الجمعة 10 مايو 2024 12:38 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
أتالانتا يتأهل إلى نهائي الدوري الأوروبي بعد فوزه على مارسيليا بايرن ليفركوزن يحجز مقعدًا في نهائي الدوري الأوربي على حساب روما الإيطالي مصرع صغير في حادث إنقلاب دراجة بخارية ببورسعيد البرلمان العربي يشارك في ندوة أممية افتراضيا لمناقشة ”ميثاق الاتحاد لأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا” شرشر يهنئ الأستاذ مجدى الفيشاوى والأستاذ سامي أبو غزالة بزفاف المهندس مصطفى والدكتورة شروق تعليم القاهرة تتابع مرور مسؤولين الاداره بلجان الامتحانات بمدارس إدارة البساتين جامعه الزقازيق تنظم دورة تدريبية عن الإسعافات الأولية لفريق الجوالة ‎البحرين أفضل وجهة لحفلات الزفاف في الشرق الأوسط لعام 2024 الشوط الأول .. أتالانتا يتقدم على مارسيليا بهدف دون رد هدى يسي : اتحاد المستثمرات العرب يطبق تكامل القوى الاقتصادية من خلال انضمام كبار الشخصيات أصحاب القرار... اختتام اجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الإدارية بحضور وزاري عربي رفيع المستوى الهيئة السعودية للسياحة توقع مع ”نون” مذكرة تفاهم لترويج الفعاليات السياحية بالمملكة

حوادث

بعد إحالتها للجنايات.. هل تفلت قاتلة طفلها بفاقوس من ”طبلية عشماوي”؟

أرشيفية
أرشيفية

واقعة مؤسفة دارت أحداثها داخل منزل بفاقوس في الشرقية، بعدما أقدمت سيدة على إزهاق روح طفلها بفأس ثم قطعته لأشلاء استعدادًا لدفنه، بسبب خلافات بينها وبين طليقها.

الواقعة التي انكشف عنها الستار قبل أن تتخلص السيدة من أشلاء طفلها، بعدما فوجئ أحد جيرانها بانبعاث رائحة كريهة من منزلها، ثم يصعق بمشهد أشلاء الصغير المقطعة وسط بركة دماء.

خلال 33 يومًا، أصدرت النيابة العامة قرارها بإحالة المتهمة إلى محكمة الجنايات المختصة، بعد ثبوت سلامة قواها العقلية والنفسية، وخلو جسدها من أية مواد مخدرة، ولكن مازال البعض يتساءل عن مدى إمكانية أن تفلت المتهمة من "طبلية عشماوي".

وفي هذا الصدد، يقول أحمد رفعت المحامي، إن الواقعة لم يشهدها المجتمع المصري من قبل، موضحًا أن المفر الوحيد للمتهمة من حبل المشنقة هو أن يثبت محاميها أنها تعاني من مرض تسبب في إصابتها بحالة نفسية مما جعلها تتخلص طفلها بتلك الصورة المروعة.

ويتابع المحامي، أن في تلك الحالة يتم إيداع المتهمة إحدى المستشفيات النفسية والعقلية، مشيرًا إلى أن في حالة ثبوت أن قواها العقلية سليمة وارتكبت جرمها وهي بكامل قواها العقلية، فيحق للمحكمة معاقبتها على خلفية اتهامها بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

وأمرَ النائبُ العامُّ بإحالةِ المتهمةِ قاتلةِ ولدِها بفاقوسَ إلى محكمةِ الجناياتِ، بعدَ ثُبوتِ خُلّوِها من أيِّ اضطرابٍ نفسيٍّ أو عقليٍّ، واجتماعِ الأدلةِ على ارتكابِها الواقعةَ.

وقُدِّمَتِ المتهمةُ/ هناء محمد حسن إلى الجناياتِ لمعاقبتِهَا عمَّا أُسندَ إليها من ارتكابِها جنايةَ قتْلِ ولدِها الطفلَ البالغَ مِن العُمر خمسَ سنواتٍ عمدًا مع سبقِ الإصرارِ، بعدَ أنِ انتهتِ التحقيقاتُ إلى عزمِها على قتلِهِ خوفًا مِن أنْ يُبعدَهُ عنها مطلِّقُها، مدفوعةً برغبتِها الدائمةِ في الِاستئثارِ به، وتشبثِها المستمرِّ بحجبِهِ عن الناسِ، إذ أعدتْ لقتلِهِ عصَا فأسٍ كانتْ بمسكنِهَا، وغلَّقتْ نوافذَهُ، وانفردتْ به مستغلةً اطمئنانَهُ إليها، وسكونَهُ في وُجودِها، فغافلتْهُ وانهالتْ على رأسِهِ بضرباتٍ ثلاثٍ فقتلتْهُ، ثم في سبيلِ محاولتِها إخفاءَ آثارِ جريمتِها قطَّعتْ جثمانَهُ لأشلاءٍ لإخفائِهِ، وأُلقِيَ القبضُ عليها قبْلَ أن تدفنَها.

