النهار
الثلاثاء 19 أغسطس 2025 06:32 مـ 24 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
هل يثق الرئيس الأوكراني في نظيره الأمريكي بشأن وعود إنهاء الحرب مع روسيا؟ المسرح.. وجيل الشباب: فنٌّ يروي حكايتهم رضا صقر: القاهرة في الصف الأول لدعم غزة سياسيًا وإنسانيًا مصرية–دنماركية في الطاقة المتجددة .. تعيين خالد أبو بكر رئيساً للجانب المصري في مجلس الأعمال المشترك رئيس حزب العدل: حضور رئيس الوزراء الفلسطيني في رفح تأكيد على وحدة الموقف العربي برلماني: القاهرة لا تكتفي بالكلام.. بل تدعم فلسطين على الأرض تصريح برلماني: المقترح المصري يضع إسرائيل في مواجهة اختبار جاد أمام العالم إقبال كثيف: نفاد أماكن عمرة الصحفيين في اليوم الأول.. ومقاعد إضافية قريبًا وهدان: أزمة أرض الزمالك بأكتوبر قيد الحل.. والدولة تدعم الكيانات الرياضية سحر طلعت مصطفى: المتحف المصري الكبير نقلة نوعية غير مسبوقة للسياحة المصرية النائب أحمد صبور: التحرك المصري في غزة يمهّد لسلام عادل وشامل المجلس القومي لحقوق الإنسان يحيي اليوم العالمي للعمل الإنساني

عربي ودولي

الأبعاد الاستراتيجية لنزع سلاح حزب الله.. ماذا تفعل إسرائيل وأمريكا؟

الرئيس اللبناني
الرئيس اللبناني

كشفت الدكتورة شيماء المرسي، الخبيرة في الشؤون الإيرانية ومديرة وحدة الرصد والترجمة بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية «أفايب»، الأبعاد الاستراتيجية لنزع سلاح حزب الله، موضحة أن التطورات الإقليمية الأخيرة تشير إلى أن الغاية من نزع سلاح حزب الله لا تقتصر على البعد السياسى فحسب، بل تأتى ضمن المساعى الأمريكية لتصفية وكلاء إيران الإقليميين. ويتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تخوض حربًا على ثمانى جبهات، سبع منها ضد إيران ووكلائها.

وذكرت في تحليل لها، أنه يرجح مراقبون دوليون أن تلجأ إسرائيل إلى الدفع بقوات مسلحة سورية، لتنفيذ هجوم على منطقة البقاع داخل الأراضى اللبنانية، بالتزامن مع خرق معاهدة وقف إطلاق النار واستئناف الهجمات الصاروخية على جنوب لبنان، ويهدف هذا التصعيد إلى جر حزب الله إلى مواجهة عسكرية مباشرة، وفتح جبهتى الجنوب والبقاع فى آن واحد، بما يؤدى إلى استنزاف الحزب وتشتيت قدراته العسكرية.

وأوضحت الدكتورة شيماء المرسي، أن هذا السيناريو يأتي في إطار استراتيجية الحرب بالوكالة التى قد تعتمدها إسرائيل من خلال استغلال جماعات مسلحة غير نظامية لتنفيذ مهام ميدانية تخدم أهدافها، بما يقلل من كلفة التدخل العسكرى المباشر، خصوصا وأن منطقة البقاع إحدى أهم معاقل نفوذ حزب الله، فيما يرى هؤلاء المراقبون أن الجماعات المسلحة قادرة على تشكيل تحديات جدية للمقاومة الإسلامية فى لبنان هناك.خصوصًا وأن الحدود الشرقية للبقاع لا تزال مفتوحة نسبيًا أمام التهريب، لاسيما فى بلدات مثل قصر والقاع.

ووفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، حاولت السلطات السورية الجديدة وقف شبكات التهريب بعد سقوط بشار الأسد، غير أن الاشتباكات المسلحة استمرت بينها وبين مجموعات موالية لحزب الله. وقد شهدت الحدود أحداثًا خطيرة، أبرزها اشتباكات 16 مارس 2025 بين قوات سورية وقبائل لبنانية، وهذا يعكس استمرار النزاعات حول مسارات تهريب السلاح، وهى المسارات التى يعتمد عليها الحزب عبر سوريا، من خلال وحدات لوجستية متخصصة مثل «الوحدة 4400»، التى تتولى تنسيق تسليم الأسلحة برًا وجوًا عبر مطار بيروت، بالتعاون مع فيلق القدس الإيرانى.

