هل يؤدي تدمير البنية التحتية النفطية الروسية إلى إجبار موسكو على التفاوض مع أوكرانيا؟

عطّل سيلٌ من ضربات الطائرات الأوكرانية المُسيّرة على البنية التحتية النفطية الروسية جزء كبير من طاقة تكرير النفط الخام في البلاد، خلال الأسابيع الأخيرة، ما تسبب في نقصٍ محلي، وترك أهم صناعة استراتيجية للكرملين على حافة الهاوية، بحسب «بوليتيكو»، إذ أدت الهجمات على مصافي النفط إلى أزمة وقود، وأوقفت صادرات موسكو المربحة من الغاز، مع تزايد الضغوط على الرئيس الروسي لبدء التفاوض، ويقدّر المحللون أن ما بين 15 و20% من إنتاج الوقود الروسي متوقف الآن؛ ما دفع موسكو إلى فرض حظر على التصدير، وتكدس طوابير أمام محطات الوقود في المدن الإقليمية.
تأتي الأزمة في الوقت الذي يقول فيه حلفاء أوكرانيا الغربيون إن الضغط الاقتصادي، هو أفضل وسيلة لإجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إنهاء حربه، وأكد ثلاثة مسؤولين أوروبيين أن مزيجًا من العقوبات والتعطيل المُستهدف سيُجبر بوتين على الجلوس على طاولة المفاوضات.
وهاجمت القوات المسلحة الأوكرانية، خلال عطلة نهاية الأسبوع منشآت في جنوب روسيا، بما في ذلك محطتا كراسنودار وسيزران، اللتان تنتجان ما مجموعه 11 مليون طن متري من البنزين سنويًا، ويُقدّر المحللون أن ما بين 15% و20% من إنتاج الوقود الروسي متوقف الآن.
من جانبها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا، كاتارينا ماثيرنوفا، إن نقل الحرب إلى المواطنين الروس العاديين هو أحد الأساليب القليلة التي يبدو أنها تلقى استجابة من الكرملين، وهناك طوابير انتظار على البنزين في روسيا، لأن الأوكرانيين بإضراباتهم العنيفة تمكنوا من تعطيل شحنات النفط. لذا، فإن هذا النوع من الضغط يُجدي نفعًا، وكل ما نحتاجه هو الاستمرار فيه وعدم الانحراف عن المسار الصحيح.
تنفّذ كييف مثل هذه الضربات منذ أكثر من عام، لكن آثارها أصبحت ملموسة أكثر من أي وقت مضى، إذ إن الأثر التراكمي للعقوبات وغياب الدعم الفني الغربي يجعلان إصلاح الضرر أصعب، وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أسفه إزاء الضربات المستمرة على منشآت الطاقة لدينا، وهدّد بمواصلة قصفه للبنية التحتية للطاقة المدنية في أوكرانيا. واضطر المسؤولون الروس إلى تمديد حظر مبيعات البنزين للخارج حتى سبتمبر نتيجة لذلك، مما حرم الكرملين من العملات الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها.
وصرّح همايون فلكشاهي، رئيس قسم تحليل النفط الخام في شركة كبلر الاستخباراتية، بأن ذلك كان نتيجة واضحة لتدمير بعض أكبر مصانع روسيا، وتُقدّر شركة كبلر أن إجمالي إنتاج مصافي تكرير النفط الخام في روسيا انخفض الآن إلى حوالي 5.1 مليون برميل يوميًا، وهو أقل بكثير من 5.6 مليون برميل المُعتاد في هذا الوقت من العام، ما يزيد من متاعب مسؤولي الصناعة أن العديد من المصافي ستخضع للصيانة هذا الشهر، ما قد يعني توقفًا طويلًا في ظل سعيها المُضني لتلبية الطلب المحلي.