النهار
الإثنين 19 مايو 2025 06:55 مـ 21 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

بأنامل ذهبية.. كيف أبدع عم أحمد في صناعة الشطرنج من عظام الجمل

عم أحمد صانع الشطرنج من عظام الجمل
عم أحمد صانع الشطرنج من عظام الجمل

تتميّز منطقة الدرب الأحمر بالحرف اليدوية التي تمثل جزءًا أصيلًا من التراث الثقافي، ومن بين هذه الحرف صناعة الشطرنج من عظام الجمل، وهي واحدة من الحرف الغريبة التي تعكس مهارة وإبداع صانعيها.

على بعد أمتار قليلة من الكنيسة القديمة بحارة الروم، نجد عم أحمد في ورشته الصغيرة يعمل بمهنة الخراطة، التي أبدع فيها وطبق المثل الشعبي الشهير "عمل من الفسيخ شربات"، عندما حول عظام الجمل إلى قطع الشطرنج، اللعبة الملكية التي ترمز إلى الذكاء والصبر.

صناعة الشطرنج تتضمن الكثير من التفاصيل، ومن الممكن استخدام عدة أساليب فيها، منها الشغل العربي والشطرنج التقليدي. تيجوا نبدأ بحاجة ممكن تعجبكم؟... بهذه الكلمات بدأ عم أحمد حديثه، وهو الذي أبدع في مهنة الخراطة مستخدمًا عظام الجمل لتشكيل قطع الشطرنج المميزة.

التقت جريدة النهار المصرية بعم أحمد، وتحدثنا معه عن تفاصيل المهنة وكيف حول عظام الجمل إلى قطع شطرنج مميزة، فقال: البداية أننا نحضر العظام من عند الجزار، وبعدين نغسلها ونغليها لحد ما تروح منها ريحة الزفارة، وبعدها نغليها بأكسجين وماء، والخطوة الأخيرة هي النقع بالأكسجين لحد ما تتحول للون الأبيض.

وتابع حديثه عن بقية المراحل: أقطع عظام الجمل لعمل قطع الشطرنج بمقاسات مختلفة، سواء للملك أو الوزير أو غيرهما، وبعدها أنتقل إلى المرحلة الثانية وهي الخراطة. دلوقتي هوريكم خرط الفيل، وطبعًا محبو الشطرنج عارفينه كويس. أما الأدوات اللي بشتغل بيها فهي الأزميل والمنقار، باستخدم الأدوات دي في نحت الخامة، لأن الخامة بتبقى ناشفة شوية وبتحتاج مجهود ووقت.

واستكمل حديثه عن الفترة التي بدأ فيها العمل قائلًا: ياه، أنا ليا عمر شغال في المهنة دي، من سنة 1985. والموضوع بدأ معايا مش بالصدفة ولا كهواية، لكن كان إجباري، لأني مجموعي كان قليل ودخلت مدرسة الصنايع، وكان فيها قسم خراطة الأخشاب، ومن ساعتها ربنا كرمني وحبيت الشغلانة. ولأن العلم نور، قررت أكمل تعليمي بالجامعة المفتوحة وحصلت على درجة البكالوريوس من كلية التجارة.

وعند سؤال عم أحمد عن أكثر قطعة يحبها في الشطرنج، أجاب: الحصان هو من أكثر القطع المحببة لقلبي، لأن تشكيله طبيعي وجميل. كما أن صنع باقي القطع يمثل متعة بالنسبة لي، فاللعبة بحد ذاتها تعلم الصبر والذكاء وكيفية التغلب على الخصم.

وتتعدد الخامات المستخدمة في صناعة الشطرنج، فهناك خشب الزان، والموسكي، والأبانوس، فضلًا عن عظام الجمل.

واختتم حديثه بتوجيه نصيحة للشباب: حبّ ما تعمل حتى تجد ما تحب، لما الإنسان يبدع في شغله، بيتقدم في حياته العملية، لكن لو اشتغل في مهنة مش بيحبها فلا يمكن ينجح فيها.