السبت 27 أبريل 2024 12:24 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الأسلحة النووية.. لاعب جديد ينضم للحرب الروسية الأوكرانية

يقود بايدن الآن حرب إضعاف روسيا أو بالتحديد بوتين من أجل الخضوع للمفاوضات، من خلال عدة محاور اقتصادية أو إعلامية، لكن هذه المحاور جاءت بالسلب على أمريكا وأوروبا حيث لم يختار بوتين المفاوضات أو يوجه رسالة للغرب من خلال التهرب من الوساطة الدولية التي يحركها الغرب، يبدو ان روسيا اختارت المعارك، ولكن بضرب البنية التحتية المدنية وليست العسكرية فقط كما كانت في غرة الحرب، ردا على بايدن.


قال تشارلز كوبشان باحث في العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون، إن اتباع سياسة إضعاف بوتين شيء، وقول ذلك بصوت عالٍ شيء آخر، يجب أن نجد طريقة لبوتين لتحقيق حل سياسي، لذلك ربما ليس من الحكمة ذكر ذلك.

وأضاف كوبشان أن الأمر يزداد خطورة، بحاجة إلى البدء في تجاوز الرمح والصواريخ المضادة للدبابات والحديث عن نهاية سياسية، مضيفا "نحن في حاجة إلى إيجاد وسيلة ننقل بها بطريقة أو بأخرى إلى الروس بشكل تكتم أننا على استعداد لتخفيف العقوبات في سياق تسوية دولية، ويمكن أيضًا استخدام المساعدات العسكرية لأوكرانيا كوسيلة ضغط.


بعد شهر من الحرب كان زيلينسكي يطرح فكرة أوكرانيا المحايدة التي لا تنضم إلى حلف شمال الأطلسي، واقترح الاعتراف بالقوات الانفصالية في شرق أوكرانيا. لكن زيلينسكي أخبر رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل منذ ذلك الحين أنه في ضوء الفظائع الروسية، فإن الرأي العام الأوكراني يعارض المفاوضات ويفضل مواصلة الحرب.

وفي الوقت نفسه، أشارت فنلندا والسويد إلى اهتمامهما بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والخروج عن سياسة عدم الانحياز التي اتبعتها منذ فترة طويلة، وربما خلق بيئة جديدة مثيرة للقلق على طول الحدود الشمالية لروسيا، وهذا من شأنه أن يوجه ضربة مدمرة لبوتين، الذي كثيراً ما استشهد بتوسع حلف شمال الأطلسي شرقاً باعتباره سبباً للحرب لغزوه الشامل لأوكرانيا.


ولم يذكر بايدن ما هو الرد الأمريكي إذا نشر بوتين أسلحة نووية تكتيكية أو استراتيجية، علاوة على ذلك، لم يضع أي من الطرفين أي قواعد واضحة في بيئة ما بعد الحرب الباردة لنشر الأسلحة النووية، خاصة وأن اتفاقيات الأسلحة في حقبة الحرب الباردة مثل معاهدة القوات النووية متوسطة المدى قد تم وضعها على الرف وأصبحت أنظمة إيصال الأسلحة النووية جاهزة للاستخدام، أسرع وأكثر تحكمًا بالأنظمة الرقمية التلقائية، وبموجب سياسة الكرملين المعروفة باسم "التصعيد لخفض التصعيد"، التهديد باستخدام الأسلحة النووية إذا حاول الغرب منعه، أعاد بوتين إدخال الأسلحة النووية في حساباته للحرب التقليدية، فخلال العقدين اللذين قضاهما في السلطة، سمح ببناء صواريخ كروز تعمل بالطاقة النووية، وطوربيدات مسلحة نوويا عبر المحيطات، ومركبات انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت، والمزيد من الأسلحة النووية المنخفضة القوة في القارة الأوروبية.

ومع ذلك، لم يقترب بوتين قط من التهديد باستخدام هذه الأسلحة، ولم يوضح ما إذا كان سيفعل ذلك أو كيف، وحتى الأزمة الأوكرانية، لم يكن الاستراتيجيون الأمريكيون يعتبرون أن نشر هذه القوات يمثل تهديدًا حقيقيًا، يعتقد معظمهم أن بوتين سيصعد أولاً باستخدام الهجمات الإلكترونية أو غيرها من القدرات غير النووية.


ويقول العديد من الخبراء أيضًا إنهم لا يعتقدون أن الرئيس الروسي سيستفيد كثيرًا من استخدام الأسلحة النووية التكتيكية داخل أوكرانيا، ويُعتبر لاعبًا عقلانيًا بدرجة كافية لدرجة أنه لن يفكر أبدًا في إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات مسلحة نوويًا على الولايات المتحدة، لكن بوتين أشار أيضًا سابقًا إلى أنه لا يستطيع قبول فصل أوكرانيا المستقلة عن السيطرة الروسية.

وقال روبرت جالوتشي خبير في مجال الأسلحة النووية، إن التهديدات النووية الروسية هي تكتيك جديد ويجب أن تؤخذ على محمل الجد إذا أردنا التورط بشكل مباشر في صراع مع القوات الروسية في أوكرانيا أو حولها، أي في أوكرانيا أو عبرها.

في النهاية سيكون هناك نتيجة ستمتد على الأرجح إلى مأزق متقلب، لكنه قد يكون أكثر اضطرابًا وخطورة من معظم فترات الحرب الباردة وعلى الأرجح سينتهي بنا الأمر إلى نوع من المواجهة غير المستقرة طويلة الأمد التي تقسم أوكرانيا وتقسم أوروبا حيث لا توجد قواعد للعبة.