ماءٌ مبارك لا ينضب.. لماذا سمي بئر زمزم بهذا الاسم وما فضائل شربه بنية التبرك والدعاء؟

يُعدّ شرب ماء زمزم بنية التبرك والدعاء من السنن المستحبة في الإسلام، فهو خير ماء على وجه الأرض، كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» [رواه مسلم]، ومعنى "طعام طُعم" أنه يُغني عن الطعام ويشبع من يشربه.
وقد ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من ماء زمزم وهو قائم، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
«سقيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من زمزم، فشرب وهو قائم» [رواه البخاري].
ومما ورد عن الإمام ابن القيم رحمه الله أنه كان يشرب ماء زمزم بعد أن يقرأ عليه سورة الفاتحة عدة مرات، وكان يشعر بقوة ونشاط، وقد أشار إلى أن هذا لم يكن من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه ليس بدعة؛ فترك النبي لأمر لا يعني تحريمه طالما لا يخالف الشريعة.
وكذلك أُثِر عن أحد العلماء – رحمه الله – أنه كان يُداوم بعد صلاة السنة على ذكر: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» 40 مرة، وقد وجد في ذلك حياة لروحه وقلبه، وإن لم يكن هذا الذكر واردًا عن النبي صلى الله عليه وسلم على هذا النحو، إلا أنه لا يتعارض مع مقاصد الشرع.
ماء زمزم.. أعظم بئر على وجه الأرض
بحسب ما ذكره مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، فإن بئر زمزم تُعد أعظم وأشهر بئر عرفها الناس، وتقع داخل الحرم المكي الشريف، ويبلغ عمقها نحو ثلاثين مترًا.
وسُميت "زمزم" لكثرة مائها، وقيل إن السيدة هاجر عليها السلام حين انفجر الماء نادته قائلة: "زم زم"، أي اجتمع وتوقف.
ويحمل ماء زمزم فضائل عديدة في عقيدة المسلمين، فهو أول رزق ساقه الله لنبيه إبراهيم عليه السلام وأهله، حيث قال الله تعالى:
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ، رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ، وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم: 37].
إن ماء زمزم ليس فقط ماءً للشرب، بل هو رمز للبركة والإيمان، ووسيلة من وسائل التداوي والدعاء الصادق، لمن أخلص النية لله.