روشتة عبور «ماراثون» الثانوية العامة..
خبراء التعليم لأولياء الأمور: لا حديث عن صعوبة الامتحانات.. تجنبوا توجيه الانتقادات المستمرة

أيام قليلة ويبدأ "ماراثون" الثانوية العامة 2025، الذي سينطلق يوم 15 يونيو القادم ويستمر حتى 10 يوليو حيث يعيش الطلاب والأسرة حالة من القلق والترقب استعدادًا لاجتياز المرحلة الثانوية للوصول إلى بر الأمان الجامعي ليلتحق الطلاب بقطار الكليات المليء بالبرامج والتخصصات الجديدة التي تواكب متطلبات سوق العمل.
"النهار" تقدم "روشتة" النجاح والتفوق لطلاب الثانوية العامة، سألنا خبراء التعليم عن أهم الوصايا والنصائح للطلاب وأولياء أمورهم.
خبير تربوي: أولياء الأمور يلعبون دورًا مهما في إعداد أبنائهم لامتحانات الثانوية
حيث قال الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، مع العد التنازلي لامتحانات الثانوية العامة، مع قرب امتحانات الثانوية العامة، يلعب أولياء الأمور دورًا مهما في إعداد أبنائهم لها، لا يقل أهمية عن دور الأبناء أنفسهم.
وأوضح «شوقي» في تصريح خاص لـ "النهار" أن هذا الدور من أولياء الأمور يقتضي الالتزام ببعض الأمور الأساسية، منها: تهيئة الجو الأسري داخل المنزل بما يسمح بتركيز الطالب، من خلال الابتعاد عن أي خلافات بين أفراد الأسرة بالإضافة إلى تهيئة المكان المناسب للاستذكار، بعيدًا عن أي مشتتات أو مصادر إزعاج بجانب توفير تغذية صحية وسليمة للطالب، تساعده على زيادة التركيز والنشاط الذهني، فضلًا عن توفير ما يحبّه الطالب أحيانا، سواء كان نوعًا معينًا من الحلوى أو الأطعمة، أو حتى هدية بسيطة، مما يعزز دافعيته.
وتابع: أهمية إتاحة الفرصة للطالب للخروج والاستجمام لبعض الوقت خلال اليوم، خصوصًا عند الشعور بالتعب أو فقدان التركيز، وتجنب الحديث السلبي أمام الطالب عن صعوبة الامتحانات، أو الإيحاء بأنها هي التي تحدد مصيره أو مستقبله، ضرورة الابتسامة والهدوء في اللحظات التي يشعر فيها الطالب بزيادة القلق والضغط.
شدد الخبير التربوي على توعية الطالب بأن ما يشعر به من توتر وقلق تجاه الامتحانات أمر طبيعي، وهو دافع إيجابي يساعده على النجاح، موصيًا بطمأنة الطالب بأن عدد الامتحانات هذا العام قليل (خمسة امتحانات فقط)، وستمر بسلام إن شاء الله، مشيرًا إلى تجنب توجيه الانتقادات المستمرة أو اللوم على الأيام التي لم يُذاكر فيها، بل تشجيعه على التعويض بهدوء.
أكد أستاذ علم النفس التربوي على تجنب تذكير الطالب المستمر بالمصاريف التي تم إنفاقها طوال العام على الدروس الخصوصية أو الكتب الخارجية، لأن ذلك يضاعف الضغط النفسي عليه، بل يجب الثناء المستمر على جهده، خاصة إذا كان يبذل بالفعل مجهودًا كبيرًا في الاستذكار بالإضافة إلى تجنب إشغال الطالب بالأعمال المنزلية أو المهام التي يمكن أن يقوم بها أي فرد آخر في الأسرة.
وفي الختم، أكد الدكتور تامر شوقي على أنه في حالة إذا كان الطالب كثير اللعب أو التهرب من المذاكرة، يجب تجنب الخلافات الحادة معه في الفترة الحالية، ومعرفة أسباب ذلك ومعالجتها بهدوء، كمنعه من استخدام الهاتف أو إبعاده عن أصدقاء السوء، كما يُفضل تجنب التركيز مع الطالب على ضرورة الالتحاق بكلية معينة تتطلب مجموعًا مرتفعًا، لأن ذلك يفرض عليه ضغوطًا كبيرة، كما يسبب الاحباط للجميع في حالة عدم الالتحاق بها
لطالب الثانوية العامة.. خبير تربوي: أفكار سلبية يجب أن تتخلص منها لتحقيق النجاح والاستقرار النفسي
بينما أكد الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أن هناك الكثير من الأفكار السلبية تدور في أذهان بعض الطلاب وقد تصيبهم بالتوتر والقلق أو بالشعور بالعجز والنقص وفقدان الثقة في النفس وفي كل الأحوال تؤثر على حالتهم النفسية وقدرتهم على تحقيق التفوق.
