النهار
الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 10:13 مـ 3 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تفاصيل زيارة وزير الرياضة لنادي الزمالك بالتعاون بين مصر للمعلوماتية و تيراداتا Teradata تخريج أول دفعة متخصصة فى مجالات تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعى إحياء ذكرى وفاة ”ملك العود” ..الجمعة القادمة جامعة مصر تحتفل بتخريج أول دفعة من البرنامج التدريبى المتخصص لبناء قدرات طلاب وخريجى الجامعة فى مجالات تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعى بعد خسارة غزل المحلة.. توروب يكشف سبب الاعتماد على شباب الأهلي بالتعاون بين جامعة مصر للمعلوماتية وشركة تيراداتا ..تخريج أول دفعة من البرنامج التدريبى المتخصص فى مجالات تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعى رئيس ”الأعلى للإعلام” يشارك في مناقشة التوصيات النهائية للجنة تطوير الصحافة الورقية والرقمية مؤسسة البنك التجاري الدولي تفتتح مركز جراحة المخ والأعصاب للأطفال بمستشفى جامعة أسوان شخصيات مركبة قدمها حسن مالك أحدثها بعوضة في لا ترد ولا تستبدل الأهلي بالشباب يخسر من غرل المحلة في كأس عاصمة مصر منتخب السنغال يكتسح بتسوانا بثلاثية في أمم إفريقيا إدراج جامعة دمنهور في التصنيف العربي للجامعات 2025

منوعات

من قلب الجيزة إلي أوروبا.. سجاد يدوي يحمل بصمة الحرانية

مركز رمسيس ويصا واصف بالحرانية
مركز رمسيس ويصا واصف بالحرانية

بأنامل مصرية تخرج لوحات فنية يتم تصديرها للعديد من الدول في مختلف أنحاء العالم، وبعض هؤلاء الأبطال هم أهالي قرية الحرانية التي تبعد بضعة كيلومترات عن الأهرامات الثلاثة التاريخية بالجيزة، والذبن يعملون في صناعة السجاد اليدوي داخل مركز رمسيس ويصا واصف للفنون.

"الإبداع يسعد صاحبه ويجلب السرور لمن يراه".. بهذه الكلمات يُلخّص المهندس إكرام نصحي، مدير المركز وزوج ابنة المهندس رمسيس ويصا واصف، فلسفة المركز، ويضيف أن الحكاية بدأت بفكرة صغيرة تحولت إلى مشروع أشبه بمتحف أثري، تتناغم فيه عناصر الطبيعة لتُشكل لوحة فنية تبهر الزوار بجمالها.

رمسيس ويصا واصف، المهندس المعماري ورئيس قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة حتى عام 1970، كان يؤمن بأن لكل إنسان طاقة إبداعية كامنة، فقرر أن يُجري تجربة فنية على مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و11 سنة من قرية يغلب على أهلها العمل بالزراعة، لضمان عدم تأثرهم بعوامل بيئية أخرى، فاختار رمسيس حرفة النسيج لصعوبتها، مما يُمثل تحديًا لعقلية الطفل، ولأنها تُنفّذ ببطء ودون خطة أو رسمة مسبقة، معتمدًا على خيالهم.

أُعجب رمسيس بقرية الحرانية، التي وجدها مناسبة لتنفيذ فكرته، وفي عام 1951، اشترى نصف فدان بالقرية، حيث نشأت علاقة قوية بينه وبين الأطفال، وبدأ بتجهيز قطعة الأرض لتكون مقرًا لفكرته التي أصبحت مركز رمسيس ويصا واصف للفنون، وانطلقت التجربة بمجموعة من الأطفال الذين صاروا الجيل الأول من صُنّاع السجاد اليدوي، ولم يكن هناك معايير محددة لاختيار الأطفال الذين يعملون بالمهنة، وبالفعل بدأت التجربة بهؤلاء المجموعة وهم الجيل الأول من الصناع.

حرص رمسيس على استخدام تقنيات فرعونية قديمة لصباغة الخيوط، حيث قام بزراعة النباتات المستخدمة في الصباغة منذ عام 1957، ولا تزال ابنته سوزان تعمل مع النسّاجين على صباغة الصوف المستخدم طوال العام.

وتتميز السجادات بقصصها المختلفة المستوحاة من خيال النسّاجين، تقول إحدى النسّاجات: "سجادتي عبارة عن نباتات وشجر وبط، وأحلى سجادة عملتها عن مدرسة رمسيس ويصا واصف"، وتضيف أخرى تدعى أم إيمان: "عُمري ما سافرت إيطاليا، لكن تخيلت شكل الأفراح هناك، فرسمت الفساتين الملكية والسيدات بالكعب العالي، مع الأضواء وسفرة الطعام، والبنت الصغيرة وهي ماسكة الشموع والورد بيحاوط البيت والشجر الجازولين في كل مكان.

وتابعت أم أحمد، التي تعمل في هدوء تام على تجهيز فكرتها الجديدة عن الفصول الأربعة: "كل سجادة أعملها مختلفة عن سابقتها؛ اخترت الزهور والمياه والطيور ثم الشجر الأخضر، وصولًا إلى تساقط الأشجار والسماء التي توحي بفصل الشتاء."

الحرية هي أساس حب المهنة بالنسبة لعم سامح، الذي بدأ العمل في صناعة السجاد منذ صغره، يقول: " بحس بسعادة كبيرة لما أخلص سجادة، وأكبر إنجاز في حياتي لما شاركت بأعمالي في أوروبا وأنا عندي 17 سنة، تحديدًا في روما ولندن.. ووجود لوحاتي في أحد المتاحف العالمية في 2005 هو أعظم جائزة لي".

هكذا، يبقى مركز رمسيس ويصا واصف للفنون شاهداً على قدرة الإنسان المصري على تحويل الخيال إلى واقع نابض بالإبداع.