النهار
الجمعة 22 أغسطس 2025 10:32 مـ 27 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

اقتصاد

حرب رقاقات الذكاء الاصطناعي تتصاعد بين واشنطن وبكين.. و”إنفيديا” تدفع الثمن بالمليارات

رقائق إنفيديا الإلكترونية
رقائق إنفيديا الإلكترونية

أصدرت شركة "إنفيديا" توجيهات لموردي المكونات، من بينهم "سامسونغ إلكترونيكس" و"أمكور تكنولوجيز"، بوقف الإنتاج المرتبط برقاقة الذكاء الاصطناعي من طراز H20 التي تصدرها للصين، وفقاً لما نقله موقع "ذي إنفورميشن" عن مصادر مطلعة.

قرار إنفيديا عملاقة إنتاج الرقائق الإلكترونية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، جاء بعدما حثت السلطات الصينية الشركات المحلية على تجنب استخدام هذه الرقاقة المصممة خصيصاً للسوق الصينية، والتي تعتبر أقل من مثيلتها التي تصنعها الشركة للسوق الأمريكي.

تأثير فوري على الأسهم

وقال كوك هوونغ ونغ، مدير تداول مبيعات المؤسسات الاستثمارية لدى "ماي بنك سيكيوريتيز"، لـ"بلومبرج"، إن الخطوة انعكست على أسهم الشركة الأميركية التي تراجعت بنحو 1.9% في منصة التداول البديل "بلو أوشن" خلال التعاملات الصباحية في آسيا.

مبيعات إنفيديا تحت الضغط

ويثير تعليق إنتاج H20 شكوكاً حول الطلب الحقيقي على الرقاقة، التي تنتجها "إنفيديا" لمنافسة رقائق الشركات الصينية الشهيرة مثل "هواوي تكنولوجيز" و"كامبريكون تكنولوجيز"؛ وفي المقابل، قفزت أسهم "كامبريكون" بأكثر من 10% الجمعة، إلى جانب صعود أسهم نظيراتها من شركات الرقائق الصينية.

ترخيص أميركي مثير للجدل

ورغم أن "إنفيديا" و"أدفانسد مايكرو ديفايسز" حصلتا على موافقة واشنطن لاستئناف مبيعات الرقائق الأقل تطوراً إلى الصين، بشرط اعتبر مثيراً للجدل وهو تخصيص 15% من الإيرادات المرتبطة للحكومة الأميركية؛ لكن مع ذلك تضغط الحكومة الصينية على العملاء الصينيين للاعتماد الرقائق محلية الصنع، لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأميركية وبناء قطاع وطني منافس.

تحذيرات صينية من ثغرات أمنية

الاتجاه الصيني لمسرعات الذكاء الاصطناعي المحلية، جاء أيضا بعدما كشفت وكالة "بلومبرغ" أن السلطات الصينية وجهت إخطارات إلى عدة شركات لثنيها عن رقاقة H20 استنادا إلى مخاطر أمنية مزعومة؛ وعزز ذلك إشارة مسؤولين أميركيين لأنهم يدرسون وسائل لتعزيز قدرات تتبع المواقع في الرقائق.

رد إنفيديا على الاتهامات

ورغم رد الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جنسن هوانغ، بأنه فوجئ بمخاوف بكين، من رقائق H20، والتي أكد أنها تخلو من خصائص التتبع أو "الأبواب الخلفية"، لكن الصين تسعى للتخلص من النفوذ الأمريكي على الرقاقات بالاتجاه لنظيرتها المحلية وتطويرها.

انتظار الموافقات الرسمية

أوضح هوانغ أنه يسعى لتقديم رقاقة جديدة للسوق الصينية لمن تقديم المنتج ليس قراراً تتخذه الشركة، وإنما تحدده السلطات الأميركية، وأكد أن إنفيديا تنسق مع الإدارة الأميركية لكنها لم تتوصل إلى نتيجة حتى الآن، في الوقت نفسه، نفت الشركة مراراً دمج أي خصائص للتتبع أو أبواب خلفية في منتجاتها.

بيان رسمي من الشركة

علق متحدث باسم إنفيديا على تقرير "ذي إنفورميشن" قائلاً إن الشركة تدير سلسلة الإمداد بما يتماشى مع تطورات السوق، وأضاف أن الرقاقة ليست منتجاً عسكرياً أو للبنية التحتية الحكومية، مؤكداً أن السماح باستخدام الرقائق الأميركية في النشاط التجاري يصب في مصلحة جميع الأطراف.

تحديات في سلسلة الإمداد

لم يتضح بعد ما إذا كان قرار وقف الإنتاج يتعلق بدفعات جديدة من H20 أو بمخزونات غير مكتملة، وتشير تقارير إلى تكدس أشباه الموصلات شبه المصنعة لدى "أمكور"، المسؤولة عن تغليف الرقائق لعملاء مثل إنفيديا، بينما رفض ممثلو "أمكور" و"سامسونغ" التعليق على التطورات.

خسائر مالية ضخمة

كانت إنفيديا قد شطبت رقائق H20 بقيمة 5.5 مليار دولار مخصصة للصين عقب قرار إدارة ترمب منع تصديرها، ورغم ذلك، لا تزال الشركة تحتفظ بمخزونات غير مبيعة، وأشار هوانغ إلى أن رفع الحظر الأميركي خلال الصيف قد يتيح استعادة جزء من هذه الخسائر، لكنه استبعد تعويضها بالكامل.

موضوعات متعلقة