الخميس 16 مايو 2024 11:24 مـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

هل يتوسع الصراع بين روسيا وامريكا الي ناجورنو كارباخ في القوقاز ؟

رئيس جمهورية ازربيجان الهام علييف
رئيس جمهورية ازربيجان الهام علييف

- خبراء : ارمينيا ارتمت في احضان الناتو والغرب وهي سبب تأجج الصراع

منذ عام 1508 ميلادية خضعت منطقة القوقاز وبحر قزوين والقرم والمناطق المتشاطئة علي البحر الاسود تحت السيادة الثمانية الخالصة لدرجة ان السلطانة حفصة ام السلطان سليمان القانوني تنحدر من منطقة القرم وظلت تحت السيادة الثمانية الي بداية القرن التاسع عشر وتحديدا في عام 1810 استولت عليها الامبراطورية الروسية الكبري وظلت اكثر من مائة عام الي ان استقلت عن الامبراطورية الروسية وهنا ظهرت دول مستقلة ازربيجان وارمينيا وبينهما اقليم ناجورنو كارباخ الذي يشكل 20% من مساحة ازربيجان وتسكنه اغلبية ارمينية وتجددت الاشتباكات بين الجانبين الاذري والارميني 1988 وفي عام 1993 وفي عام 2020 استولي الارمن بالكامل علي الاقليم و7 محافظات اخري من ازربيجان وجاء الحسم الاذري من جديد من اقل من اسابيع قليلة بعودة كارباخ الي ازربيجان بالكامل وهنا السؤال هل امتد الصراع بين امريكا وروسيا الي منطقة وساحة جديدة من الصراع الي جنوب القوقاز .

يقول الدكتور مسلم شعيتو مدير المركز الروسي العربي للدراسات الاستراتيجية ان الدولتين الجارتين القوقازيتين ارمينيا وازربيجان اللتان استقلتا عن الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991 وللأسف بينهما في الوسط منطقة ناجورنو كارباخ وهي اقليم تعادل مساحته خمس مساحة ازربيجان الحالية ويقطنه الارمن وهؤلاء الارمن ولائهم الوحيد لدولة ارمينيا ويتحدثون لغتها ويدينون بديانتها المسيحية وهم من يتهمون الاتراك العثمانيين بارتكاب مذابح الارمن الشهيرة عندما حاولوا الاستقلال عنها في مطلع عشرينيات القرن الماضي العشرين .

واضاف شعيتو ان ارمينيا كانت حلف جيد لروسيا وضمن مجموعة دول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق الان انها في اعقاب انطلاق العملية الروسية في اوكرانيا اخذت منحي مغاير عن التوجه الروسي بالتقارب مع الغرب والتوجه مع ملدوفا وجورجيا بنظات الاعجاب والرضا لحلف الناتو والاتحاد الاوربي علي الرغم من ان ارمينيا وجورجيا حققت ارباحا اقتصادية هائلة جراء العقوبات الغربية التي فرضت علي روسيا في اعقاب عملية اوكرانيا الان حالة التقارب الارميني مع الغرب ادي البي غضب موسكو وهو ما انتهي الي ميل روسيا وتركيا اكثر الي جانب ازربيجان والتي نجحت من خلال عوائدها النفطية الكبيرة من ان تسلحقواتها بمعدات عسكرية غاية الحداقة في خلال 6 سنوات فقط بما يفوق 34 مليار دولار اي اكثر من التسليح الارميني 6 مرات وهو ما مكنها في عملية خاطفة من اعادة الاستيلاء غلي ناجورنو كارباخ .

واعتبر شعيتو ان اعلان الرئيس الاذري الهام علييف بأننا اليوم اقرب من اي وقت مضي من ابرام معاهدة سلام مع ارمينيا خاصة بعد عودة الاقليم الناجوني الي احضان الوطن واننا سنعفو عن المقاتلين الارمن بعد تسليمهم السلاح الا من ارتكبو جرائم حرب في السنوات الماضية واعلان الرئيس علييف لا يرضي امريكا وفرنسا والغرب والموقف الفرنسي معروف جدا وهو منطلق من ان الجالية الارمينية كبيرة في فرنسا وتؤثر بقوة في المعادلة الانتخابية في باريس وامريكا تعتبر التقارب الارميني مع لناتو والغرب هو الاساس والمهم لها في دخولها الي الحديقة الخلفية لروسيا الاتحادية .

ويتسأل الدكتور شعيتو هل تغلب الولايات المتحدة والناتو لغة العقل وتحاول وتساند الدعوات المحبة للسلام وحتمية اقرار السلام في جنوب القوقاز وكفا هذه الشعوب ويلات الحروب ام ان للادارة الامريكية رأيا اخر في اشعال او استمرار اشتعال الحرب في ساحة جديدة في جنوب القوقاز بجوار برميل البارود المتفجر في اوكرانيا وعلي شواطيء البحر الاسود الايام القادمة ستجيب عن التوجة الامريكي الجديد .