النهار
الجمعة 1 أغسطس 2025 04:44 صـ 6 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
نقيب الإعلاميين يُعلن تشكيل اللجنة العليا لرصد الأداء الإعلامي في انتخابات مجلس الشيوخ 2025 نقابة الصحفيين: ننعي الضمير الإنساني الذي صمت على حرب التجويع بحق الشعب الفلسطيني في غزة الجيش السوداني ينجح في صد هجوم شنته ”قوات الدعم السريع” على الفاشر حماس : سلاح المقاومة حق وطني وقانوني باق طالما بقي الاحتلال دار الإفتاء المصرية تستقبل وفدًا ماليزيًا لبحث آفاق الشراكة في مجالات التدريب والإفتاء وتبادل الخبرات العلمية الصحة الفلسطينية : كل ساعة تمر تشهد وفاة مزيد من الأطفال بغزة إنفراد.. ”مهمات جديدة” بالحركة الداخلية لمديرية أمن الـقليوبية ضبط 723 كيلو لحوم مجهولة المصدر خلال حملة تموينية بمركز بيلا في كفر الشيخ برلماني يدعو المصريين للمشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ: ”صوتك أمانة ومسؤولية وطنية” 504 مقراً جاهزاً لاستقبال الناخبين في انتخابات الشيوخ بسوهاج النائب الجبلاوي بعد فيديو المشادة مع لجنة رئاسة الوزراء بقنا: السيارة ليست معاقين والواقعة قديمة من عام ونصف محافظ البحيرة تقود حملة رقابية بإيتاي البارود وكوم حمادة لضبط الأسعار والتأكد من جودة السلع

ثقافة

دفتر أحوال عيد الفطر.. العيد في المستشفيات على سرير المرض

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بينما تعمّ أجواء الفرح والاحتفالات البيوت والشوارع، هناك من يقضون العيد على أسرة المرض في المستشفيات، تحيط بهم الأجهزة الطبية بدلاً من الأهل، ويرافقهم الألم بدلاً من أصوات التهاني والضحكات. ورغم كل هذا، فإن بعضهم يحاول التمسك بروح العيد ولو بأبسط الطرق، بينما يجد البعض الآخر في زيارات الأحبة لمسة أمل تخفف من معاناتهم.

يأتي العيد ليذكر المرضى بما يفتقدونه في حياتهم خارج المستشفى، حيث لا صوت للأطفال يلعبون، ولا تجمعات عائلية حول مائدة الإفطار، بل جدران بيضاء، وأطباء وممرضون يحاولون التخفيف عنهم بقدر استطاعتهم.

يقول أحمد، 35 عامًا، مريض في أحد المستشفيات:

“كنت أتمنى أن أقضي العيد مع عائلتي، أن أستيقظ على صوت أطفالي وهم يركضون إليّ ليقولوا لي كل عام وأنت بخير. لكني هنا، بين الفحوصات والعلاجات، أحاول أن أكون صبورًا. العيد هنا ليس كأي عيد آخر، لكنه يبقى يومًا نحاول أن نعيشه بأمل.”

أما الحاجة أم خالد، 70 عامًا، مريضة بالسكري، فتقول:

“أشعر بالحزن لأنني بعيدة عن أولادي وأحفادي في هذا اليوم، لكنني ممتنة لأن الممرضات هنا يعاملنني بحب ويزينّ الغرفة ببعض الورود. ربما لا أستطيع تناول حلويات العيد، لكن دفء الزيارات يعوضني عن ذلك.”

مستشفى

كيف يحاول المرضى الاحتفال بالعيد رغم الألم؟

رغم صعوبة الأوضاع الصحية، يحاول بعض المرضى الاحتفال بالعيد بطرق بسيطة، مثل توزيع الحلوى على الطاقم الطبي، أو إجراء مكالمات فيديو مع عائلاتهم، أو حتى تبادل التهاني مع المرضى الآخرين في الغرف المجاورة.

يقول عبدالله، 22 عامًا، الذي تعرض لحادث سير:

“كنت أتوقع أن أقضي العيد مع أصدقائي في نزهة، لكنني الآن على السرير أتعافى من جراحة. حاولت والدتي أن تجعل العيد أكثر بهجة لي، فأحضرت لي ثيابًا جديدة وسمحت لي بالخروج إلى ساحة المستشفى لبعض الوقت. هذا العيد مختلف لكنه يعلمني الصبر.”

مستشفى

دور الطواقم الطبية: أبطال يخففون ألم الغياب

لا يقتصر العمل في المستشفى على تقديم العلاج فقط، بل يحاول الأطباء والممرضون إدخال السرور إلى قلوب المرضى، خاصة في العيد. بعض المستشفيات تزين الأقسام، وتوزع الهدايا الصغيرة، وتنظم زيارات تطوعية للأطفال المرضى.

تقول الممرضة سمية، التي تعمل في قسم الأطفال بأحد المستشفيات:

“نعلم أن العيد بالنسبة للأطفال يعني فرحًا وألعابًا، لذلك نحاول قدر الإمكان أن نعوضهم عن ذلك. نحضر لهم البالونات، ونرتدي ملابس ملونة، ونساعدهم على الشعور بأنهم ليسوا وحدهم.”

لقاء الأحبّة عيد

أكثر ما ينتظره المرضى في العيد هو زيارة عائلاتهم وأصدقائهم، فالوقت الذي يقضونه معهم هو العيد الحقيقي. بعض العائلات تحضر الهدايا والأطعمة المفضلة لمرضاهم، وأخرى تكتفي بكلمات الدعم والدعوات الصادقة، لكن في الحالتين، تبقى الزيارة أغلى هدية يمكن أن يحصل عليها المريض.

يقول حسن، والد طفل مصاب بالسرطان:

“ابني ذو الخمس سنوات كان ينتظر العيد ليحصل على هديته ويلعب مع أصدقائه. حاولنا أن نحضر له العيد إلى غرفته، جلبنا له لعبته المفضلة، وارتدى ملابس جديدة. ابتسم عندما رآنا، وقال إنه سعيد رغم كل شيء. تلك اللحظة جعلتني أدرك أن الفرح ليس بالمكان، بل بمن نحب.”

مستشفى

العيد في المستشفى.. فرحة مؤجلة وأمل في الغد

يمر العيد ثقيلًا على من يقضونه في المستشفى، لكنه أيضًا يحمل معهم أملًا بأن العيد القادم سيكون أجمل، وأن صحتهم ستتحسن ليحتفلوا مع أحبائهم كما اعتادوا. وبين زيارات العائلة، وابتسامات الأطباء، وتضحيات الطواقم الطبية، يبقى العيد حاضرًا، ولو بروحه المختلفة.

للمرضى عيد، لكنه عيد مؤجل حتى يأتي الشفاء، وحتى ذلك الحين، تبقى القلوب مليئة بالأمل، والابتسامات قادرة على صناعة الفرح حتى في أصعب الظروف.

موضوعات متعلقة