الإثنين 6 مايو 2024 02:59 مـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

«ذا ناشيونال إنترست» يكشف عن خسائر أوكرانيا في الحرب وتداعياتها على أمن أوروبا والعالم

• 100 مليار دولار حجم خسائر الاقتصاد الأوكراني حتى الآن

• إطالة أمد الحرب من شأنها أن تؤثر على الاقتصاد العالمي في ظل ارتفاع معدلات التضخم

سلَّط موقع "ذا ناشيونال إنترست"، الضوء على أهمية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في أقرب وقتٍ ممكن، مُشيرًا إلى أن إطالة أمد الحرب من شأنها أن تهدد ليس فقط أمن واستقرار أوروبا، بل دول العالم أجمع.

وفي هذا الإطار، أوضح التقرير أن عدد قتلى الجيش الأوكراني أقل بكثير مما كان متوقعًا؛ حيث لقي نحو 3000 جندي أوكراني مصرعهم حتى الآن في الحرب، بما في ذلك 1000 جندي في مدينة "ماريوبول" وحدها، وهو ما من شأنه أن يشجع الدول الغربية على تقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع احتدام المعارك شرق البلاد من أجل السيطرة على إقليم "دونباس".

ويرى التقرير أن تزويد واشنطن وحلفائها في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لأوكرانيا بصواريخ "ستينجر" المضادة للطائرات (Stinger)، والطائرات بدون طيار، ومدافع "الهاوتزر(Howitzer- M777) ، من شأنه أن يجعل سلوك روسيا أكثر عدوانية خلال الفترة المقبلة، مرجحًا إمكانية أن تستخدم موسكو الأسلحة النووية أو التكتيكية من أجل الانتصار في الحرب الراهنة.

وأضاف التقرير أنه بالرغم من التفوق العسكري الأوكراني في الحرب، فإن اقتصاد البلاد قد تضرر بشدة؛ حيث بلغ حجم خسائر الاقتصاد الأوكراني حتى الآن ما يقرب من 100 مليار دولار، مُشيرًا إلى تصريحات صندوق البنك الدولي، التي توقّع فيها انكماش اقتصاد البلاد بنسبة 35% هذا العام.

وفي هذا الإطار، أوضح التقرير أن إطالة أمد الحرب من شأنها أن تؤثر على الاقتصاد العالمي، حيث أسهمت الحرب في ارتفاع تكلفة الطاقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة في مختلف دول العالم، مشيرًا إلى أن الدول النامية هي أكبر الخاسرين من هذه الحرب؛ حيث أدى انخفاض إمدادات القمح من أوكرانيا وروسيا إلى ارتفاع حاد في سعره خلال الفترة الماضية، الأمر الذي شكل تحديًا لقادة الدول النامية والفقيرة في إفريقيا وجنوب آسيا، للحفاظ على أمنهم الغذائي.

وذكر التقرير أنه يجب على الدول الغربية إقناع أوكرانيا بإنهاء حربها مع روسيا، من خلال الدخول في عملية تفاوضية مع موسكو، تتنازل فيها أوكرانيا عن إقليم "دونباس" وشبه جزيرة القرم، فضلًا عن تقديم ضمانات بشأن حيادها، موضحًا أن هذه الخطوات من شأنها أن تُسهم في تعزيز أمن واستقرار أوروبا خلال السنوات المقبلة، لا سيما وأن الحرب الراهنة قد أفقدت أوروبا الكثير من توازنها.

وختامًا، أكّد التقرير أن محادثات السلام يجب أن تركز على كيفية استعادة الاستقرار الأوروبي، وذلك من خلال بدء مفاوضات جادة بين روسيا وحلف الناتو؛ لمناقشة المخاوف الأمنية التي تشمل عمليات انتشار قوات حلف الناتو، والتدريبات العسكرية في شرق أوروبا، بما يكفل انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، وتحمل موسكو جزءًا من تكلفة إعادة إعمار البلاد.