائب رئيس أول لجنة تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة تتعامل مع نزع السلاح والأمن الدولي.

وكان أيضًا عضوًا في الوفد المصري إلى مؤتمر مدريد للسلام عام 1991؛ ومؤتمرات مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؛ ولجنة المبادئ في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تعزيز التعاون الدولي في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والعديد من الفعاليات متعددة الأطراف الأخرى والمجلس الاستشاري الأعلى لمنتدى بكين وقد منح الإمبراطور الياباني ناروهيتو فهمي وسام الشمس المشرقة.

وأسس فهمي أيضًا كلية الشؤون العالمية والسياسات العامة (GAPP) في الجامعة الأمريكية بالقاهرة (AUC) عام 2009، وشغل منصب العميد المؤسس للكلية من عام 2009 إلى عام 2022.

وإذا ما تم اختيار نبيل فهمي، فسيكون أمامه ملفات عربية ملتهبة، أبرزها، الحرب الإسرائيلية على غزة وتبعاتها الإنسانية والسياسية، الأزمة السودانية والحرب الداخلية الممتدة، الملف الليبي وإعادة الاستقرار، إصلاح منظومة العمل العربي المشترك وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الأعضاء.

بينما منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية تأسس مع إنشاء الجامعة عام 1945، وتولت مصر المنصب منذ البداية باستثناء فترة واحدة قصيرة حين شغله التونسي الشاذلي القليبي (1979-1990)، حيث إنه عادةً ما يتم التوافق على المرشح المصري بدعم عربي، باعتبار القاهرة المقر الرئيسي للجامعة، وقد جرى التمديد لولاية أحمد أبو الغيط مرتين منذ 2016.