وكانتِ النيابةُ العامةُ حريصةً منذُ بدءِ التحقيقاتِ على تحرِّي حقيقةِ بواعثِ المتهمةِ لقتْلِ ولدِها والتمثيلِ بجثمانِهِ على نحوٍ غيرِ مسبوقٍ لم يشهدْهُ المجتمعُ المصريُّ من قبلُ، وكذا حرصَتْ على تحرِّي ما أُثيرَ منذُ بدءِ التحقيقاتِ حولَ سلامةِ قُواهَا العقليةِ، وشبهةِ اضطرابِها نفسيًّا كسبَبٍ لارتكابِ الجريمةِ، فانتهتْ بعدَ اتخاذِهَا العديدَ مِن إجراءاتِ التحقيقِ الدقيقةِ والمتواترةِ إلى ارتكابِها الواقعةَ عن وعيٍ وإدراكٍ سليميْنِ مولعةً برغبةِ الِاستحواذِ عليه، ومنعِ مطلِّقِها وذويهِ منْ الِاختلاطِ به، أو ملاحقتِهَا بحقِّ رُؤيتِهِ.

حيثُ لم تعتمدِ النيابةُ العامةُ في إقامةِ الدليلِ قِبَلَها على إقراراتِهَا التفصيليةِ بارتكابِ الجريمةِ فقط، بلِ استوثقتْ مِن صحةِ تلكَ الإقراراتِ، وصحةِ إسنادِ الِاتهامِ إليها من شهادةِ ستَّةَ عشَرَ شاهدًا، وما تبينتْهُ خلالَ معاينةِ مسرحِ الجريمةِ، وما عثرَتْ عليه فيهِ من بقايَا جثمانِ القتيلِ وأدواتِ الجريمةِ وآثارِها، وما ثبَتَ بتقاريرِ مصلحةِ الطبِّ الشرعيِّ التي أكَّدَتْ نسبةَ الأشلاءِ إلى القاتلةِ وراثيًّا، ونسبةَ الدماءِ المعثورِ عليها على ملابسِهَا للقتيلِ، كما أثبتتْ جوازَ حدوثِ الواقعةِ على نحوِ ما اعترفتْ به المتهمةُ، وباستخدامِ الأدواتِ التي ضُبطتْ، وكذا أثبتَتَ التقاريرَ عدمَ تعاطِيهَا أيَّ موادَّ مُخدِّرةٍ، وخُلوَّ الأدويةِ المضبوطةِ بمسكنِها ممَّا يُؤثرُ على الصحةِ النفسيةِ أو العصبيةِ.

وكان ما قطعَ بسلامةِ المتهمة عقليًّا ونفسيًّا وبمسئوليتِها عنِ ارتكابِ الجريمةِ ما ثبَتَ بالتقريرِ الصادرِ عن إدارةِ الطبِّ النفسيِّ الشرعيِّ للمجلسِ الإقليميِّ للصحةِ النفسيَّةِ من أنها لا تُعاني لا في وقتِ الفحصِ، ولا وقتِ ارتكابِ الجريمةِ من أيِّ اضطرابٍ نفسيٍّ أو عقليٍّ يُفقدُها أو يَنقصُها الإدراكَ والِاختيارَ، ومعرفةَ الخطأِ من الصوابِ، والتمييزَ والحكمَ السليمَ على الأمورِ، ممَّا يجعلُها مسئولةً مسئوليةً كاملةً عن الجريمةِ التي ارتكبتْهَا.

هذا، وتُشيدُ النيابةُ العامةُ بالتزامِ المؤسساتِ الإعلاميةِ المنضبطةِ بموقفِهَا مِن تلك القضيةِ خلالَ تحقيقاتِهَا من تحرِّي الحقيقةِ في تقاريرِها حولَهَا بالإحالةِ إلى نتائجِ التحقيقاتِ، وما تعلنُهُ النيابةُ العامةُ منْهَا، وعدمِ الِانجرافِ نحوَ مواقفَ أخرَى صدرَتْ مِن فئةٍ قليلةٍ حاولتِ استغلالَ بشاعةِ الجريمةِ وندرةِ وقوعِها لتكثيرِ سَوادِ المشاهدينَ والمتابعينَ تحقيقًا لمآربَ وأهدافٍ مُحددةٍ بعيدةٍ كلَّ البعدِ عن الحرصِ على المصلحةِ العامةِ والأمنِ الِاجتماعيِّ، مُؤكدةً اتخاذَهَا ضدَّ بعضَهِم الإجراءاتِ القانونيةَ لما شكّلتْ أفعالُهُم من جرائمَ مُعاقبٍ عليها.