السبت 4 مايو 2024 03:54 مـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

إلهام شاهين: فكرت في الاعتزال قبل حظر تجول.. والأمومة عندي شيء مقدس

إلهام شاهين والمخرج أمير رمسيس
إلهام شاهين والمخرج أمير رمسيس

إلهام شاهين: أقدم فنا يؤثر في الناس ويارب يؤثر في القوانين


عرض مهرجان جمعية الفيلم السنوي، فيلم «حظر تجول»، ثالث أفلام الدورتين الـ47 والـ48، للمخرج أمير رمسيس، في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، وشهد تواجد عدد كبير من الجمهور، الذي حرص على حضور الندوة التي أقيمت عقب انتهاء العرض، وأدارها الناقد السينمائي أندرو محسن، وحضرها الفنانة إلهام شاهين بطلة العمل ومخرجه.

وأكدت إلهام، حبها لشخصية فاتن التي قدمتها في الفيلم، وأنها في كل مرة تشاهده تبكي وتضحك كما لو كانت تراه للمرة الأولى، مُرجعة الفضل إلى المخرج أمير رمسيس، كونه صنع عملا شديد العذوبة والجمال، وجعل الشخصية قادرة على أن تُضحك وتُبكي المتفرج، متابعة: "إلى جانب أن الأمومة شيء مؤثر بالنسبة لي، فهي عندي شيء مقدس في مرتبة بعد ربنا مباشرة، يتعبني أن الأم تُهان وتُعذب بهذا الشكل رغم أن الخطأ الذي ارتكبته كان بهدف أن تحمي ابنتها، والفيلم كان شديد التعقيد وشديد الإنسانية وموضوع جديد جدا".

و أشارت إلهام، إلى أنه عند قراءتها لأول مرة سيناريو الفيلم، وقعت في غرامه: "حظر تجول عن زنا المحارم دون أن يكون فيه ما يضايق المُتفرج، خاصة وأن فكرته صعبة جدا، لكن ليس هناك مشهد يؤذي رغم تصنيفه فوق سن 18 عاما، إلا أن مشاهدة الأطفال له لن يضر، بل على العكس سيكون مفيدا لتوعيتهم بطريقة جيدة، فالفيلم في رأيي سيمفونية شديدة العذوبة ومن أكثر الأدوار التي تأثرت بها، كنت أذهب لبيتي بعد انتهاء التصوير وفاتن معي تلازمني، استيقظ وهي معي، كنت هي تماما ونسيت إلهام".

ووجه مدير الندوة أندرو محسن، سؤالا للمخرج أمير رمسيس عن استغلاله لفترة حظر التجول والعمل على السيناريو وخلق شخصية فاتن، أي خطوة سبقت الأخرى، وكم من الوقت استغرقه في العمل على الشخصية لتصل للمرحلة النهائية التي تم تصويرها، وقال أمير: "السيناريو ولد على مرحلتين، وقت حظر التجول كانت لدي رغبة لتقديم فيلم عن حالة الحبسة التي نعيشها، كنت أسأل نفسي ماذا لو اضطرتني الظروف أن أقضي وقتا مع شخص وبيننا أشياء مسكوت عنها، فكرت في تقديم فيلم عن شخصيتين في ليلة واحدة يتحدثان عن المسكوت عنه، تلك الفكرة كانت لدي في 2013".

وأضاف: "وبعد سنوات ظهرت الكثير من القضايا عن التعدي الجنسي في إطار العائلة، ووجود صمت عائلي، فلا نقرأ عن هذه القضايا إلا وهي مرتبطة بجريمة القتل مثلا كما لو كان البعض لا يعتبرها جريمة كافية لنتكلم عنها، أردت تقديم عمل عن حالة الصمت هذه، بدأت أقرأ وأستعين بأشخاص تعاملوا مع حالات مشابهة، وكتبت السيناريو وكنت مهتما في الكتابة برحلة فاتن وليلى وأنهما غريبتين بحكم الزمن الذي افترقتا فيه، ومهتم أن يقتربان من بعضهما وتكسران حاجز الصمت".

وتحدثت إلهام عن قضية الفيلم وتعاطفها مع شخصية فاتن، مؤكدة أنها لو كانت مكان بطلة العمل كانت ستقتل، متابعة: "المرأة التي تقوم بذلك الفعل كي تحمي ابنتها لابد أن تحصل على البراءة لا تُسجن 20 عاما، كنت أتمنى يكون هناك صدى للفيلم على مستوى القوانين ويغير الأوضاع، الأب أو الأخ أو العم أو الخال الذي يرتكب هذه الجريمة يستحق القتل، والفيلم كان يضم مشهدا تقول فيه فاتن إن إذا خرج زوجها من تُربته ستقتله للمرة الثانية والثالثة. أحب هذا المشهد، فهذا الرجل يستحق القتل والتمثيل به، وفي رأيي أن الصمت من الأسرة التي يحدث فيها ذلك يرجع إلى خوفهم على البنت وسمعتها، حتى لا توصم الابنة بنظرة غير جيدة طوال الحياة، فهو نوع من أنواع الحماية للبنت، لا للتقليل من الجريمة، فأنا أعتبرها من أكبر الكبائر".

وكشفت أنها كانت تفكر في الاعتزال بعد فيلمها رقم 100، وأنها لم تكن تتوقع أن هناك أدوارا لم تقدمها من قبل في السنيما المصرية، خاصة وأنها قدمت كل الألوان تقريبا: المجنونة، المنحرفة، المحامية، عضو مجلس الشعب، الدكتورة الجامعية، والمعاقة ذهنيا، لكن "حظر تجول" جعلها تتحمس للسينما مرة أخرى وتكتشف وجود شخصيات لم يسبق لها تقديمها، خاصة وأنها لا تحب تكرار نفسها، حيث ترى أن المجتمع به الكثير من القضايا المهمة التي لم يتطرق إليها أحد، وأن الفن دوره أن يكون له صوت ويقدم للناس هذه الأمور، مشددة على أن رسالة الفنان ليست فنية فقط، لكن إنسانية أيضًا يحملها بداخله يجب أن يدافع عن قضايا مسكوت عنها وموجودة في المجتمع و"الفيلم جعلني أشعر أن لي دور وصوت وقيمة، أنني أقدم فنا يؤثر في الناس ويارب يؤثر في القوانين".

وعن صعوبة تقديم فيلم في موقع تصوير واحد والأحداث تدور في يوم واحد، أوضح أمير: "كانت تجربة صعبة جدا، أنا كنت أرى أن التجربة يجب أن تُنفذ بالشكل الذي ظهرت عليه منذ البداية، كان لابد من تقديمها بجرأة وأتحرر من تجميلها، ومن البداية أعرف أنه فيلم عن حالة الخنقة، وكان الحل الأمثل التعامل مع الموضوع والرهان للنهاية، وأن أعرف أن جماليات الفيلم تأتي مما يحدث دون التركيز على جماليات الشقة".

موضوعات متعلقة