”إعلام تحت القصف”.. صالون الشؤون العربية بـ”الصحفيين” يناقش أثر الحروب على مهنية الفضائيات الإخبارية

نظّمت لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، بالتعاون مع المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، صالونًا نقاشيًا بعنوان “إعلام تحت القصف: تقييم تموضع الفضائيات الإخبارية في تغطية حروب الشرق الأوسط”، وذلك بالدور الثالث بمقر النقابة، بحضور نخبة من كبار الإعلاميين والخبراء.
ناقش الصالون أثر الحروب على مهنية وأداء الفضائيات الإخبارية وخاصة المصرية والعربية، ومدى تأثر العاملين فيها بالضغوط التي تفرضها طبيعة هذه التغطيات الإعلامية، إلى جانب التحديات التي تواجه الإعلاميين فى مناطق الصراع.
شارك في الصالون، خالد البلشى، نقيب الصحفيين، وجمال عبد الرحيم، سكرتير عام النقابة، والكاتب الصحفي سمير عمر، رئيس قطاع الأخبار في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والكاتب الصحفي عزت إبراهيم، رئيس تحرير الأهرام ويكلي، والدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي ومدير مكتب جريدة الشرق الأوسط بالقاهرة، والإعلامي أسامة راضي، رئيس قناة النيل للأخبار، والإعلامي فائق جرادة، مدير مكتب التليفزيون الفلسطيني بالقاهرة، والدكتور ياسر رعد عبد المجيد، مدير شبكة التليفزيون العراقي بالقاهرة، الخبير الإعلامي محمد صلاح الزهار، والإعلامية منى سلمان المذيعة بقناة روسيا اليوم.
أدار الصالون الكاتب الصحفي محمد السيد الشاذلي، رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، والكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار
في البداية، دعا محمد السيد الشاذلى، رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، المشاركون فى صالون "إعلام تحت القصف" للوقوف دقيقة حداد على أرواح شهدائنا من الصحفيين والإعلاميين الذين استشهدوا فى مناطق النزاع.
وقال محمد السيد الشاذلى، إن الصالون يناقش قضية إعلامية شائكة، وخاصة في ظل ما نشهده يوميا من استشهاد الكثير من زملائنا الصحفيين، مضيفا :"هذا الى جانب تلقى عدد من الزملاء الصحفيين والإعلاميين أخبار استشهاد أطفالهم وزوجاتهم على الهواء أو قصف منازلهم، فيصبحون فجأة جزءا من الخبر وليس فقط ناقله".
ولفت الشاذلى، الى أن الصحفيين فى مناطق النزاع يصمدون فى أماكنهم لمواصلة نقل الأحداث وتوثيق جرائم العدو من قلب الميدان، مشيرا الى المعاناة الكبرى التى يعيشها عدد كبير من الصحفيين والمصوريين والإعلاميين خاصة الفلسطينين، فى ظل تهديد قوات الاحتلال المستمر باستهدافهم متعمدة طمس الحقيقة.
وتابع :"تأتى أهمية الصالون في ظل التحديات المتزايدة التى تواجه العمل الصحفي في مناطق النزاعات، والدور المحوري الذي تلعبه التغطية الإعلامية في تشكيل الرأي العام خلال الأزمات والحروب، يناقش أثر الحروب على مهنية وأداء الفضائيات الاخبارية، ومدى تأثر العاملين فيها بالضغوط التي تفرضها طبيعة هذه التغطيات الإعلامية، إلى جانب التحديات التي تواجه الإعلاميين فى مناطق الصراع".
وأوضح محمد السيد الشاذلى، أنه حين نتحدث عن "إعلام تحت القصف"، فلا يمكننا إلا أن نبدأ من غزة، مشيرا الى أن غزة لم تعد فقط ساحة صراع، بل صارت مرآة يُختبر فيها الضمير الإنساني، والصحفي فيها يحمل وجعًا، ويعيش القصة، وقد يكون هو نفسه ضحيتها، يُضيئون الحقيقة وسط الظلام.
