النهار
الأربعاء 17 ديسمبر 2025 04:13 مـ 26 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
عاجل.. جولة حاسمة لنائب وزير الصحة بالجيزة.. مخالفات جسيمة بالحوامدية تُطيح بالإدارة وإشادة بأداء البدرشين على رأسهم رمضان صبحي.. نجوم منتخب مصر خلف القضبان ملفات ساخنة في «ميركاتو» الأهلي بـ يناير كريم هلال: تعزيز دور القطاع الخاص الطريق لنمو اقتصادي متوازن في مصر الفيفا يخصص جزء من عائدات مونديال 2026 لغزة و50 مليون دولار للفائز بالبطولة محمد نجم: عدالة المنافسة بين القطاعين العام والخاص مطلوبة عماد الدين عدلي رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة في حوار خاص لـ ”النهار”: للمتوسط أهمية استراتيجية وبيئية فريدة ومواجهة تحدياته تعتمد على... باسل رشدي: مجال التكنولوجيا شهد أبرز الشراكات الناجحة بين القطاعين العام والخاص مفتي الجمهورية يؤكد:التنوع الديني والثقافي حقيقةٌ كونيةٌ ينبغي إدارتها بالحوار وصونها بالعدل وتحويلها إلى مصدر ثراء إنساني لا سببًا للصراع والانقسام طفرة تشخيصية غير مسبوقة.. معهد ناصر يعلن تشغيل أحدث جهاز رنين مغناطيسي (3 تسلا) الأول بوزارة الصحة وكيل الأزهر ومفتي الجمهورية ورئيسة ”القومي لذوي الإعاقة” يفتتحون معرضًا للأعمال الفنيَّة للأشخاص ذوي الإعاقة على هامش احتفاليَّة الأزهر مكتبة الإسكندرية تشارك في افتتاح الدورة العاشرة لملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي

تقارير ومتابعات

مصر تفتح ذراعيها مرحبة بالاشقاء

مصر استقبلت عشرات الالوف من الفارين من السودان وتحاول وقف دائم للنار وتساعد الجميع علي ارض السودان

الصورة للأشقاء في معبر قسطل البري
الصورة للأشقاء في معبر قسطل البري

كعادة الدولة المصرية منذ الاذل منفتحة علي الجميع وهي الملاذ الاول والاخير للأشقاء والجيران منذ فجر التاريخ وستظل شعوب القارة تتطلع إلينا، نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة، والذين نعتبر صلتها بالعالم الخارجى كله كان ذلك ما قاله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حول مكانة مصر فى بلدان القارة السمراء، لاسيما امتدادها الجنوبي نحو السودان الشقيق، لتصبح مصر القلب النابض لأفريقيا، والسودان هو باقى الجسد الأفريقى، ومن هنا وفى ضوء إدراك الدولة المصرية الواسع لأهمية الامتداد السودانى لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومى المتعددة، ساندت القاهرة ولاتزال البلد الشقيق فى أزمته الأخيرة.

ومنذ الوهلة الأولى فى الأزمة السودانية التى اندلعت منتصف شهر أبريل الماضى، وعقب اندلاع الاشتباكات بين شركاء الوطن "الجيش السوداني وقوات الدعم السر"، لم تتخلى مصر عن أشقاءها، بل فتحت أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب، وما خلفه من مشاهد دمار وترويع، وفى الأيام الأولى من اندلاع الاشتباكات تجاوز عدد النازحين السودانيين أكثر من 14 ألف عبر المعابر البرية الجنوبية بين مصر والسودان وعلى رأسها معبر قسطل وارقين، وفقا للخارجية المصرية، ونحو 16 ألف من الجنسيات الأخرى.
ومع دخول الأزمة السودانية يومها الـ 19، واستمرار الاقتتال الدائر، لم يجد الأشقاء السودانيين أمامهم سوى بلدهم الثانى مصر، والذى وجدوه كسابق عهده، فاتح ذراعيه للجميع، ليس ذلك فحسب، فقد أقامت جمعية الهلال الأحمر المصري مركزا إغاثيا إنسانيا في معبر أرقين لتقديم الخدمات الانسانية والاغاثية للنازحين، و التي شملت خدمات الدعم النفسي والأدوية والوجبات الغذائية الخفيفة ووسائل الاتصال التليفونية والشبكية للعابرين من المعبر، كما أجلت مصر 436 مواطنا من السودان برا بالتنسيق مع السلطات السودانية بحسب وزارة الخارجية.

