الإثنين 6 مايو 2024 09:25 مـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

فى ذكرى مولدها.. ما سر أزمة وردة الجزائرية مع نظام الرئيس جمال عبدالناصر؟

وردة الجزائرية
وردة الجزائرية

يصادف اليوم السبت 22 يوليو ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة الراحلة وردة الجزائرية أحد أشهر نجوم الفن والغناء في العالم العربي، وتعتبر واحدة من أهم فناني الزمن الجميل، حيث قدمت عشرات الأغنيات التي تظل عالقة في وجدان المستعمين حتى الأن .

وفي هذا التقرير تستعرض(النهار) معلومات قد لا يعرفها الجمهور خلال مسيرتها الفنية والحياتية:

نشأتها

ولدت وردة 22 يوليو1939واسمها الحقيقي وردة فتوكي ولدت في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت لها طفلان هما رياض ووداد.

مسيرتها

مارست الغناء في فرنسا وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، وعادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها.

كان يشرف على تعليمها المغني الراحل التونسي الصادق ثريا في نادي والدها في فرنسا، ثم بعد فترة أصبح لها فقرة خاصة في نادي والدها. كانت تؤدي خلال هذه الفترة أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ولـ عبد الحليم حافظ، ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريّا. وهي خالة الفنانة إنجي شرف.

بدايتها في مصر

قدمت لمصر عام 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية «ألمظ وعبده الحامولي» ليصبح فاتحة إقامتها المؤقتة بالقاهرة. طلب رئيس مصر الأسبق جمال عبد الناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت «الوطن الأكبر».

أزمتها مع نظام عبد الناصر

في مطلع الستينات وأيام الوحدة بين مصر وسوريا كان المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية وقتها عائد لدمشق بعد رحلة إلى مصيف بلودان وفي الطريق، كانت وردة الجزائرية في طريقها إلى دمشق ولكن سيارتها تعطلت فأمر المشير بتوصيل السيدة الي المكان الذي تريده. كانت وردة الجزائرية حينئذ غير معروفة في مصر ولكنها عرفت بنفسها أثناء الحديث وألحت أن تنقل للمشير رغبتها في مقابلته لتقدم له الشكر. حضرت وردة الجزائرية بالفعل إلى استراحة المشير عبد الحكيم عامر في منطقة أبو رمانة بدمشق. كان اللقاء في وضح النهار ولم يكن المشير وحده وإنما كان معه في الاستراحة أنور السادات واللواء أحمد علوي وعبد الحميد السراج.

وصل تقرير سري لهذه المقابلة إلى مكتب الرئيس عبد الناصر وانتشرت الإشاعات وقتها بوجود علاقة بين وردة وبين المشير. وزادت حدة الشائعات لأن وردة ذاتها انتهزت فرصة لقائها بالمشير عامر وحاولت استغلالها لصالحها بعد مجيئها للقاهرة وبدأت توهم المحيطين بها بأنها على علاقة بالمشير وأنها تتصل به هاتفيا. كانت وردة في بداية مشوارها الفني بالقاهرة وراحت تستخدم أسلوب الترغيب والترهيب حتى يتقرب منها أهل الفن فربما يتعرفون على المشير وينالون رضاه من خلالها وأن تخيف كل من يعترض طريقها بعلاقتها المزعومة بالمشير.

أدى هذا إلى قيام أجهزة المخابرات بالتحقيق حول هذه الشائعة ومصدرها حتى اتضح أن وردة وراءها. مما أدى إلى صدور قرار بإبعادها خارج البلاد ومنعها من دخول مصر. ولم ترجع إلى مصر إلا في مطلع السبعينيات خلال حكم الرئيس السادات.

الاعتزال والعودة

اعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري. فعادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979

كان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية (أوقاتي بتحلو) التي أطلقتها في عام 1979 م في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي. كانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت. لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة.

أعمالها الغنائية

حققت وردة نجاح كبير يليق بموهبتها وغنت لكبار الشعراء وتعاملت مع كبار الملحنين منهم: فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وعمار الشريعي ومحمد القصبجي ومحمد الموجي وسيد مكاوي وبليغ حمدي وكمال الطويل ومؤخرا صلاح الشرنوبي وحلمي بكر، وقدمت مع توأمها الفني بليغ حمدي أجمل أغانيها أبرزها "خليك هنا، العيون السود، حكايتي مع الزمان، والله يا مصر زمان، وحشتوني، اسمعوني، اشتروني" والأغنية الوطنية "حلوة بلادي السمرا".

الأفلام والمسلسلات

شاركت وردة في 6 أفلام:

  • 1962: ألمظ وعبده الحامولي
  • 1963: أميرة العرب
  • 1973: صوت الحب
  • 1974: حكايتي مع الزمان
  • 1977: آه يا ليل يازمن
  • 1994: ليه يا دنيا

قدمت مسلسل “أوراق الورد” مع عمر الحريري، وشاركت بمسلسل “الوادي الكبير“، ومسلسل “آن الأوان” من تأليف يوسف معاطي وإخراج أحمد صقر.

حياتها الأسرية

تزوجت وردة مرتين، الأولى من جمال القصيري وكان يشغل منصب وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري ونشأت بينهما قصة حب عندما شاهدها في القاهرة وتزوجا في 1963، وأنجبت منه "رياض وابنتها وداد" ودبت الخلافات بينهما بعد أن اختارت الفن بينما كان "القصيري" قد اشترط عليها أن تهتم بحياتها الأسرية وانتهت الزيجة بعد 10 سنوات، والمرة الثانية كانت من بليغ حمدي بعد قصة حب كانت حديث الوطن العربي ولكن لم يكتب لها الاستمرار سوى 6 سنوات وقبل وفاته ختم معها بليغ حياته بأغنية "بودعك".

وفاتها

توفيت في منزلها في القاهرة في 17 مايو 2012 إثر ازمة قلبية ودفنت في الجزائر ووصلت في طائرة عسكرية بطلب من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وكان في استقبالها العديد من الشخصيات السياسية والفنية ليتم دفنها في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة، تاركة إرثًا فنيًا كبيرًا و إرث غنائي وفني شاهد على موهبتها، ومدرسة يتعلم منها الكثيرون ولا تزال شهرتها ذائعة حتى الآن في مصر والعالم العربي كله، وبقي صوتها يعيش في قلب ووجدان محبيها.