أسامة شرشر يكتب: انتبهوا.. مخطط إسرائيل لضم الضفة الغربية قادم

أستشعر أن هناك مخططًا وزلزالًا وكارثة ستحدث قريبًا ويتم الإعداد لها داخل المطبخ فى واشنطن، عندما يلتقى الشيطان الأكبر ترامب بالشيطان الأصغر نتنياهو، وهى الإعداد بحرفية لبدء سيناريو جديد لضم الضفة الغربية ومدنها والقدس والمسجد الأقصى إلى الكيان الصهيونى على حساب ما يجرى فى غزة من تمثيلية الهدنة ووقف الحرب، ليتم التفرغ كاملًا للمنطقة الملاحمة لتل أبيب والمدن الإسرائيلية فى الضفة الغربية التى تتم فيها عمليات وحشية من قبل الجيش الإسرائيلى والأخطر من المستوطنين اليهود الذين يقومون بالاستيلاء على المنازل والأراضى وحرقها ووضع سياج حديدى لمنع الدخول والخروج وقتل الفلسطينيين بدم بارد تأكيدًا لمقولة ترامب إن مساحة إسرائيل صغيرة جدًّا فى ظل حصار وغياب متعمد للسلطة الفلسطينية وأبو مازن عما يجرى فى المفاوضات، وكأنها غير موجودة على أرض الواقع، ولا تمتّ للقضية الفلسطينية بصلة.
نتنياهو يتفرغ للمرحلة القادمة لتطبيق حصار شامل وإبادة جماعية لأهلنا فى الضفة الغربية، بعد أن أخذ الضوء الأخضر من ترامب، بينما يتم تعتيم إعلامى لكل ما يجرى هناك من طوفان العقوبات وطوفان الجرائم وطرد أهالى الضفة وحرق المخيمات بنفس السيناريو الذى تم فى غزة.
والأكثر خطورة -وسط صمت المجتمع الدولى ومنظمة التعاون الإسلامى- هو منع دخول المصلين بالقوة من الدخول للمسجد الأقصى ومحاولة تهويده بل ومنع المسيحيين أيضًا من دخول المقدسات المسيحيية للاستيلاء على القدس استيلاء كاملًا وتقليص الأراضى الفلسطينية حتى تذوب فى الأراضى الإسرائيلية، وحتى لو فرضنا جدلًا أو حلمًا إمكانية إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية على حدود 1967، فإن الأراضى الفلسطينية تم الاستيلاء عليها بالقوة من خلال المستوطنين والجيش الإسرائيلى وتم تغيير ملامح المناطق الفلسطينية بالكامل وتهويدها من خلال إقامة مئات المستوطنات الإسرائيلية حتى ينصاع العالم للحكومة المتطرفة التى يتفاخر علنًا وزراؤها بن غفير وسموتريتش بضم الضفة الغربية وغزة للدولة الإسرائيلية.
هذا السيناريو أصبح للأسف الشديد حقيقة قابلة للتطبيق فى الوقت الذى (أتوقع فيه أن يتم إعطاء جائزة نوبل للسلام لترامب فى أكتوبر القادم) فالفساد طال جائزة نوبل، وتم حصار الأمم المتحدة ومنظمة الأونروا وأصبحت أمريكا وإسرائيل تفعلان بالعالم ما تريدان وما لا تريدان.
بل وصلت البجاحة السياسية أنه لأول مرة فى التاريخ يتدخل ترامب علنًا لمحاولة منع محاكمة نتنياهو أمام القضاء الإسرائيلى، وهذه جريمة كبرى تسقط أمامها كل أوراق العدالة والقانون والمحاكمات والمحاسبات للمسئولين الإسرائيليين، بل وصل الأمر إلى تهديد المستشارين فى محكمة العدل الدولية بالقتل إذا لم يتم رفع اسم نتنياهو من قائمة المطلوبين للعدالة (كمجرم حرب).
كل هذا يجرى والعالم العربى فى حالة غيبوبة والحكومات تمارس كل أنواع الظلم على شعوبها الغاضبة للأسف الشديد.
