نسمة درويش.. أم لثلاثة أطفال تحصل على الشهادة الإعدادية وتحلم بالالتحاق بكلية الحقوق

وسط بيت بسيط في قرية سبك الضحاك التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، تعيش "نسمة مسعود درويش" قصة كفاح إنساني ملهمة.. أم لثلاثة أبناء، وزوجة، وابنة تراعى والدتها المريضة، لكنها في الوقت نفسه طالبة في الصف الثالث الإعدادي، قررت بعزم لا يلين أن تحقّق حلمها المؤجل في التعليم.
حلم مؤجل.. تحقق بعد 27 سنة
نسمة، التي لم يُتح لها استكمال تعليمها في سنها الصغيرة، قررت بعمر 27 سنة أن تلتحق بالإعدادية من جديد، وتمكنت من النجاح هذا العام بمجموع 240 درجة من مدرسة الشهيد محمد رضا بالباجور، بدرجة "امتياز"، وسط فرحة غامرة من أبنائها وزوجها وكل من يعرفها.
"كنت بذاكر مع عيالي.. وهم بيذاكروا معايا"
تقول نسمة في حديثها لـ"النهار": "كنت بحلم طول عمري أكمل تعليمي.. كنت بذاكر وأولادي جنبي بيذاكروا، ونشجع بعض، كأننا زمايل في فصل واحد.. جوزي كان أكتر واحد بيدعمني، وبيقولي أنا عندي 3 أولاد بيتعلموا، وإنتي بقيتي الرابعة"
زوج داعم.. وكتب جديدة بدل المستعملة
زوجها، الذي آمن بحلمها، لم يتردد لحظة في دعمها:
رفض أشتري كتب مستعملة، وقال لي لازم أحس إني طالبة زيهم، واشترى لي كتب خارجية جديدة، وبيشجعني كل يوم، وبيقولي هفضل معاكي لحد ما تدخلي كلية الحقوق، وتاخدي شهادة تفرحك وتفرحنا كلنا."
أحلام بلا سقف.. والوجه الآخر للتنمر
رغم تعرضها للتنمر من البعض بسبب سِنّها أو كونها "أم وتلميذة"، لكنها لم تفقد إصرارها، بل تحوّلت ضغوط الحياة إلى طاقة دفع نحو حلم أكبر.
تقول نسمة: "اللي بيتعلم عمره ما بيشبع.. أنا عايزة أدخل كلية الحقوق، وبعدها ممكن أعمل دبلومة أو ماجستير.. التعليم عمره ما بيخلص، وأنا عندي هدف كبير نفسي أحققه."
"نسمة" نموذج ملهم من قرى مصر، يثبت أن الأحلام لا تموت، وأن التعليم لا يُقاس بالعمر، بل بالإرادة.