النهار
الجمعة 22 أغسطس 2025 08:22 مـ 27 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

بما نصت اتفاقية قبول المُرحلين بين أمريكا ورواندا؟

اتفاق البلدين
اتفاق البلدين

تطور جديد في علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالدول الأفريقية، إذ أصبحت رواندا ثالث دولة أفريقية توافق على قبول المرحلين من الولايات المتحدة بموجب خطط إدارة ترامب لاستقطاب عديد من الدول الأفريقية لقبول المهاجرين المرحَّلين من واشنطن الذين رفضت بلدانهم الأصلية استقبالهم. وتُشير هذه الخطوة إلى فصل جديد من انخراط رواندا المتزايد في ترتيبات الهجرة واللاجئين العالمية، ففي السنوات الأخيرة، رسّخت رواندا مكانتها كشريك راغب في استضافة المهاجرين وطالبي اللجوء الذين تُبعدهم الدول الغنية.

بحسب تحليل لهايدي الشافعي، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، فإن هذا الاتفاق يأتي في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة صعوبات متزايدة في إدارة أعداد المهاجرين لديها، وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاهدةً لإيجاد بدائل لمراكز الاحتجاز المكتظة التي تئوي آلاف المهاجرين الذين ينتظرون الترحيل، بينما تسعى عديد من الدول الأفريقية إلى تقليل آثار الضغوط الاقتصادية التي تمارسها إدارة ترامب عليها.

وفق التحليل، توصلت رواندا والولايات المتحدة إلى اتفاق يسمح لواشنطن بترحيل ما يصل إلى 250 مهاجرًا من الولايات المتحدة إلى كيجالي، ويمنح الاتفاق رواندا صلاحية مراجعة كل حالة على حدة والموافقة عليها قبل إعادة توطينها. وذلك وفقًا لما صرحت به المتحدثة باسم الحكومة الرواندية «يولاند ماكولو»، وبموجب الاتفاق لن تقبل كيجالي إلا المرحّلين الذين لا توجد عليهم أي قضايا جنائية عالقة، أو من أكملوا عقوبتهم، وكذلك لن تقبل أي شخص مُدان بالاعتداء الجنسي على الأطفال.

وفيما يخص المرحلين المقبولين، ستقدم لهم رواندا تدريب القوى العاملة، ورعاية صحية، ودعمًا في مجال السكن للراغبين في بدء حياتهم في رواندا. علاوة على ذلك، لن يُطلب من الأفراد المرحَّلين بموجب هذا الاتفاق البقاء في رواندا، ولهم حرية المغادرة إذا اختاروا ذلك. ويسمح الاتفاق للحكومتين بزيادة عدد المرحلين إلى ما يزيد على 250 شخصًا، باتفاق متبادل، وفق تحليل «الشافعي».

ولم تُحدد المتحدثة باسم الحكومة الرواندية جدولًا زمنيًا لوصول المُرحَّلين إلى رواندا، أو ما إذا كانوا سيصلون دفعةً واحدةً أم على دفعات. كما أن الشروط الاقتصادية للاتفاق بين الولايات المتحدة ورواندا لم يتم الكشف عنها حتى الآن؛ حيث لا تزال عديد من التفاصيل قيد الدراسة. وتشير التقارير إلى أن واشنطن قدمت بالفعل قائمة بعشرة أفراد للتدقيق الأولي.

تحت عنوان «فصل رواندي جديد في ترتيبات الهجرة العالمية».. حللت الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تبعيات هذا الإجراء، موضحة أن الاتفاق مع الولايات المتحدة لا يمثل سابقة في هذا المجال بالنسبة لرواندا، وإنما هو فصل جديد من انخراط رواندا المتزايد في ترتيبات الهجرة واللاجئين العالمية.

وفق التحليل، سبق أن وقعت كيجالي عاصة رواندا اتفاقية مع لندن عام 2022 في ظل حكومة رئيس الوزراء البريطاني آنذاك «بوريس جونسون»، أبقى عليها رئيس الوزراء «ريشي سوناك»، وألغاها رئيس الوزراء الحالي «كير ستارمر» بعد توليه الحُكم في يوليو 2024، بدعوى أن رواندا دولة غير آمنة لإرسال طالبي اللجوء إليها وتشير بعض التقارير إلى أن رواندا ستستضيف المرحّلين من واشنطن في المباني التي شيدتها لندن لهذا الغرض.

كما شاركت رواندا سابقًا في صفقة سرية مع إسرائيل –فيما يعرف بـ «برنامج الترحيل الطوعي السري» لقبول طالبي اللجوء الأفارقة الذين تم ترحيلهم بين عامي 2013 و2018، ووصل عددهم إلى حوالي 4000 طالب لجوء، معظمهم من السودانيين والإرتريين، وألغت إسرائيل الصفقة في نهاية المطاف بعد أن واجهت انتقادات شديدة في الداخل والخارج.

بالإضافة إلى اتفاق آخر مع مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين والاتحاد الأفريقي لنقل طالبي اللجوء من ليبيا «آلية العبور الطارئة»، استقبلت بموجبه رواندا حوالي 2760 مهاجرًا غير شرعي بين عامي 2019 و 2025، كان معظم المهاجرين من إريتريا والصومال والسودان وجنوب السودان والكاميرون وإثيوبيا ونيجيريا ومالي وتشاد، وقد أُعيد توطين أكثر من 2100 لاجئ منهم في بلدان ثالثة حتى أبريل 2025، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في رواندا.