النهار
الأربعاء 3 سبتمبر 2025 04:56 مـ 10 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
رئيس ”مياه الغربية” يبحث مع الشركة القابضة تعزيز منظومة السلامة والصحة المهنية وإدارة الأزمات بروتوكول تعاون بين جامعة طنطا ومؤسسة مصر الخير لدعم حركة التطوع المجتمعي ميناء الإسكندرية يستقبل 4000 راكبًا على متن السفينة السياحية AROYA غرفة الإسكندرية تفتح باب الاشتراك فى المرحله الثانيه لسوق اليوم الواحد وزير الإسكان يبدأ جولة تفقدية بمدينة العبور يستهلها بمتابعة أعمال رفع كفاءة وتطوير نفق العبور وميدان الحي الخامس بالمدينة ڤودافون مصر: أيمن السعدني رئيسًا لقطاع الشؤون الخارجية ورشا حمدي رئيسًا لقطاع الشؤون القانونية إي آند مص تتحول إلى شركة تكنولوجية متكاملة تدعم رؤية مصر 2030 بعد واقعة وفاة طفل المرج.. «الإندومي» يثير الجدل من جديد هل توافق إسرائيل على الصفقة المطروحة لوقف إطلاق في غزة؟ هل ينجح المشروع الأمريكي في السيطرة الكاملة على قطاع غزة؟.. تحليل أجنبي يكشف التفاصيل دلالات اختراق إسرائيل الحوثيين استخباراتياً.. باحث يفجر مفاجأة ”الشربيني” يتابع آخر المستجدات حول إنشاء وحدة ”الإيجار والسكن البديل”.. والمنصة الإلكترونية الخاصة بذلك

منوعات

القرآن في جيبك: كيف تعيد التطبيقات القرآنية تشكيل علاقتنا مع المصحف في الحياة اليومية

في زمن تتسارع فيه التطبيقات لإشباع كل حاجة بشرية بضغطة، يظلّ السؤال: كيف نحافظ على قداسة النص القرآني مع إتاحته في أكثر البيئات الرقمية حركية وتبدلًا؟ ما ينجزه مركز تفسير للدراسات القرآنية يقدّم إجابة عملية؛ منظومة تطبيقات تُزاوج بين دقة العلم ورحابة التجربة الإنسانية، من القراءة والتدبر إلى التعلم والبحث، دون أن تفقد الروح مرجعيتها ولا النص مهابتَه.

خبرة مؤسسية موثوقة

يقف خلف هذه المنظومة مركز تفسير بوصفه جهة بحثية وقفية متخصصة في تطوير الدراسات القرآنية علميًا وتقنيًا وإعلاميًا، ما يمنح التطبيقات سندًا معرفيًا ورقابيًا يندر في سوق البرمجيات الدينية، ويجعل التجربة الرقمية امتدادًا لعمل علمي راسخ لا مجرد منتج تقني عابر. ويؤكد حضور المركز وإشرافه المباشر على تطبيقات محورية مثل وحي وسورة، اتساق الرؤية وتكامل الأدوات ضمن بيئة واحدة.

وحي: تجربة قراءة تتكلم

يحاول تطبيق وحي أن يقرّب النص من القارئ دون وسائط ثقيلة؛ ميزة نطق كل كلمة وتظليلها تُعيد بناء العلاقة الصوتية مع الحرف، وتفتح باب التعلّم أمام الأطفال ومتعلمي العربية على السواء، كأن المصحف نفسه يلقّن القارئ الإيقاع الصحيح. وتتسع دائرة الفهم بإتاحة روايتي حفص وورش، ومكتبة تفسيرية واسعة تتجاوز 180 مصدرًا، مع دعم لغوي لأكثر من 34 لغة، وتنوع قرّاء التلاوة بما يفوق 60 قارئًا، ليغدو التطبيق مصحفًا حيًا يتنفس بلغات وثقافات متعددة دون أن يفقد وحدة المعنى.

سورة: مصحف متعدد الوجوه

يقدّم تطبيق سورة نسخة رقمية دقيقة وعالية الوضوح، لكنه يضيف طبقة من الخدمات “على مستوى الكلمة والآية والصفحة والسورة”، ليجعل التفاعل مع النص قائمًا على وحداته البنيوية لا على التمرير فقط. يدمج التطبيق محتوى علميًا مُدقَّقًا بإشراف فريق المركز في الغريب والتفسير وأسباب النزول وفضائل السور والترجمات، مع بحث نصي وواجهات استعمال مرنة وخطط متابعة للحفظ، فتتحول القراءة إلى حوار منهجي مع المصحف لا إلى استهلاك بصري عابر.

