«ريهام» وفاة والدها شجعتها على تأسيس دار «ارسم فرحة»:«حسيت بألم اليُتم»

المحنة التي عاشتها «ريهام» بعد وفاة والدها على الرغم من تكوينها أسرة كما أن لديها أبناء، إلا أنها شعرت بحالة من الوحدة واليُتم بعد فقدان أعز الناس على قلبها، مما دفعها في ترديد سؤال، ماذا عن الأطفال الذين يشعروا بفقدان مشاعر الأب والأم؟، وظل يتردد هذا السؤال بصورة متكررة في ذهنها، حتى دفعها في البدء بشكل جدٍ في مساعدة هؤلاء الأطفال.
«دشنت مبادرة يلا نفسح طفل يتيم بعد وفاة والدي، حسيت باليُتم وكان لازم أشوف الأطفال في دور الأيتام».. هكذا بدأت ريهام مصطفى، 40 عامًا، حاصلة على ليسانس حقوق ودكتوراه مهنية في الصحة النفسية، خلال حديثها لـ«النهار»، أن الدعم النفسي بالنسبة للطفل أهم من أي شيء آخر، لذا فأن اقتراح فكرة السفر والرحلات للأطفال الأيتام كان بمثابة الترفيه ودعم لصحة الطفل النفسية.
نظمت «ريهام» الكثير من الرحلات الصيفية للأطفال الأيتام بالتعاون مع الفنادق وشركات السياحة، كما أنه ساهمت في توفير كافة احتياجات هؤلاء الأطفال لمثل هذه الرحلات كي يكون الطفل في حالة سعادة ولا ينقصه أي شيء يكون في حاجة إليه، لافتة:«الأولاد اتبسطوا جدًا، كمان كونت علاقة طيبة وجميلة معاهم وبيعتبروا أني أمهم».
بعد تفكير عميق، قامت «ريهام» بتأسيس مؤسسة «ارسم فرحة» وحينها قدمت في الوزارة كي يتم تأسيس الدار بالشكل القانوني وتقوم بجمع الأطفال الذين في حاجة إليها وإلى رعايتها لهم، موضحة:«كل الأولاد اللي معايا بيتعلموا وبيكملوا تعليمهم وساعدت في أنهم يدخلوا كليات ومعاهد».
بعد تأسيس دار الأيتام، استقبلت «ريهام» عدد كبير من الأطفال من نجدة الطفل والوزارة وغير ذلك، أغلبية الأطفال يتم تعرضهم للكثير من المشكلات سواء في الشارع أو غير ذلك، قائلة:«دايمًا كل طفل بيكون له ظروف مختلفة، وساهمنا في تحسين أوضاعهم الصحية والنفسية والتعليمية وحاليًا عندي 24 طفلًا».
«الأطفال دول بقوا أغلى حاجة في حياتي، ودايمًا المشاكل المالية هي اللي بتقابلنا».. هكذا كشفت «ريهام» عن بعض العقبات التي تواجهها مُنذ تأسيسها للدار، وذلك بداية من الإيجارات والانتقالات، كما أن ميراثها الخاص بوالدها تم إنفاقه كاملًا على الأطفال والدار، بالإضافة إلى ذلك أنها باعت سيارتها الخاصة وقامت بشراء سيارة خاصة بالدار لانتقالات الأطفال.
تواجه «ريهام» بعض المشكلات الأخرى الخاصة بالأطفال، والتي تكون متعلقة غالبًا بحالة الطفل النفسية والصحية، وخاصًة لما يتعرضون له في الشارع من المتسولين وغير ذلك، ويحتاج هذا وقتًا طويلًا كي يعود الطفل لحالته الطبيعية مرة أخرى، موضحة:«أهلي بيدعموني بداية من أمي وزوجي، وعيلتي بتحب الأطفال جدًا».