التلاعب اللفظي وأستخدام المغالطات في دعم قضايا فاسدة.. دولة الأحتلال نموذجاً

المتابع للشأن العربي والفلسطيني خاصة كثيراً ما يقع في التشوش نتيجة كم المغالطات المتضمنة في مجرد عرض فقرة واحدة مما يقراءه او يتابعه.
فعلى سبيل المثال دعاوى ملكية الأرض ليس لها سند حقيقي في التاريخ، سواء من الجانب العربي والأسلامي او غيرها، ولكن يتم بناء منهج عبر استخدام بضع شذرات في صفحات التاريخ بشكل عام للتأصيل على مليكة ليس لها سند، الاغرب من ذلك انها بحسن صياغة وبمنطق مشوه تجد لها اتباع من خلال الدعم السياسي والديني!
هناك من المفكرين العرب من تتبعوا تلك التأصيلات لبيان حقيقتها ولكن مع ذلك لم يكن ذلك منهجهم الرئيسي، بل كان الاهم بالنسبة لهم فهم الأيدولوجية وتحليلها بدلاً من تفنيدها، بل تركوا تلك المسألة للقراء والمتابعين.
ابسط مثال على التلاعب اللفظي في أستخدام لفظة "إسرائيل" على مجموعة من البشر إتخذوا امتداد يعقوب مسار لهم، على الرغم من إنتمائهم لموسى، فكان الأجدر التسمية بالموسويين"، وايضاً إتخذ نموذج المظلومية منذ عصر موسى حتى اللحظة الراهنة، وإعادة استخدام نمط المظلومية في التاريخ الحديث لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية وسياسية، اخرها إستثناء دعم الولايات المتحدة للأقليات من قطع التمويل، بحجة انهم أقلية "عرقية" في الولايات المتحدة، مما يثير التساؤل حول كون الإسرائيليين "عرق" ام "جماعة دينية"!
كل ذلك يحدث في الإطار العام الخاجي، فماذا عن الإطار الداخلي؟ لم يكن الأهتمام بالمضمون دون الشكلي محور الإتجاه العام في الداخل الإسرائيلي، بل كان ينبغي تصديق الكذبة من داخل المجتمع نفسه حتى يتثنى له اقناع مجموعات كبيرة من البشر، من داخل الجماعة وخارجها، من الداخل بتغيير أسامي اليهود الأوروبيين لأسامي عبرية حتى ينفوا أي أصل اجنبي لا ينتمي لتلك الارض، وهم في الحقيقة أغلبية حالياُ بفلسطين، اما من الخارج لكي يأطروا وجودهم على أرض فلسطين من خلال النسب، والذي يُرفض إجراء اي تحليل حمض نووي لأثبات حقيقته بداخل إسرائيل نفسها.
كل ذلك ولم نخض في موضوع الدين نفسه، والذي ينطوي على تلفيق تابع امتداداه لأديان وفرق دينية قديمة وحديثة ومعاصره، في محاولة لفرض القبول من أصحاب تلك الاديان والمذهاب والفرق، بل وتم أعتماد إستراتيجية لمخاطبة تلك الشعوب بلغتهم ومحاولة التأثير عليهم بخطاب خارجي مخالف لما يتم تدريسه وتأصيله بداخل الجماعة المحتلة داخلياً، وهذا ليس بغريب على جماعة منغلقة داخلياً وترفض الأخر ولكن تريد تحسين مظهرها بالشكل الذي يعطيها القبول وسط مجتمعات تلفظها سياسياً وإجتماعياً.
لا يمكن عرض كل المغالطات والتأؤيلات الفاسدة في مجرد مقالات او مقتطفات صغيره، ستحتاج لكتب وأبحاث عديدة، لكن كل ذلك لا يؤتي بثماره في ظل تفوق في عرض الرواية الإسرائيلية ووجود دعم ومراكز ابحاث تفرض نفسها بقوه لتغيير الأيدولوجية العربية والعالمية، فكان لابد لنا من التذكير، ليس لأعمال العقل فقط، بل وأيضاً دعماً لقضية وحق يراد به ان يُنسي او يُتجاوز لمصالح مكتسبة.