الأربعاء 24 أبريل 2024 10:50 صـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الانتخابات الروسية تنتهي اليوم دون مفاجآت متوقعة

ينتهي اليوم الأحد اقتراع الناخبين الروس لانتخاب مجلس نواب جديد "الدوما" (المجلس الأدنى للبرلمان الروسي)، بجانب اختيار 9 حكام للمحافظات ونواب 39 هيئة تشريعية محلية في المناطق الروسية، ويجمع المراقبون ومراكز استطلاع الرأي في روسيا على عدم حدوث أي مفاجآت جوهرية في هذه الانتخابات.

وقد أُجريت هذه الانتخابات على مدار ثلاثة أيام من 17 إلى 19 سبتمبر الجاري. ومن المعروف أن مجلس الدوما الروسي يتكون من 450 مقعدا، منها 225 مقعداً تُنتخب وفقاً للقوائم الحزبية النسبية، ومن المفترض أن تتوزع بين الأحزاب المشاركة في الانتخابات البالغ عددها 14 حزباً، و225 مقعداً تُنتخب بالقوائم الفردية الموزعة على أقاليم روسيا المختلفة.

ويرى مركز "ليفادا" لدراسات الرأي العام، المُصنف في روسيا كـ"وكيل أجنبي" لتمويله من الخارج، في استطلاع للرأي مؤخرا أن 48% من المواطنين في روسيا يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، بينما يرى 44% أنها تسير في الاتجاه الخاطئ.

ويقول مركز "ليفادا" إن الصعوبات الاقتصادية المرتبطة بوباء "كوفيد-19" أدت إلى زيادة مشاعر الاحتجاج لدى الروس، ولكنها لا تزال عند مستوى منخفض نسبياً.
ويشير استطلاع المركز المذكور إلى أن 24% من المواطنين الروس أكدوا استعدادهم للمشاركة في احتجاجات ذات مطالب اقتصادية في شهر أغسطس الماضي، بينما أعرب 19% عن استعداداهم للخروج في احتجاجات ذات مطالب سياسية.

ويوضح الاستطلاع أن 46% من الروس أعلنوا عن مباركتهم لأداء الحكومة الروسية، بينما أكد 51% معارضتهم لأداء حكومة ميخائيل ميشوستين.

وفيما يتعلق بأداء رئيس الحكومة نفسه، فقد عبر 53% ممن شملهم الاستطلاع عن تقييم إيجابي له، مقابل 42% أكدوا أن أداءه سلبياً.

وبالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن 61% من المواطنون الروس يرون أن أداءه ايجابيا، بينما اعتبر 37% أن أداءه سلبيا.

وفي استطلاع آخر، أجراه "المركز الروسي لدراسات الرأي العام" (المقرب من الكرملين) في 5 سبتمبر الجاري، أكد 29.3% عن استعدادهم للتصويت لحزب روسيا الموحدة الحاكم ، وأعلن 16.6% استعدادهم للتصويت للحزب الشيوعي الروسي بزعامة جينادي زيوجانوف، و7.8% للحزب الديمقراطي الليبرالي بزعامة فلاديمير جيرينوفسكي، و6.1% لحزب "روسيا العادلة – الوطنيون – من أجل الحقيقة"، بينما حصلت بقية الأحزاب مجتمعة على 16% من الأصوات التي شملها الاستطلاع.

ومن المعروف أن الأحزاب الأربعة المشار إليها أعلاه هي الأحزاب المُمثلة في مجلس الدوما الروسي على مدار السنوات العشرين السابقة على أقل تقدير.

ويرى "المركز الروسي لدراسات الرأي العام" أن ثلاثة أحزاب صغيرة أخرى غير الأحزاب الأربعة المذكورة ربما تكون لديها فرصة من الناحية النظرية لتجاوز عتبة الــ 5% المطلوبة لدخول الدوما. ولكن الكثير من المراقبين لا يرى أن هذا ممكنا، ويعتقد أن حزب السلطة (روسيا الموحدة) والحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الليبرالي وحزب "روسيا العادلة – الوطنيون – من أجل الحقيقة"، هم فقط وكالعادة، الذين سيلتحقون بمجلس الدوما الجديد.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى احتمال أن يخسر حزب السلطة هذه المرة بعض المقاعد، ولكنه سيحتفظ بالأغلبية في كل الأحوال.
وربما سيحقق هذا الحزب الأغلبية الدستورية، أي أكثر من ثلثي مقاعد مجلس الدوما، وهو ما يُمكنه من تمرير مشاريع أي قوانين ترغب فيها السلطة التنفيذية بدون مراعاة رأي الأحزاب الأخرى المُمثلة في المجلس.

ومن المفارقات اللافتة أن شعبية "حزب روسيا الموحدة"( حزب الرئيس الروسي) تراجعت في العامين السابقين بسبب وباء "كورونا" وقانون رفع سن معاشات التقاعد وتدهور الوضع الاقتصادي نسبيا إلى حوالي 28 ــ 30% ( حسب استطلاعات الرأي الروسية المختلفة)، إلا أن هذه الاستطلاعات نفسها ترجح حصوله في كل الأحوال على أغلبية المقاعد في مجلس الدوما الجديد، وهذا يعني ببساطة، وبحسب المراقبين الروس، أن نتائج الانتخابات التشريعية الحالية لن تُغير الوضع السياسي في البلاد.

وأخيرا، هناك احتمالات لعدم الاعتراف بشرعية نتائج الانتخابات البرلمانية الروسية من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية. فقد رفض الاتحاد الأوروبي إرسال مراقبين إلى هذه الانتخابات. كما أن المسئولين الروس يعلنون يوميا عن تدخل غربي في هذه الانتخابات.