أكرر وأؤكد أن مصر بجيشها وشعبها تقف حائط صد لمنع المخطط الإسرائيلى ومحاولات تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة، وتسعى بكل جهد لإعادة إعمار غزة مرة أخرى رغم بعض المواقف العربية التى تريد أن تقفز على دور مصر التاريخى والحضارى كأكبر دولة فى المنطقة والشرق الأوسط بحكم التاريخ والجغرافيا وبحكم أن جندها خير أجناد الأرض وأفضل جيش فى المنطقة، حسب تقرير) جلوبال فاير باور)، وثالث قوة بحرية فى العالم، وهذا لا يسعد بعض الأشقاء العرب، وليت ظنى يكون غير حقيقى.
ولا بد أن نثمّن الدور القطرى والدبلوماسية القطرية التى تلعب–بالتنسيق مع مصر- دورًا محوريًّا فى وقف التغول الإسرائيلى فى فلسطين سواء فى غزة أو فى الضفة.
المطلوب الآن أن تتوحد الدول العربية ولو لمرة واحدة وتقف خلف مصر فى هذا التوقيت الهام والحساس لمنع المخطط الاستيطانى الأمريكى الإسرائيلى الذى يسعى لالتهام الأراضى الفلسطينية فى غزة والضفة الغربية والقدس، بل يجب التهديد باستخدام كل الأدوات السياسية والاقتصادية كسلاح البترول والغاز، وطرد السفراء الإسرائيليين من الدول العربية، وتقديم الدعم اللوجستى والمادى للسلطة الفلسطينية حتى تبسط وجودها فى الضفة الغربية وغزة بمساندة الدول العربية لأن مصر لن تسمح أبدًا ومطلقًا بتصفية القضية الفلسطينية وحذفها من الوجود.
كما قلت سابقًا إن وعد بايدن كان أكثر خطورة من وعد بلفور، وأؤكد أن وجود ترامب فى إدارة أمريكا يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لمحو فلسطين من الخريطة بمساعدة بعض الدول العربية للأسف الشديد، فهو يقتل الفلسطينيين واليمنيين والإيرانيين بأموال عربية.
فهل يقوم ترامب بالتمدد من خلال صفقة القرن وهى صفقة الخضوع والذل والعار، أم أنها أصبحت خارج الخدمة وتحظى برفض شعبى من المحيط إلى الخليج؟
أفيقوا يا عرب واستمعوا إلى شعوبكم فهى القوة الحقيقية التى تقف أمام المخطط الصهيونى وتمنع تمدد إسرائيل من النيل إلى الخليج الفارسى.
ولا بد أن نعترف بأن إيران استطاعت فى حرب الاثنى عشر يومًا أن تجعل الشعب الإسرائيلى فى حالة فزع وخوف ورعب، وتم ضرب الداخل الإسرائيلى، فمعدلات الهجرة من الداخل الإسرائيلى خطيرة جدًّا، وأصبح عدم الشعور بالأمان سائدًا داخل إسرائيل لأول مرة منذ حرب أكتوبر 1973، بسبب الصواريخ الإيرانية، وسقط الوهم الذى تم تصديره للعرب أن إسرائيل بلد الأمان ولا أحد يقدر على الاقتراب منها، ولكنهم توسلوا لبعض الدول العربية وأمريكا للتوسط لدى إيران لوقف الحرب لدرجة توسط 4 رؤساء دول عربية من أجل ذلك.
بل وصل الأمر أن بعض قنوات الإعلام العربية تبدو وكأنها تعمل لصالح إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية، وهذا بات واضحًا فى الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وهذه حقائق ستكشف عنها الأيام للأجيال القادمة، حتى نعرف من خان القضية الفلسطينية ومن كان عميلًا لإسرائيل ضد الدول الفاعلة كمصر وإيران.
كفانا كلامًا واستسلامًا.. ونحن دائمًا وأبدًا منحازون للحقيقة وللشعب العربى والإسلامى، وأكرر أن المتغطى بترامب والأمريكان عريان..
أفيقوا يرحمكم الله.