أنقذ شاباً من الموت أسفل القطار... حكاية «عم طارق» بطل مزلقان بني سويف

في موقف بطولى سُجل بحروف من نور في سجلات المصريين الأبطال وسيظل خالدًا في الذاكرة، أنه العم طارق الرجل البسيط عامل المزلقان بمحطة قطار السادات بمحافظة بنى سويف الذي أصبح في عشية وضحاها أيقونة الشجاعة والبطولة واليقظة ، بعدما أنقذ شاباً من الموت المحقق قبل أن يدهسه القطار بلحظات، نال هذا المشهد الشجاع إشادات واسعة عبر منصات التواصل ومطالبات بتكريم عامل المزلقان.
«عم طارق» عامل المزلقان بطل الواقعة الذي جسد أسمى معاني التضحية والبطولة والشجاعة، عندما كان يؤدي عمله في أحد مزلقانات القطارات في محافظة بني سويف، وأثناء قيامه بإغلاق المزلقان إيذانًا بمرور القطار،وبينما صافرت الإنذار تدوى وتنذر المارة بقدوم القطار في إشارة واضحة ومعتادة لدى مسامع الناس للوقوف وعدم العبور حتى مرور القطار، فى ذات اللحظة والجميع يقف خلف المزلقان،إذا تفاجأ «عم طارق» بشاب يحاول عبور شريط السكة الحديد قبل ثوانٍ قليلة من وصول القطار بسرعته الفائقة، دون تفكير أو تراجع هرع«عم طارق» مسرعًا في لمح البصر وفي لحظة فارقة أنقذ الشاب من الموت أسفل عجلات القطار.
يوم الواقعة لم يكن يومًا عاديًا على «عم طارق» الذي اعتاد عمله اليومي على قفل وفتح المزلقان أثناء مرور القطارات، ولكن في هذا اليوم حدث ما لم يكن في الحسبان، أغلق عم طارق المزلقان وظل يطلق صافرته التحذيرية لمنع عبور شريط السكة الحديد لحين مرور القطار ، كل هذه التحذيرات لم تكن كافية لتحذر الشاب الذي أصر على العبور قبل مرور القطار بثوان وكأنه يناجي الموت السريع ، ولكن العناية الإلهية والقدر كان لهما حديث آخر، عندما أسرع عامل المزلقان وسحب الشاب بكل يقظة وشجاعة ليكتب له القدر عمرًا جديداً، وتتحول المحنة إلى منحة، بعدما نجا الشاب من الموت وسجل هذه الموقف الشجاع اسم العم طارق في صفحة مضيئة بسجل أبطال مصر الحقيقيين.
سطر «عم طارق» الرجل البسيط معاني التضحية وشجاعة المصريين، مغامرة كاظت أن تكلفه حياته، لكنه لم يتردد، لم يفكر في الخطر، ولم يحسب المسافة بينه وبين القطار، بل اتخذ قراره الإنساني والأبوي وتدخل في الوقت المناسب وأنقذ الشاب، فأصبح هذا الرجل البسيط بين عشية وضحاها حديث الملايين ورواد التواصل الاجتماعي.
الواقعة البطولية رصدها مقطع فيديو رصدته أحد الكاميرات وتم تداوله بشكل كبير عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ويظهر الفيديو المتداول، محاولة شاب عبور المزلقان في أثناء غلقه استعداداً لمرور القطار القادم من الصعيد متجها إلى القاهرة ، إلا أن عامل المزلقان استطاع أنقاذه فى ثوان معدودة من الدهس أسفل القطار، ممسكًا بالشاب وساحبًا إياه بعيدًا عن القضبان، لتتعالى صيحات الأهالي والمارة المتواجدين لحظة الواقعة: «ربنا يسترها عليك يا عم طارق.. ربنا يحعله في ميزان حسناتك يا عم طارق».
أثارت الواقعة تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد ملايين المتابعين ببطولة "عم طارق" واعتبروه نموذجًا للشهامة المصرية، وفي فيديوهات متداولة للعم طارق يصف ما فعله قائلا: اللي عملته مش بطولة.. ده واجب، حتى لو كنت أنا اتصبت، المهم إن الشاب أتنقذ”.

انهالت الاشادات الكثيرة ببطولة عامل المزلقان «عم طارق» ، كما انهالت عليه التكريمات حيث أصدرت النقابة العامة للعاملين بالسكة الحديد بيانًا أعلنت فيه تكريم العامل طارق محمد بريس تقديرًا لشجاعته، واعتبرته مثالًا مشرفًا للقيمة الحقيقية للعاملين في قطاع السكة الحديد، إلى العديد من التكريمات الأخرى من مؤسسات وجهات مختلفة.
وكرّم محافظ بني سويف، عامل المزلقان طارق محمد ، في إطار الحرص على تكريم النماذج المشرفة التي تجسد معاني التفاني والإخلاص، وأعرب المحافظ عن فخره واعتزازه بموقف عم طارق، واصفًا إياه بالبطولي والإنساني، مؤكداً أن هذا التصرف الشجاع يعكس ضميرًا يقظًا وإحساسًا عاليًا بالمسؤولية، ويجب أن يكون قدوة لكل العاملين في مواقع العمل الخدمي والحيوي