النهار
الخميس 31 يوليو 2025 05:49 صـ 5 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

وداعًا لطفي لبيب.. صاحب البصمة الدافئة والابتسامة التي لا تُنسى

لطفي لبيب
لطفي لبيب

رحل اليوم عن عالمنا الفنان الكبير لطفي لبيب، أحد الوجوه المحببة في قلوب ملايين المشاهدين، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض دخل على إثره العناية المركزة قبل يومين. وأعلن خبر وفاته الفنان منير مكرم، وكيل نقابة المهن التمثيلية، قائلًا: "يرحل أغلى الناس.. الفنان لطفي لبيب."

من قلب الصعيد إلى قلوب المصريين

وُلد لطفي لبيب في أسرة مصرية مسيحية متوسطة، ونشأ في بيئة صعيدية محافظة، شكّلت وجدانه وعمّقت علاقته بالثقافة المصرية الأصيلة. منذ صغره، أحبّ الفن والقراءة، لكن طريقه لم يكن مباشرًا نحو التمثيل.

حصل أولًا على ليسانس الفلسفة من جامعة عين شمس، ثم التحق بـالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليتخرّج عام 1970. بعدها التحق بالخدمة العسكرية وشارك في حرب أكتوبر المجيدة، وهي التجربة التي وثّقها لاحقًا في كتابه الشهير "الكتيبة 26"، بأسلوب توثيقي ساخر يمزج بين الأدب والواقع.

ممثل بدرجة مثقف.. وابتسامة لا تغيب عن الذاكرة

لم يكن لطفي لبيب مجرد ممثل عابر، بل مثقفًا حقيقيًا أضاء الشاشة بحضوره الهادئ، وصوته الدافئ، وذكائه الفني. شارك في عدد لا يُحصى من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي حفرت اسمه في وجدان المشاهد العربي.

من أبرز أعماله السينمائية:

السفارة في العمارة

طباخ الريس

اللمبي

كده رضا

عسل إسود

مرعي البريمو


وفي الدراما التلفزيونية:

أبوضحكة جنان

الرحايا

رأفت الهجان

أرابيسك

الزيني بركات

الملك فاروق

الأب الروحي

وكان دوره الشهير كسفير إسرائيلي في فيلم "السفارة في العمارة" بمواجهة عادل إمام، نقطة تحول في مشواره، لكنه رفض لاحقًا تكريمًا من السفارة الإسرائيلية احترامًا لموقفه الإنساني والسياسي من القضية الفلسطينية.

الرحيل بصمت.. والرسالة باقية

رغم تعرضه لجلطة دماغية أثّرت على حركته، لم يفقد لطفي لبيب شغفه بالفن، ولا صلته بالجمهور. أعلن تقاعده شبه الكامل، لكنه لم يعتزل الظهور تمامًا، بل ظل حاضرًا في قلوب محبيه، بكتبه، وأعماله، وذكرياته.

رحل لطفي لبيب، لكن ضحكته الطيبة، وحكمته التي كانت تتسلل عبر أدواره، ستبقى جزءًا من ذاكرة الفن المصري.