صحيفة إيرانية: الإخوان المسلمين في مأزق تاريخى كبير

ذكرت صحيفة جمهورى إسلامى أن الإخوان يمتلكون الآن أغلب مراكز السلطة فى المشهد السياسى المصرى، وقد تنبئوا أنهم سينتصرون فى استفتاء الدستور بدون مشاكل، إلا أن ردود أفعال المعارضة الواسعة أربكت برنامجهم.وأضافت الصحيفة، المنتمية للتيار المحافظ فى إيران، أن قرار الرئيس محمد مرسى السريع وغير الموزون وتراجعه بعد ذلك جعل مصر تدخل مرحلة جديدة، وهذا أضر بكرامة مرسى وحزب الإخوان المسلمين، والآن أصبحت فكرة هل الإخوان وريث مناسب لثورة الشعب المصرى؟ قوية لدى الرأى العام.وقالت الصحيفة، أن اليوم الإخوان ابتعدوا كثيراً عن فكر حسن البنا، واليوم نرى سياسة للإخوان تشير إلى أن مسئولى هذا الحزب يسعون للاستيلاء على السلطة، وسلوكه الملىء بالتناقض يقوى تلك الفكرة.وأشارت الصحيفة إلى تكريم مرسى لحفيدة السادات، حيث قالت إنه سلوك متناقض ومثير للتساؤلات، وكذلك تأكيد العديد من المسئولين على الالتزام بمعاهدة كامب ديفيد دون إعطاء الرأى العام مجالا لإبداء الرأى فى تلك المعاهدة، وتساءلت الصحيفة قائلة، إن مرسى ومسئوليه اتجهوا لاستفتاء من أجل لتوسيع سلطته، فلماذا لم يستفت الشعب على معاهدة كامب ديفيد أو العلاقات مع إسرائيل؟.وقالت الصحيفة، رغم أن حزب الإخوان لم يجد حتى الآن المجال لسوق سياساته الأصولية وتحقيق مطالب وآراء الشعب المصرى إلا القرار الأخير لمرسى الذى حاول فيه أن يوسع من سلطته لخلق ديكتاتور جديد فى مصر لا يمكن تبريره، ووصفتها بحركة غير متزنة جعلت جماعات كالفلول والجماعات المناهضة للثورة تظهر من جديد.وقالت ليس هذا فحسب، بل سياسات الإخوان المثيرة للجدل كانت منذ الأيام الأولى للثورة، فالإخوان لم يشاركوا فى المظاهرات بل اعتبروها حركة غير لائقة، ورغم ذلك لا يمكن غض الطرف عن أن الإخوان فى مصر هم أهم تشكيل سياسى، لذلك يمتلك هذا الحزب رسالة ثقيلة لتحقيق أهداف الثورة المصرية، والآن هذه الجماعة أمام اختبار تاريخى، ربما يكون اختبارا مصيريا فى تاريخ تيار الإسلام السياسى، ولو أرادوا أن يخرجوا من هذا الاختبار برأس مرفوعة يجب أن ينتبهوا إلى الأهداف الأصولية ومطالب الشعب المصرى التى رفعها فى الثورة، وقالت إن إعادة النظر فى معاهدة كامب ديفيد واتخاذ حلول عملية لمساعدة الشعب الفلسطينى، وإتخاذ سياسة معقولة أمام سوريا والبعد عن السعى لاحتكار السلطة ستضع جماعة الإخوان موضع جماعة سياسية إسلامية وثورية.