النهار
الإثنين 11 أغسطس 2025 05:27 صـ 16 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الصحفي أنس الشريف يكتب وصيته قبل استهدافه: ”أوصيكم بفلسطين دُرة تاج المسلمين” قناة الجزيرة: الشهيد أنس الشريف تعرّض لحملة كبيرة قبل استهدافه بسبب تغطيته لحرب التجويع على قطاع غزة نقابة الصحفيين الفلسطينيين تدين استهداف أنس الشريف ومحمد قريقع.. وتصف ذلك بـ”الجريمة البشعة” ”صقّار المستقبل” جناح تفاعلي بالمزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور لتعريف الأجيال الجديدة نقيب الصحفيين المصريين: استشهاد أنس الشريف ومحمد قريقع استمرار لاستهداف ناقلي الحقيقة مصر والإمارات في صدارة التحركات لدعم غزة إنسانيًا وسياسيًا سكك حديد مصر: انطلاق القطار الرابع لتسهيل العودة للسودانيين لدعم الصناعات الوطنية.. شراكات مصرية يابانية لتوطين تكنولوجيا التصنيع الحديث بالإنتاج الحربي بيزيرا في مية عقبة.. كل ما تريد معرفته عن البرازيلي خوان ألفينا صفقة الزمالك الجديدة مشروبات طبيعية للتخلص من الوزن الزائد وحرق الدهون ”الغربية الأزهرية” تودع وكيل الوزارة وتشيد بعطائه مينا نبيل نجل ياسر جلال وأروى جودة في للعدالة وجه أخر

عربي ودولي

الصحفي أنس الشريف يكتب وصيته قبل استهدافه: ”أوصيكم بفلسطين دُرة تاج المسلمين”

الصحفي الشهيد أنس الشريف
الصحفي الشهيد أنس الشريف

نشر حساب مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف، وصية له، كتبها قبل استشهاده بنحو أربعة أشهر، قبل استهداف الكيان الصهيوني اليوم لخيمة للصحفيين بجوار مجمع الشفاء الطبي، ما أدى إلى استشهاده مع زميله محمد قريقع والطاقم الفني.

وأوصى "الشريف" في رسالته بتحرير فلسطين، بالإضافة إلى الاهتمام بوالدته وطفلين وزوجته، خاصةً بعد استشهاد والده في بداية الحرب.

ولاقت رسالة "الشريف" تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعاطفًا كبيرًا، خاصةً وأنه قد تعرّض لحملة كبيرة من التهديد من قِبل الكيان الصهيوني على مدار الأشهر الماضية، في محاولة لمنعه من استمرار التغطية في قطاع غزة، ونشر مشاهد حرب التجويع التي تُمارَس عليه.

وجاء نص وصيته كالتالي:

هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة.
إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي.

بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ.

عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف.

أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم.

أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران.

أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة.

أُوصيكم بأهلي خيرًا، أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم.

وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة.

أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي.

أدعو الله أن يُربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء.

وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان.

أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل.
إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى.

اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.

سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل.

لا تنسوا غزة…
ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول.
أنس جمال الشريف
06.04.2025

موضوعات متعلقة