الدولار يواجه أزمة خانقة لأول مرة.. قائمة كاملة بالأسباب

تحول غير مسبوق، يشهده حالياً سوق الأموال على مستوى العالم، خاصة بعد تراجع مكانة الدولار الذي حظي بها على مدار السنوات الماضية، ليسجل أسوأ أداء له في النصف الأول من عام 2025، متراجعاً أكثر من 10% أمام سلة العملات الرئيسية.
لم يكن هذا مجرد تراجع في قيمة العملة بل صدمة زعزت النظام المالي العالمي، وفق التقارير الإعلامية، إذ تقف وراء هذا الانحدار عوامل متعددة تتداخل فيها النواحي الاقتصادية مع السياسية والمحلية مع العالمية، حيث أدى استمرار السياسيات التوسعية التي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي ومنها خفض أسعار الفائدة رغم استمرار معدلات التضخم المرتفعة إلى اهتزاز ثقة الأسواق.
العجز المالي
ضمن الأسباب، شكل اتساع العجز المالي الذي قفز إلى نحو2 تريليون دولارفي 6 أشهر ضغطاً هائلاً على الدولار ما دفع الكثير من المستثمرين إلى إعادة النظر في مدى الاعتماد على الدولار كملاذ آمن.
تقرير لصحيفة « Financial Times » يشير إلى تسجيل الدولار أسوأ نصف عام منذ 1973 بفعل سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التجارية والاقتصادية وحرب الرسوم الجمركية التي شنها على حلفاء أمريكا التجاريين، فضلاً عن احتياجات الاقتراض الهائلة في أمريكا وأزمة عجز الإنفاق الأمريكي والمخاوف بشأن استقلال مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
اتفاقيات تبادل تجاري
أمور أخرى ظهرت على الساحة زادت من حدة المخاوف، منها محاولات فك الارتباط بالدولار حيث أبرمت قوى كبرى مثل الصين وروسيا والهند اتفاقيات تبادل تجاري بالعملات المحلية كما شجعت مجموعة البريكس استخدام الروبل في عقود الطاقة والمعادن.
كل ذلك، ساهم في انخفاض حصة الدولار من احتياطات البنوك المركزية العالمية إلى 57.6% وهو أدنى مستوى منذ أكثر من 25 عاماً مع اتجاه القائمين على احتياطات البنوك المركزية إلى تقليص الاعتماد على الدولار لصالح الذهب واليورو واليوان الصيني في ظل تصاعد الانقسامات في منظومة التجارة العالمية.