ونوهت إلى أن هذا الواقع يُعد سببًا كافيًا يدفع إسرائيل لتفعيل واحد أو أكثر من السيناريوهين التاليين:

1- التحريض على مواجهة قد تبدأ بضربات جوية أو عمليات خاصة تستهدف مسارات التهريب.

2- استغلال تلك الضربات كغطاء لتحريك جماعات بالوكالة، مثل هيئة تحرير الشام أو غيرها، نحو مناطق نفوذ حزب الله.

وتحمل هذه الأجندة الغربية، تحديدًا، أربع نقاط استراتيجية أساسية، هى:

أولًا- تدرك الولايات المتحدة وإسرائيل أن حزب الله يمتلك قدرات تفوق بكثير قدرات الجيش اللبنانى فى مواجهة أى اعتداء إسرائيلى، سواء من حيث ترسانته الصاروخية، أو طائراته المسيرة، أو قواته البرية المدربة، القادرة على صياغة سيناريوهات تصعيدية ضد الاحتلال الإسرائيلى فى حال أقدم على أى مغامرة جديدة ضد لبنان.

من أجل ذلك يعتزم الجانب الأمريكى-الإسرائيلى تصعيد الحرب السياسية والنفسية ضد حزب الله، بالتوازى مع تمهيد الساحة لمواجهة محتملة بين هيئة تحرير الشام والمقاومة الإسلامية فى لبنان. وتزداد احتمالية هذه المواجهة إذا أخذنا فى الاعتبار، وفق اعترافات مصادر صهيونية نفسها، أن حزب الله تمكن بعد وقف إطلاق النار مع كيان الاحتلال من إعادة بناء بعض من قدراته واستعادة جاهزيته القتالية بنجاح.

ثانيًا- يسعى التآمر الغربى إلى تعزيز قاعدة معلوماته الاستخباراتية حول حزب الله فى لبنان، ويرى فى اندلاع مواجهة بين المسلحين السوريين وحزب الله فرصة ثمينة لرصد تحركات الحزب وتتبع تنقلات قواته ومعداته بدقة أكبر. ومن خلال ذلك، سيتمكن من تحقيق مكاسب نوعية فى حرب المعلومات، بما يضر بالمقاومة ويضعف قدرتها على المناورة.

تُعد هيئة تحرير الشام، شأنها شأن بقية الفصائل المسلحة، عدوًا عقائديًا لحزب الله بسبب خلفيته المذهبية ودوره فى دعم الدولة السورية ضد الجماعات المسلحة منذ عام 2013، ولا سيما فى معارك القصير والقلمون.

ثالثًا- إذا نجحت إسرائيل فى دفع المسلحين السوريين إلى مواجهة مباشرة مع حزب الله، فسوف تتجنب أى مغامرة عسكرية مباشرة ضد لبنان، وبالطبع هذا سيساعدها على دحض الرواية القائلة إن سلاح المقاومة موجه فقط ضد الاحتلال الإسرائيلى لحماية أمن لبنان.

وإذا ما استمرت الجهود السياسية الداخلية لنزع سلاح المقاومة، ستسعى إسرائيل إلى إدارة حرب بالوكالة عبر الجولانى ضد حزب الله لتحقيق مكاسبها بأقل كلفة مباشرة.ولكن هذا الإجراء قد يكون فى مصلحة حزب الله لأن صده لأى هجوم مباشر أو غير مباشر على لبنان سيمنح روايته شرعية أكبر.

رابعًا- تعمل إسرائيل على ترسيخ رسالة مضللة ومشوهة لدى الرأى العام اللبنانى، مفادها أن أمن لبنان مهدد فقط بسبب سلاح المقاومة، فى محاولة لتصوير حزب الله، الذى يُعد أحد أعمدة الأمن الوطنى، على أنه مصدر تهديد للاستقرار والأمان. وتستهدف هذه المعادلة رفع مستوى الضغوط السياسية والعسكرية على حزب الله، مع تعزيز الضغط الشعبى اللبنانى ضده.

واختتمت تحليلها: «للإنصاف فقد أظهر اللبنانيون فى أكثر من مناسبة دعمهم الواضح للمقاومة، ولا سيما خلال مراسم تشييع الشهيد السيد حسن نصر الله، التى شهدت حضورًا شعبيًا واسعًا، أكد من خلالها المشاركون أن حزب الله متجذر بعمق فى الأرض اللبنانية، وأن استهدافه بالمؤامرات ليس بالأمر السهل».