بعد واقعة وفاة طفل المرج.. «الإندومي» يثير الجدل من جديد

أعادت مأساة وفاة طفلا في المرج يبلغ من العمر 13عامًا بعد تناوله أكياس «الإندومي» الشعرية سريعة التحضير، للأذهان عدة المآسى والكوارث التي تسبب فيها هذا المنتج، ومخاوف أولياء الأمور، خاصة مع الانتشار الواسع لهذا المنتج بين الأطفال والمراهقين داخل البيوت خصوصًا بين الأطفال في المدارس والنوادي، وسط مطالبات كثيرة بحظر بيع الإندومي في مصر، لتسببه في أكثر من كارثه أودت بحياه ضحايا في وقائع مختلفة.
لم تكن واقعة وفاة طفل المرج بسب الأندومي، هى الأولى في سجل ضحايا «النودلز» ، ولن تكون الاخيره فقد سبقها أكثر من مأساة تسببت في وفاة أطفال، وفي وقت سابق قررت هيئة سلامة الغذاء سحب الإندومي من الأسواق، وتحليل هذه العينات من قبل الهيئة للوقوف على سلامته، تبين لها ورود نتائج التحاليل بصلاحية الشعرية سريعة التحضير للاستهلاك الآدمي، وعدم صلاحية منتج الشطة ونكهتي الدجاج والخضار التي يتم إرفاقها داخل أكياس الإندومي، بما يتعدى الحدود الآمنة المسموح بها للاستهلاك الآدمي .
وأمام تعدد الأزمات لهذا المنتج، كانت أحد أعضاء مجلس النواب قد تقدمت بطلب إحاطة، لإصدار قرارًا وزاريًا بحظر تداول منتج "الإندومي" في مصر، لما له من خطورة على الصحة العامة، وذلك بعد وفاة طفلة في وقت سابق ، أكدت أسرتها أنها فارقت الحياة إثر تسممها بعد تناولها كيس اندومي، وطالبت بسرعة التحرك، إزاء استمرار تناول الأطفال لهذا المنتج في ظل ما يشكله من خطر داهم على صحتهم.
وأضافت أنه على الرغم من التحذيرات الدورية الصادرة من الأطباء في مصر، يكثر انتشار "الإندومي" في المنازل، والأخطر من ذلك تتواجد عربات الإندومي أمام المدارس والميادين والشوارع دون أي تحرك من الجهات المعنية".
ويتساءل العديد من المواطنين وتنتابهم حالة من القلق والخوف على حياة أبنائهم وخاصة الأطفال هذه الفئة الأكثر استهلاكا لمنتجات الإندومي، متسائلين أين دور هيئة سلامة الغذاء في الرقابة على الأغذية والتي تعد خط الدفاع الأول لحماية المستهلكين من أي منتجات ضارة أو غير مطابقة للمواصفات الوطنية والمعايير الدولية؟، ولماذا تغفل دورها في توضيح الحقائق للمواطنين لكونها الجهة المنوطة بذلك !؟.
ومن جانبه نفى الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، ما تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن احتواء منتجات الشعرية سريعة التحضير على مواد مسرطنة أو سامة، ما يعني أنها آمنة من الناحية الصحية عند تناولها باعتدال، إلا أنها لا تعتبر خيارًا غذائيًا صحيًا بسبب ارتفاع نسبة الصوديوم والدهون غير الصحية، وانخفاض قيمتها الغذائية.
خبير تغذية يحذر من خطورة الإندومي
وفي هذا السياق تواصل «النهار» مع أطباء لمعرفة أضرار الإندومي وتأثيره على الصحة، وقال الدكتور"مجدي نزيه"، استشاري تثقيف التغذية، إن الإندومي (النودلز) باعتباره وجبة سريعة التحضير لا يشكل خطراً كبيراً علي الصحة ولا يؤدي إلي الوفاة، إذا تم تناوله بكميات محدودة وباعتدال، محذراً من الإفراط في تناوله، لأنه قد يسبب أضرار جسيمة علي صحة الإنسان.
وأوضح أستاذ التغذية أن معظم الأطعمة المصنعة، تحتوي على نسب عالية من الدهون غير الجيدة، مثل الأحماض الدهنية المشبعة أو الدهون المتحولة، أو الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، وأن أضرار الأندومي المحتملة تكمن في أكياس الزيوت والنكهات التي تحويها عبواتها.
وأوضح "نزيه" أن الإكثار من تناول الإندومي قد يصيب الجسم بعدة أمراض، أبرزها تلف المخ وضمور نهايات الأعصاب، وذلك لاحتوائه علي مادة جلوتاميت أحادي الصوديوم (GMS) ، فهي مادة مضافة معززة للنكهة ومحسنة للطعم .
وأضاف: الشعرية سريعة التحضير قد تزيد من خطر الإصابة بالتسمم في بعض الحالات، نظرًا لمحتواها العالي من المواد الحافظة والألوان الصناعية ومكسبات الطعم.
وحول حقيقة تسبب الشعرية سريعة التحضير في الإصابة بالسرطان، قال خبير التغذية، إن أي مواد حافظة أو مصنعة تمثل خطر عالي جدا على جسم الإنسان، هذا لأن الجسم لا يكون معتادا عليها، مما قد يسبب أمراض ربما السرطان وربما غيره.
وأوصى الدكتور مجدي نزيه، الأسر والأمهات بضرورة متابعة ومراعاة أطفالهم وتوعيتهم بخطورة الإفراط في تناول الوجبات السريعة كالإندمى وغيرها من المواد الغذائية المُعلبة سريعة التحضير، وضرورة اعتماد النظام الغذائي علي الخضراوات والبروتينات حفاظا علي صحتهم.
هل سيتم منع بيع الإندومي في مصر؟
وأثارت واقعة وفاة طفل المرج بعد تناوله لمنتج الإندومي حسب رواية والده، مخاوف أولياء الأمور، خاصة مع الانتشار الواسع لهذا المنتج بين الأطفال والمراهقين، ليبقى تساؤل المواطنين هل سيتم حظر بيع الإندومي؟ في مصر أو تشديد الرقابة على الشركات المصنعة لهذا المنتج حفاظا على الصحة وخاصة مع اقتراب بدء العام الدراسى وإقبال الأطفال على شراء منتح الاندومي من أمام المدارس والمحلات ؟، أم سيبقى الوضع كما هو عليه يسوده الغموض على نحو يشكل خطراً داهما على الصحة والسلامة العامة!