لغز انخفاض أسعار الدواجن رغم قفزة الأعلاف

وسط ارتفاع أسعار الأعلاف العالمية وتراجع سعر صرف الجنيه، يسجل سوق الدواجن في مصر مفارقة اقتصادية لافتة، حيث انخفضت أسعار البيع النهائي للمستهلك رغم زيادة تكلفة الإنتاج. ويرجح خبراء القطاع هذا التراجع إلى عوامل موسمية، أبرزها حالة الركود التي تشهدها الأسواق حاليًا بعد انتهاء عيد الأضحى، إلى جانب زيادة المعروض، محذرين من أن الأسعار الحالية لا تغطي التكلفة الفعلية، ما قد يؤدي إلى انسحاب بعض المربين وتهديد استقرار السوق على المدى الطويل.
وسجلت أسعار الدواجن البيضاء انخفاضًا ملحوظًا لتصل إلى 60 جنيهًا للكيلو في المزرعة، فيما بلغ سعر الدواجن البلدي في البورصة نحو 85 جنيهًا للكيلو. وتراوح سعر البيع للمستهلك بين 73 و75 جنيهًا للدواجن البيضاء، وبين 95 و100 جنيه للبلدي، وسط وفرة في المعروض وضعف الإقبال الشرائي، وهو ما ساهم في هذا التراجع السعري رغم ارتفاع تكلفة الأعلاف مؤخرًا.
قال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار الأعلاف شهدت مؤخرًا زيادة 700 جنيه للطن، ليسجل سعر الطن من 22 إلى 22.5 ألف جنيه، وذلك بعد استقرار دام أكثر من ستة أشهر.
وأشار السيد في تصريحات خاصة لـ«النهار» إلى أن سعر كيلو الدواجن البيضاء بالمزرعة انخفض إلى 60 جنيهًا، موضحًا أن سعر البيع للمستهلك حاليًا يتراوح بين 73 و75 جنيهًا للكيلو، بعدما كان يتجاوز 90 جنيهًا خلال الفترة الماضية. كما أشار إلى أن سعر البانيه يتراوح في الأسواق بين 140 و160 جنيهًا للكيلو، بعد أن سجل 220 جنيهًا في الفترة السابقة، مع اختلافات الأسعار بحسب المناطق وآليات العرض والطلب.
وأرجع رئيس شعبة الثروة الداجنة هذا التراجع في الأسعار إلى آليات العرض والطلب، مشيرًا إلى حالة الركود الشديد التي تشهدها الأسواق في هذه الفترة، حيث يفضل المستهلكون شراء اللحوم الحمراء، إلى جانب زيادة المعروض من الدواجن بعد الأعياد، ما ساهم في تراجع الأسعار. وحذر من أن هذه المستويات السعرية الحالية تلحق خسائر فادحة بالمنتجين، موضحًا أن الدواجن تباع بأقل من تكلفة إنتاجها بنحو 16%، وهو ما قد يدفع بعض صغار المنتجين إلى الخروج من القطاع في الفترة المقبلة، الأمر الذي ينذر بارتفاع الأسعار مرة أخرى مستقبلًا.
وطالب رئيس شعبة الثروة الداجنة بضرورة وضع منظومة سعرية عادلة تضمن التوازن بين مصلحة المستهلك والمنتج.
من جانبه، أكد ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أن انخفاض أسعار الدواجن مرتبط بآليات العرض والطلب في السوق، كونها سلعة حية تباع يومًا بيوم؛ فالقوة الشرائية عندما تزيد ترتفع الأسعار، وعندما يزيد المعروض تنخفض الأسعار. وأشار إلى أن تأثر المربين بانخفاض أسعار الدواجن يكون سلبيًا، لكن السنة الإنتاجية تتكون من ست دورات، وإذا خسر المربي في دورة يمكنه تعويض ذلك في الدورات المقبلة.
وأضاف الزيني في تصريحات لـ«النهار» أن ارتفاع أسعار الأعلاف مرتبط بسعر النقد الأجنبي وسعر البورصة العالمية، ولا يؤدي بدوره إلى انخفاض أسعار الدواجن البيضاء في الأسواق.
وفي السياق نفسه، قال عبدالخالق النويهي، مربي دواجن، إن فترة ما بعد عيد الأضحى تشهد عادة تراجعًا ملحوظًا في معدلات القوة الشرائية للدواجن، في مقابل زيادة كبيرة في المعروض بالأسواق، وهو ما تسبب في انخفاض الأسعار حاليًا لتسجل نحو 66 جنيهًا لكيلو الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن، وتراوح سعر البيع للمستهلك بين 76 و79 جنيهًا للكيلو.
وأوضح النويهي أن معظم المربين لديهم مخزون من الأعلاف تم شراؤه بالسعر القديم، ما ساعد في تثبيت أسعار الدواجن نسبيًا وعدم تأثرها المباشر بارتفاع أسعار الأعلاف مؤخرًا. وتوقع النويهي أن تشهد أسعار الدواجن زيادة خلال نحو أسبوعين، مع توقعات بزيادة الطلب وبدء نفاد الأعلاف القديمة، واعتماد المربين على الأعلاف الجديدة الأعلى سعرًا المطروحة في الأسواق.