وبخلاف ذلك ساعدت العديد من البلدان لإجلاء رعاياها، وبحسب بيان الخارجية المصرية أنه تم اجلاء أكثر من 16 ألف مواطن من غير المصريين إلى داخل مصر حتى اليوم 27 أبريل الماضى، كما قدمت سفارات بعض البلدان رسميا الشكر لمصر على مساهمتها فى إعادة مواطنيها كان فى مقدمتها السفارة الألمانية والصينية وجنوب أفريقيا وباكستان.
ولأن السودان هو باقى الجسد الأفريقى-كما ذكر سالفا- الذى "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، فإن استقراره واستقرار المحيط الأفريقى لمصر يعد أحد أهم مرتكزات الأمن القومى المصرى، فإن الدول المصرية التى بذلت الكثير نم الجهود لاحتواء الأزمة والحيلولة دون الدخول فى نفق الحرب الأهلية المظلم، كانت ولاتزال تساند الدولة السودانية، على نحو ما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق، خلال اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

ليس ذلك فحسب، بل ترجمت مصر استراتيجيتها على أرض الواقع، والتى تقوم على عدم التدخل فى شئون السودان والانحياز لأى طرف على حساب الطرف الاخر، وذلك من خلال تواصل المسئولين المصريين مع طرفى الأزمة، فقد أجري وزير الخارجية سامح شكر، اتصالات هاتفية مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، أعرب مع الجانبين على قلق مصر البالغ نتيجة استمرار المواجهات العسكرية، وما أسفرت عنه من وقوع ضحايا أبرياء، وتعريض أمن واستقرار السودان لمخاطر بالغة، مناشدًا بالوقف الفوري لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا بحسب متحدث الخارجية السفير أحمد أبو زيد.
ومنذ اندلاع أحداث ديسمبر 2018 فى السودان، أكدت مصر مراراً على احترام خيارات الشعب السوداني، فقد أظهرت مصر الدعم الكامل للحكومة السودانّية الجديدة في سعيها إلى تحقيق تطلعات الشعب السوداني.ومع استمرار الأزمة السياسية، حرصت مصر على نقل خبراتها إلى السودان فيما يخص إدارة المرحلة الانتقالية.

كما كانت مصر حاضرة في المفاوضات بين الحكومة الانتقالية السودانية والجبهة الثورية، وقد بادرت مصر باستضافة قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان في 23 أبريل 2019 بهدف رأب الصدع وحلحلة الخلافات بين كافة الأطراف السودانية بشقيه المدني والعسكري، استضافت القاهرة أيضاً في 10 أغسطس 2019 ،اجتماعا بين قوى الحرّية والتغيير والجبهة الثورّية السودانّيين، وشاركت مصر في، التوقيع على اتفاق تقاسم السلطة بين المجلس العسكري الانتقالى وممثلو المعارضة في 17 أغسطس 2019، وفى مارس 2022 نظمت الفصائل الاتحادية السودانية بالقاهرة فعاليات إعلان الوحدة الاتحادية التنسيقية.

كما شغل ملف السلام والاستقرار قلب الاهتمام المصري، وأسفر عن اتفاق بتشكيل قوات مشتركة تحت اسم "القوى الوطنية المستدامة للسلام في دارفور"، وشاركت مصر فى اغسطس 2020 كشاهد وضامن في مراسم التوقيع النهائي على "اتفاق جوبا للسلام".. ولايزال هناك الكثير من مجالات التعاون التى جمعت بين البلدين الشقيقين... ولا تزال مصر تقوم بدور الشقيقة الكبرى.

موضوعات متعلقة