محمود فرشچیان… رحيل رائد الإبداع في فنون الرسم الإيراني

رحل عن عالمنا الفنان محمود فرشچیان عن عمر ناهز 95 عامًا، وافته المنية 9 أغسطس من هذا العام، حيث يعتبر فرشجيان رائد المنمنمات المتحموره حول العشق والعرفان، حيث خلد اسمه في تاريخ الفن الإيراني المعاصر والعالمي.
وُلِد في مدينة أصفهان في إيران. تتميز أعماله باشتمالها على مواضيع دينية، وأظهر منذ نعومة أظفاره عبقريته وموهبته الخاصة في مجال الرسم. تلقى تعليمه في أستوديو الرسم الخاص بميرزا آغا إمامي، وأدرك إمامي موهبة فرشتشيان في الرسم. سافر فرشتشيان إلى أوروبا للدراسة في المعهد الموسيقي للفنون الجميلة بعد تمام تخرجه من مدرسة أصفهان للفنون الجميلة، وقضى عدة سنوات في دراسة أعمال الفنانين الغربيين في المتاحف. بحسب كلماته، كان أول شخص في أوروبا يدخل متحفًا ومعه مجموعة من الكتب وقلم، وآخر من يغادره.
مزج بين أصالة الفن الإيراني وروح الابتكار المعاصر، ففتحَ أمام فن المنمنمات واللوحة الإيرانية آفاقًا جديدة على مستوى العالم.
كانت بعض القصص الدينية مواضيع للوحاته مثل رائحة قميص يوسف واسماعيل الذبيح، كما لا تخفى النزعة الملحمية والميول للأسطورة في معظم أعماله.
يُعد فن المنمنمات أحد أبرز الميادين التي أبدع فيها فرشچیان، وهو فن تصويري دقيق نشأ في المخطوطات الفارسية القديمة، يتميز بالتفاصيل المذهلة والتكوينات المتناغمة والألوان الزاهية. وقد أعاد فرشچیان صياغة هذا الفن بأسلوب معاصر، جامعًا بين العمق الرمزي والبعد الجمالي، ليمنحه حياة جديدة تتجاوز الإطار التقليدي وتصل إلى الجمهور العالمي.
فرشچیان ولد عام 1930 بمدينة أصفهان، قدّم للعالم روائع خالدة أبرزها لوحة “عصر عاشورا” التي أصبحت رمزًا فنيًا وثقافيًا، فضلًا عن تصميمه البديع لعدد من أضرحة الشخصيات الإسلامية البارزة، منها ضريح الإمام الحسين في كربلاء وضريح الإمام الرضا في مشهد.
أعماله تتسم بالدقة المتناهية والبعد الروحاني العميق، عُرضت في أرقى المتاحف والمعارض الدولية أبرزها معرض العتية الرضويَّة المقدَّسة، لتجعل من فرشچیان أحد أبرز سفراء الثقافة والفن الإيراني في المحافل العالمية.





