كلمة الرئيس السيسي في الاجتماع الرفيع المستوى تحضيرًا للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن هذا الاجتماع يهدف إلى إضفاء زخم سياسي على التحضيرات للمؤتمر، الذي يُعد محطة دولية بارزة في جهود تعبئة التمويل وتحفيز الاستثمار في المشروعات الداعمة لأهداف التنمية المستدامة. كما يسعى المؤتمر إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال تمويل التنمية، والمساهمة في سد الفجوة التنموية المتزايدة.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الفخامة والمعالي،
رؤساء الدول والحكومات،
معالي السيد أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة،
أود في البداية أن أتقدم بخالص الشكر للسيد أنطونيو جوتيريش على دعوته الكريمة للمشاركة في هذا الاجتماع المهم، الذي يهدف إلى حشد الدعم السياسي وبناء الزخم اللازم لإنجاح المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، المزمع عقده في الفترة من 30 يونيو إلى 3 يوليو 2025.
كما أتقدم بالشكر لصديقي، رئيس وزراء إسبانيا السيد بيدرو سانشيز، على استضافة بلاده لهذا المؤتمر الدولي الهام، وأثمن قيادته الحكيمة وجهود حكومته المتميزة في الإعداد، بالتعاون مع سكرتارية الأمم المتحدة.
السيدات والسادة،
يُعقد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في ظل ظروف دولية دقيقة، تتميز بتصاعد التوترات الجيوسياسية، وتزايد التدابير الأحادية والحمائية، وتراجع الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتنامي الفجوة التمويلية، إضافة إلى تأثيرات تغير المناخ والتغيرات الكبيرة في خريطة التجارة العالمية. كل ذلك يزيد من اضطراب الاقتصاد العالمي ويؤثر سلبًا على اقتصادات الدول، خاصة النامية، ويعرقل جهودها لتحقيق التنمية المنشودة.
لقد اتفق المجتمع الدولي في عام 2015 على أهداف التنمية المستدامة كإطار شامل لتحسين حياة شعوبنا، إلا أن اتساع الفجوة التنموية والتمويلية خلال السنوات الماضية قد يجعل تحقيق هذه الأهداف بحلول 2030 أمرًا بعيد المنال ما لم تُتخذ خطوات فعالة لمعالجتها.
وعليه، نأمل أن ينتج عن هذا المؤتمر مخرجات طموحة وملموسة تعكس إرادتنا الجماعية للتحرك العاجل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي هذا الإطار، تتطلع مصر إلى تحقيق تقدم في المحاور التالية:
-
صياغة خارطة طريق لتعزيز نفاذ الدول النامية إلى التمويل الميسر منخفض التكلفة، بما يشمل معالجة الاختلالات الهيكلية في النظام المالي العالمي، وتعزيز التعاون الدولي مع شركاء التنمية، والإصلاح المستمر للهيكل المالي والمؤسسات المالية الدولية، إلى جانب استحداث آليات تمويل مبتكرة مثل مبادلة الديون، وربط تنفيذ "خطة عمل أديس أبابا" بأهداف التنمية المستدامة.
-
رفع الطموح في إصلاح هيكل الديون العالمي ووضع خطوات عملية لإدارة الديون السيادية المستدامة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يعيش حوالي ثلثي فقراء العالم. ونؤكد أن عدم التوصل إلى حلول ملموسة قد يؤدي إلى أزمة ديون عالمية جديدة تهدد اقتصاداتنا وتفاقم الفجوة التنموية.
-
توفير الدعم الفني وبناء القدرات المؤسسية والبشرية للدول النامية، بما في ذلك نقل التكنولوجيا وتعزيز استخدام الأدوات الرقمية والتكنولوجية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي لدعم جهود التنمية المستدامة.
السيدات والسادة،
نجاح المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية يعتمد على مستوى الطموح في الوثيقة الختامية، والإجراءات الجادة التي تحتويها، والتي تتطلب إرادة سياسية قوية والتزامًا بمبادئ التضامن والعمل متعدد الأطراف، للتوصل إلى توافق موضوعي ومنصف يسهم في دفع عجلة التنمية وتحقيق حياة كريمة ومستقبل أكثر ازدهارًا لشعوبنا.