لطفي لبيب شارك بحرب أكتوبر ورفض تكريم الاحتلال له

الفنان الكبير لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل يسعى لإضحاك الجمهور، بل بقي صوتًا وطنيًا نقيًا وسط زحام المواقف المتغيرة وموجات الفن المتناقضة. رغم أن دوره في فيلم "السفارة في العمارة" كسفير الاحتلال الإسرائيلي ظل علامة مشرقة في تاريخه، إلا أن مواقفه الواقعية أبهرت جمهوره أكثر، خاصة عندما رفض تكريمًا من سفارة الاحتلال بالقاهرة مؤكدًا ارتباطه العميق بأرض سيناء ورفضه لأي تصرف يتعارض مع مبادئه الوطنية، مشيرًا إلى معاناة الفلسطينيين والقدس تحتهذا الاحتلال.
بعيدًا عن الفن، كانت بداية لطفي لبيب الفعلية على جبهة القتال بعد تخرجه من معهد الفنون عام 1970 حيث شارك كجندي في حرب أكتوبر، ووثق تجربته في كتابه "الكتيبة 26" الذي يسرد فيه بطولات الجنود المصريين ويخلد أصدقاءً واجهوا الموت من أجل الوطن. عاد إلى الفن عام 1981، وصنع لنفسه مكانة بسرعة، وتميز بخفة دمه وصدق أدائه حتى أصبح واحدًا من أهم أعمدة الكوميديا المصرية، خاصة بعد نجاح أفلامه ومسلسلاته الكثيرة في الألفية الجديدة.
لطفي لبيب لم ينفصل أبدًا عن ضميره الوطني، وظل يعبر عن غضبه وحزنه لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة والقدس، مؤكدًا أن صمته تجاه العدوان أمر مستحيل. مسيرته شاهد على فنان ظل مخلصًا لقيمه، سواء على المسرح أو بين رفاقه في حياة المعارك.