هل توافق إسرائيل على الصفقة المطروحة لوقف إطلاق في غزة؟

تزايدت الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للموافقة على اتفاق مرحلي بوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل عدد من المحتجزين في القطاع بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن وجود معارضة إسرائيلية كبيرة لإصرار نتنياهو على التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب على غزة، وفق مسؤولين مطلعين على المداولات الداخلية.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو ووزراء كبار آخرين، يفضلون الآن اتفاقًا أكثر صعوبة يهدف إلى إعادة جميع المحتجزين المتبقين دفعة واحدة، وإنهاء الحرب بشروط وضعتها إسرائيل، لافته إلى دعوة العديد من الشخصيات البارزة في الجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات «الموساد» والحكومة، إلى العودة إلى النهج التدريجي لحل الصراع، بدءا بهدنة مؤقتة.
ويقضي هذا النهج التدريجي بإطلاق سراح نحو نصف المحتجزين في البداية، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، ومن بين المعارضين لموقف نتنياهو رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع، ومستشار نتنياهو للأمن القومي تساحي هنجبي، ووزير الخارجية جدعون ساعر، حسبما قال المسؤولون الإسرائيليون للصحيفة الأمريكية.
وفي سياق متصل، أعلنت حماس أخيرًا موافقتها على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار على مراحل، الذي قدمته دولتا الوساطة مصر وقطر، ومن شأن الهدنة المؤقتة أن تؤجل اجتياح الجيش الإسرائيلي المخطط له لمدينة غزة.
ومع تقدم استعدادات جيش الاحتلال لاجتياح مدينة غزة، ومع وصول مفاوضات الهدنة إلى طريق مسدود، ليس من الواضح ما إذا كان للمعارضين لموقف نتنياهو الرافض للهدنة التدريجية في غزة، أي تأثير. وأبدى زامير، الذي سيلعب دورًا رئيسيًا في المرحلة التالية من الحرب، تحفظاته بشأن الهجوم الإسرائيلي المخطط له على مدينة غزة، ورغم أن نتنياهو لم يستبعد علانية التوصل إلى اتفاق تدريجي، وربما يكون في انتظار شروط أفضل، فإن بعض وزرائه وصفوا النهج التدريجي بأنه لم يعد ذا صلة.
وبشأن الصفقة، فهي تتضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وبدء مفاوضات لوقف طويل الأمد للأعمال العدائية إلى جانب إطلاق سراح المحتجزين المتبقين، الأحياء والأموات، مقابل المزيد من الأسرى الفلسطينيين، وحتى قبل أن تعلن حماس عن قبولها الواسع للاتفاق المرحلي في منتصف أغسطس المنقضي، بدا أن نتنياهو قد غيّر مساره للتركيز على التوصل إلى اتفاق "كل شيء أو لا شيء"، بدعم من إدارة ترامب.
وعلى مدى معظم العام الماضي، أصر نتنياهو على أن تركز المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة على اتفاق تدريجي فقط على أساس أن التوصل إلى اتفاق شامل بشروط إسرائيل سيكون من الصعب للغاية تحقيقه، وأن وقف إطلاق النار المؤقت يمنح إسرائيل خيار العودة إلى القتال، وقبل نحو شهر، صرّح ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لإدارة ترامب لمهام السلام، في اجتماع مع عائلات المحتجزين بأن ترامب يرغب في إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء فورا. وتعتقد إسرائيل أن نحو 20 محتجزًا ما زالوا على قيد الحياة من أصل 48 محتجزًا لا يزالون في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري للصحفيين في إفادة صحفية أمس الثلاثاء، إن إسرائيل لم ترد حتى الآن على قبول حماس لوقف إطلاق النار على مراحل، ويصر نتنياهو على موقفه الرافض للاتفاق المرحلي في غزة، متجاهلًا الدعوات الواسعة في إسرائيل، إلى وقف الحرب والتقدم نحو تسوية تشمل صفقة تبادل.
وبدأت عائلات المحتجزين الإسرائيليين، والمتظاهرون المطالبون بالإفراج عنهم الاحتجاجات، اليوم الأربعاء، في القدس المحتلة بعد أن تركزت احتجاجات الشهر الماضي بشكل رئيسي في منطقة دان بتل أبيب.
في السياق ذاته، نظّمت عائلات المحتجزين الإسرائيليين تظاهرة، صباح اليوم الأربعاء، أمام منزل وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الإسرائيلية، رون ديرمر، حيث طالبت بوقف خطط الحكومة الرامية لاحتلال مدينة غزة، والتوجه بشكل عاجل نحو إبرام صفقة تبادل تضمن إعادة أبنائهم.
ومن المتوقع أن تستمر المظاهرات طوال اليوم في جميع أنحاء القدس المحتلة، مع تركيزها على المنطقة المحيطة بمنزل رئيس الحكومة نتنياهو للضغط عليه بشأن قضية الجنود المحتجزين في غزة، وصرّحت الشرطة الإسرائيلية بأن مجموعة من المشاركين في احتجاجات «جفعات رام» انتهكت النظام العام بتسلق سطح أحد المباني، معرضين أنفسهم للخطر، ولم يمتثلوا لتعليمات رجال الشرطة الموجودين في الموقع.