النهار
الأحد 16 يونيو 2024 02:37 صـ 9 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

بوادر الحرب العالمية الثالثة.. روسيا تغزو أوكرانيا.. وكييف تستغيث بالمعسكر الغربي.. والناتو يتوعد

حملت روسيا، الخميس، المسؤولية لأوكرانيا عن تصعيد الصراع بين البلدين، وذلك بعد عملية الاجتياح التي قام بها الجيش الروسي والقوات الانفصالية، في ظل دعوات من نظام كييف بتدخل المعسكر الغربي.

وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، في اجتماع طارئ لمجلس الأمن في نيويورك: "تعود جذور أزمة اليوم حول أوكرانيا إلى تصرفات أوكرانيا نفسها، فهي التي ظلت للعديد من السنوات تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية مينسك".

وبرر المسؤول الروسي العملية العسكرية لموسكو بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تسمح بـ "الدفاع عن النفس".

القيصر يتحدث

قال الرئيس فلاديمير بوتين، إن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص الذين تعرضوا على مدى ثماني سنوات لسوء المعاملة والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف.

وشدد الرئيس بوتين، في كلمة متلفزة وجهها إلى مواطني روسيا اليوم، على أن روسيا ستسعى جاهدة لنزع السلاح ومنع التعصب القومي في أوكرانيا، وكذلك تقديم أولئك الذين ارتكبوا العديد من الجرائم الدموية ضد المدنيين، بمن فيهم مواطنو روسيا الاتحادية، إلى العدالة".

مهمة خاصة في دونباس

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الأسلحة عالية الدقة تقوم بتعطيل البنية التحتية العسكرية، ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران الجيش الأوكراني.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المسلحة الروسية لا تنفذ أي ضربات صاروخية أو جوية أو مدفعية على مدن أوكرانيا، وأن "البنية التحتية العسكرية ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران القوات المسلحة الأوكرانية يجري تعطيلها بأسلحة عالية الدقة"، مشددة إلى عدم وجود ما يهدد السكان المدنيين.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في خطاب إلى الروس صباح اليوم أنه قرر شن عملية عسكرية خاصة في دونباس، مشيرا إلى أن خطط روسيا لا تشمل احتلال أوكرانيا، لكن موسكو ستسعى جاهدة من أجل نزع سلاحها.

استلهام "عاصفة الصحراء"

ضربات روسية جوية منتقاه في أوكرانيا، سبقها هجوم إلكتروني، ودخول بري خاطف محتمل لشل بنك أهداف محدد بدقة، يبدو كاستنساخ لـ"عاصفة الصحراء" الأمريكية التي كانت تعتبر أنجح وأسرع عملية عسكرية في القرن العشرين.

ومع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تشير توقعات أمريكية إلى أن سيناريو الضربات الروسية المستخدم حاليا، هو أشبه بنموذج مطور من حرب عاصفة الصحراء.

وكانت الباحثة الأمريكية المتخصصة في الشأن الروسي، آنا بورشفسكايا، كتبت ورقة بحثية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى توقعت فيها أن تطور موسكو نسخة روسية من عاصفة الصحراء الأمريكية.

وقالت: للمرة الأولى أظهرت موسكو عناصر عسكرية شبيهة بعملية "عاصفة الصحراء"، مع التركيز على الضربات الدقيقة المتعددة المجالات (في الجو وعبر سفن السطح والغواصات والقوات البرية) التي دعمتها العمليات الحربية المعلوماتية والإلكترونية.

وأعلنت حملتها العسكرية للعالم أن الجيش الروسي التقليدي تطور من ماضيه السوفيتي وأصبح يمتلك الآن بعض القدرات المناظِرة للولايات المتحدة.

وكتبت آدمسكي: "نظرت هيئة الأركان العامة إلى العملية في سوريا على أنها حقل تجارب لصقل قدرتها على دمج أنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وأنظمة القيادة والسيطرة، وأنظمة إطلاق النار".

بعبارة أخرى، شكلت سوريا تجربة تعليمية تماشت مع الإصلاحات العسكرية الروسية.

إلى ذلك، قال فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، إن الدروس المستفادة من سوريا ستساعد في الدفاع عن "المصالح الوطنية" الروسية وتعزيزها خارج حدود روسيا.

وكانت عملية "عاصفة الصحراء" إحدى أكثر العمليات العسكرية حسماً وتأثيراً في القرن العشرين، وكانت أهدافها التي نُفّذت خلال "حرب الخليج" في عام 1991 بالغة الأثر.

وتضمنت الحملة حملة جوية شنها تحالف بقيادة الولايات المتحدة لمدة 42 يوماً ودعمتها قدرات فضائية وسيبرانية، ثم تلتها عملية برية ساحقة.

واقتضت الفكرة الرئيسية نشر غارات دقيقة جوية وصاروخية وفضائية وفضائية سيبرانية لتقويض القيادة والسيطرة الوطنية وتدميرها، وبالتالي تمكين العمليات البرية الحاسمة.

وفجر الخميس، بدأت روسيا عملية عسكرية شاملة في الأراضي الأوكرانية بعد 3 أيام من اعترافها باستقلال منطقتي "دونيتسك" و"لوهانسك" شرقي أوكرانيا، رغم تحذيرات دولية من ردود فعل قوية حال الإقدام على هذه الخطوة.

وتلى ذلك، سماع دوي انفجارات في عدة مدن أوكرانية بينها العاصمة كييف قرب خط الجبهة وعلى امتداد سواحل البلاد ومن ثم دوت صافرات سيارات الإسعاف في أرجاء واسعة بالبلاد.

وفي كلمة متلفزة، أجاز بوتين عملية عسكرية خاصة في دونباس، محذرا من أنه في حالة حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور، مؤكدا أن أن تحركات روسيا إنما هي للدفاع عن النفس من التهديدات ومن مشكلات أكبر من الموجودة اليوم.

وكانت أوكرانيا أغلقت الخميس مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية، فيما كتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر أن بلاده تواجه "غزوا كاملا".

وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي مواطنيه على البقاء في منازلهم قدر الإمكان، قائلا: "نحن أقوياء ومستعدون لكل شيء وسننتصر".

تهديدات بريطانيا

من جانبه توعد رئيس وزراء بريطانيا لويس جونسون، روسيا برد حاسم.

وكتب جونسون على موقع تويتر :"لقد أفزعتني الأحداث المروعة في أوكرانيا، وقد تحدثت إلى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي لبحث الخطوات التالية".

وأضاف :"لقد اختار الرئيس بوتين طريق إراقة الدم والدمار بشنه هذا الهجوم غير المبرر على أوكرانيا. وسترد المملكة المتحدة وحلفاؤها بشكل حاسم".