وأكد خالد البلشى، نقيب الصحفيين أن النقابة تبنت دعوة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين بحجم وقيمة الدماء التي سالت من أجل إظهار الحقيقة وكشف جرائم العدوان الإسرائيلي على غزة .
وطالب نقيب الصحفيين، بتوفير وسائل حماية أكثر للصحفيين أثناء تغطية الحروب مع المطالبة بضرورة وقف هذه المجزرة الإنسانية التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الضحايا وكل أشكال الجرائم التي ترتكب بحق الصحفيين داخل فلسطين، لافتا إلى أن أكثر من 230 صحفيا فلسطينيا استشهدوا منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن .
وشدد الكاتب الصحفي جمال عبد الرحيم، سكرتير عام نقابة الصحفيين أن موقف النقابة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية موقف ثابت منذ عام 1980، موضحا أنه منذ 7 أكتوبر أعلنت النقابة دعمها الكامل ومناصرتها للزملاء الصحفيين الفلسطينيين والتضامن معهم من خلال عشرات الفعاليات التي نظمتها النقابة للتضامن معهم .
وأشار الكاتب الصحفى محمد محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجى للفكر والحوار، الى أن الصالون يمثل بداية تعاون مثمر بين لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين والمنتدى الاستراتيجى للفكر والحوار، لافتا الى أن فلسفة المنتدى تقوم على تعزيز التواصل بين صناع الفكر والباحثين السياسيين والمجتمع المدني.
وأكد الكاتب الصحفى سمير عمر، رئيس قطاع الأخبار في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أن جزءا من نجاح الإعلام العربي في التصدي لمهمة كشف الجرائم الإسرائيلية للعالم لم يأت من تميز الإعلام العربي وإنما جاء نتيجة صعوبة تمرير السردية الإسرائيلية للحرب واتساع نطاق جرائمها .
وتحدثت الإعلامية منى سلمان عن تجربتها في العمل داخل قنوات تلفزيونية دولية، مؤكدة أنها عندما تعارضت رؤية هذه القنوات مع ما تؤمن به من قضايا تقدمت باستقالتها، وأكدت أن الكثير من القنوات الغربية تنحاز للرواية الإسرائيلية في الصراع بفلسطين وتخالف المهنية .
ودعا الإعلامي أسامة راضي رئيس قناة النيل للأخبار، الإعلام العربي إلى لعب دور مبادر في فرض الحقائق الثابته عن الحق الفلسطيني وتصدير ذلك للرأي العام الغربي وتعزيز مصداقيته أمام الرأي العام، لافتا إلى هيمنة الإعلام الغربي والأمريكي .
وقال الكاتب الصحفي عزت إبراهيم، رئيس تحرير الأهرام ويكلي إن الإعلام الغربي لم يلتزم المهنية في نقل الأحداث منذ البداية، موضحا أن هذا صراع تراكمي والسردية التاريخية تثبت الحقوق المغتصبة في القضية الفلسطينية، والأسانيد القانونية الأخلاقية يجب أن تصاغ بالكيفية التي تصل لوسائل الإعلام الغربية لأن من يقدم التكييف القانوني لما يجري في غزة لا يجد طريقه إلى وسائل الإعلام الغربية.
وتحدث محمد صلاح الزهار قائلا "إذا أردنا التقييم الحقيقي للأداء الإعلامي العربي يجب أن نفكر في التطوير الإعلامي"، ولابد أن نخاطب الإعلام الغربي بطريقته وأن نطرح قضيتنا بمساحات تسمح لنا بأن تنتصر للرواية العربية.
وذكر الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي ومدير مكتب جريدة الشرق الأوسط بالقاهرة، أن الحرب الإسرائيلية على غزة، والحرب الأوكرانية الروسية، كشفتا عن انهيار أو تزعزع الممارسة الإعلامية الغربية أمام اختبار النزاعات الكبرى، حيث وجد من يفاخر بالإرث الإعلامي الغربي القائم على المهنية وضبط الأداء نفسه في موقف محرج للغاية، بعدما فقد الإعلام الغربي مكانته كمصدر إلهام ومعيار مهني، بل تحولت كثير من ممارساته إلى نموذج للخطر وصورة كارثية للعمل الإعلامي.