الجيش اللبناني الملاذ الأمن كأحد الأعمدة المتبقية الحامية للسيادة الوطنية

في ظل الأزمات المتشابكة التي يعيشها لبنان، يبرز الجيش اللبناني كأحد الأعمدة القليلة المتبقية للدولة التي لا تزال تعمل بثبات وانضباط .
فيعد تعزيز دور المؤسسة العسكرية كحامية للسيادة الوطنية ووحدة البلاد لحظة مفصلية في تاريخ لبنان .
ويشكل الجيش اللبناني رمزاً للأمل في إعادة بناء الدولة واستعادة سيادتها حيث يتطلب مسؤولية جسيمة ورؤية واضحة وشجاعة سياسية لقيادة البلاد نحو مستقبل أفضل.
حيث يواصل الجيش اللبناني أداء واجباته الميدانية والأمنية بمهنية ومسؤولية، ليثبت أنه المؤسسة الأكثر استقرارًا في البلاد بينما تشهد الوزارات والمؤسسات العامة شللاً وتغيب الخدمات الأساسية إلى حد كبير.
ومع استحقاقات كبيرة تطلّبت اليوم من الجيش اللبناني وجهودًا أكبر، وتحدّيات من المرتقب أن يواجهها بصلابة وعنفوان فهو الذي لم يسمح للفتنة بالتغلغل بين اللبنانيين هو المؤسسة العسكرية المتمثلة فى "الجيش اللبناني".
أن الجيش اللبناني يحافظ على حياده في مواجهة الأزمات السياسية الداخلية، ويلعب دورًا حاسمًا في حماية الأمن القومي، ومراقبة الحدود، واحتواء التوترات المحلية، لا سيما في الجنوب والمناطق الحساسة الأخرى. وفي المناطق التي يكون فيها الوجود الحكومي ضئيلاً أو معدومًا، غالبًا ما يبقى الجيش السلطة الوحيدة الفاعلة، يتدخل عند الحاجة ويمنع الفوضى.
وفى وقت سابق دعا رئيس بعثة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، الخميس الماضي ، للعمل على تهيئة الظروف المناسبة لحلّ مستدام وطويل الأمد في جنوب لبنان، معتبراً أن الطريق إلى السلام في الجنوب هو طريق سياسي حيث تشارك قوات الجيش اللبناني بفاعلية في تنفيذ القرارات الدولية، وخاصة قرار مجلس الأمن الدولي 1701 في الجنوب، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). وعلى الرغم من التحديات الشديدة، بما في ذلك محدودية المعدات والضغوط المالية، يواصل الجيش اللبناني الاضطلاع بمهامه السيادية، محافظًا على ثقة السكان المحليين والمجتمع الدولي على حد سواء.
وفي ظل التحولات الإقليمية وتراجع الدعم الدولي لمختلف القطاعات، يبرز الجيش اللبناني كضرورة وطنية. تتعالى الدعوات لتعزيز قدراته ودعمه محليًا ودوليًا ليس فقط للحفاظ على الأمن، ولكن أيضًا لاستعادة الثقة في مؤسسات الدولة ودعم السيادة اللبنانية على جميع أراضيها.
ويعد التوصل إلى اتفاق لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية المتمثلة فى الجيش اللبناني هو ما تتطلبة المرحلة المقبلة لضمان عودة قوية للبنان تحت قيادة مؤسسة عسكرية وطنية.
وحسبما أفادت وسائل إعلام لبنانية قامت قوة من الجيش اللبناني، الجمعة، بإزالة السواتر الترابية التي كانت قد استحدثتها القوات الإسرائيلية في محيط بئر شعيب في بلدة بليدا الجنوبية، خلال عملية توغل ليلية وقعت ليل الأربعاء الماضي. وخلال عملية الإزالة، عثرت عناصر الجيش على أجهزة تنصت وكاميرات مراقبة كانت مخبأة ضمن هذه السواتر، ما يُشير إلى محاولة إسرائيلية لرصد تحركات في المنطقة الحدودية اللبنانية.
ويعمل الجيش اللبناني على معالجه الخروقات البرية على طول الحدود مع إسرائيل يبقى الجيش الحصن صامدًا، مجسدًا الأمل الأخير في وجود دولة فاعلة تحمي مواطنيها وتوفر لهم الحد الأدنى من الشعور بالأمان خاصة مع تردي إدارات الدولة التى قد تنهار الواحدة تلو الأخرى .
وفي خضام العواصف المستمرة يبقى الجيش اللبناني الملاذ الأخير لصمود لبنان أمام التغيرات الإقليمية .