وأضاف «حجازي» في تصريح خاص لـ «النهار» أن من هذه الأفكار السلبية، يعتقد الطالب أنه إذا لم يحصل على الدرجات النهائية سيكون قد خسر مستقبله، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة تضع الطالب تحت ضغط كبير وتجعله يفقد ثقته بنفسه ويفقد تركيزه وترتكز هذه الفكرة في تأثيرها السلبي على الخوف من الفشل.
أشار الخبير التربوي أن فكرة «زملائي أكثر مني ذكاء ولن أستطيع الوصول أبدا إلى مستواهم»، موضحًا أن هذه الفكرة تجعل الطالب يقع ضحية للشعور بالعجز المكتسب وتقلل من دافعيته وتدفعه إلى اللجوء إلى أساليب المنافسة غير الشريفة كالغش مثلا وتدفعه للالتحاق بالدروس الخصوصية لدى أكثر من معلم وترتكز على مقارنة غير منطقية وسلبية.
وتابع: "شعور الطالب بمحدودية قدراته وذكائه وعدم جدوى المذاكرة، ترتكز على فكرة أن الذكاء ثابت لا يتغير بالتدريب والممارسة وتجعل الطالب يزهد في بذل الجهد لشعوره بعدم جدواه بالإضافة إلى شعور الطالب أن المنهج صعب وكبير جدا ويفوق قدرة مخه على الاستيعاب تؤدي هذه الفكرة إلى التسويف وفقدان الدافعية والحماس والاستسلام للفكرة وتصنيف الذات بشكل سلبي".
وأوضح أستاذ علم النفس التربوي أنه عند دخول الطالب لجنة الامتحان لن يستطيع تذكر المادة، هذه الفكرة قد تصيب الطالب بالتوتر والقلق وفقدان التركيز، مبيّنًا أنه إذا لم يستطع أن يحقق طموحات أسرته سيكون فاشلًا وأيضًا هذه الفكرة تضع الطالب في حالة من الصراع والضغط النفسي الشديد الذي يفقده تركيزه ويجعله غير قادر على اكتشاف قدراته الحقيقية وتوظيفها بشكل جيد.
أكمل الخبير التربوي أن شعور الطالب بأن ذهنه غير قادر على استيعاب مادة معينة، هذا يجعل الطالب لا يبذل جهدا كافيًا لدراستها ويسعى للنجاح فيها بطرق غير صحيحة، فضلًا عن شعوره إذا لم يلتحق بكلية معينة فكل الكليات بعد ذلك سواء، وهذه الفكرة تجعل الطالب حينما يخفق في بعض المواد أثناء الامتحانات تضعف دافعيته ولا يهتم بتحقيق التفوق في باقي المواد ويصاب بالإحباط واليأس.
واختتم الدكتور عاصم حجازي حديثه مؤكدًا أنه على فكرة أن الطالب يذاكر طوال اليوم لتحقيق التفوق، موضحًا أن هذه الفكرة تصيبه بالاجهاد والتعب وضياع التركيز وتجعله عرضة للنسيان وتداخل المعلومات، موصيًا أنه يجب على الطالب أن يدرك أولًا أن جميع هذه الأفكار خاطئة وعليه أن يتخلص منها فورًا ويستبدلها بأفكار إيجابية تدعم ثقته بنفسه وقدرته على تحقيق النجاح وبالتالي عليه أن يدرك أن الجميع قادر على تحقيق النجاح والتفوق بالتخطيط الجيد والثقة بالنفس والتنظيم، كما يجب أن يدرك أن مجالات النجاح كثيرة ولا تقتصر على جانب واحد أو مجال محدد، وعليه أن يدرك أن النجاح الحقيقي يكون من خلال اكتشاف قدراته وتوظيفها بشكل جيد.