باحوث: معمل لغوي في كفّ اليد

حين ينتقل القارئ من التلاوة إلى التحليل، يظهر دور “باحوث، باحث قرآني متقدم” بوصفه أداة استقصاء لغوي وصرفي ونحوي؛ بحث بالجذور والضمائر والأوزان، وتحليل لكل كلمة في سياقها، وإشارات إلى الظواهر التجويدية، بما يضع النص في شبكة علاقاته الداخلية الدقيقة. يعِد التطبيق بمحرك بحث ذكي ومكتبة تفسير ومعاجم لكل كلمة، فيحوّل “الفهم” من تلقّي إلى اشتغال بحثي قابل للتكرار والتحقق، ويقرّب أدوات الباحث الأكاديمي من المستخدم المتخصص والمهتم على السواء

تعلم الفاتحة: من التلاوة إلى الإتقان

ليست كل رحلة مع القرآن تبدأ من المصحف الكامل؛ أحيانًا تبدأ من سورة واحدة تتأسس عليها الصلاة والحياة. “تعلّم الفاتحة” يركّز على تدريب النطق والتلاوة الصحيحة لآيات السورة مع تقييم آلي يعتمد أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإتاحة الاستماع للنموذج المعياري لكل آية، ليصبح التصويب خطوة يومية صغيرة ومضمونة الأثر. هذا التركيز الدقيق يترجم فلسفة تربوية واضحة: بناء المهارة من الأساس، وتكرار واعٍ يقود إلى الاعتياد الجمالي للصوت والوزن والوقف

غريب: أسئلة تقود إلى المعنى

يفتح “غريب لمعاني القرآن” باب المعنى عبر صيغة تربوية محببة: السؤال والجواب، بأكثر من ستة آلاف سؤال تُحفّز الفضول وتحوّل المفردة القرآنية من عتبة صعبة إلى مدخل ممتع. ويتابع التطبيق تقدّم المتعلم يوميًا، مع محتوى بصري تعليمي يقدّمه باحثون مختصون، لتتكون ذاكرة لغوية تتسع ببطء وثبات، وتستدعي عند القراءة طبقة دلالية أغنى وأكثر رسوخًا.

خيط ناظم لا إعلان متفرق

قد تبدو هذه التطبيقات متجاورة، لكنها في الحقيقة متكاملة: وحي لتجربة قراءة غامرة، سورة لبنية مصحف معرفية متدرجة، باحوث لأدوات الاستقصاء العلمي، تعلّم الفاتحة لمهارات النطق والإتقان، وغريب لبناء المعجم الذهني اليومي؛ خيط واحد يربط بين النص والصوت والمعنى والمنهج. هذا التكامل هو ما يجعل “القرآن في الجيب” أكثر من شعار تقني؛ إنه مشروع يعيد تشكيل العادة القرائية، فيجعل المرور من التلاوة إلى الفهم إلى البحث انتقالًا طبيعيًا داخل بيئة موثوقة وموحّدة الرؤية.

الإنسان أولًا ثم التقنية

الغاية في النهاية ليست جمع الميزات بل خدمة قارئ حيّ تتبدل احتياجاته بين يوم وآخر؛ طالب علم يلاحق جذور الكلمات صباحًا، وأبٌ يعلّم ابنه الفاتحة مساءً، وقارئٌ يعود إلى رواية ورش لأن صوته الأثير حفظ بها في طفولته. هنا تتراجع التقنية إلى الخلف كوسيط أمين، وتبقى الأولوية لصحبة كتابٍ يعلّم المرء كيف يُحسن الإصغاء، وكيف يحوّل المعرفة إلى عمل ينعكس على سلوكه وعلاقته بالعالم.

في هذا الأفق، تبدو التطبيقات القرآنية التي يشرف عليها مركز تفسير بمثابة جسرٍ بين قداسة النص وعصرية الوسيط؛ جسر لا يلمّع ذاته، بل يضيء الطريق، ويدعو القارئ إلى أن يخطو بثقة، كلمةً كلمة، نحو المعنى الأرسخ والسكينة الأوسع. وإذا كان لكل زمنٍ مصحفه الذي يُقرأ فيه، فربما كان مصحف هذا الزمن شاشةً تحتضن اللمسة، شرط أن تظل اللمسة مُهيّأة لسماع الوحي قبل كل شيء