الخميس 28 مارس 2024 11:59 صـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

بعد عرضها في الاختيار ٢ .. قصة الشاب محمود شفيق مُنفذ تفجير الكنيسة البطرسية.. والسيدة التي استضافته

مسلسل الاختيار 2
مسلسل الاختيار 2

تطرقت أحداث الحلقة 22 من مسلسل الاختيار 2، وقائع تفجير الكنيسة البطرسية في العابسية يوم 11 ديسمبر 2016، والتي اختارها المتهمون من بين 8 كنائس راقبوها على مدار 3 أشهر، وحددوا الكنيسة البطرسية لعدة أسباب، أهمها أهمية الكنيسة التاريخية حيث تعد تراثا يحتفي به الأقباط، كما أنها تجاور الكنيسة المرقصية.

في السطور التالية نسترجع معلومات عن الشاب مفجر الكنيسة وكذلك وقائع التحقيقات والاعترافات، وقدمها آنذاك الزميل الراحل أحمد الشرقاوي، المحرر بالقسم القضائي.

منشية عطيفى.. هنا مسقط رأس المتهم بتفجير كنيسة العباسية
على بعد قرابة 80 كم غرب القاهرة توجد قرية منشية عطيفى التى تتبع مركز سنورس بمحافظة الفيوم، حيث مسقط رأس محمود محمد شفيق مصطفى، 22 سنة، الذى أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه المنفذ لحادث تفجير كنيسة المطرسية الملاصقة لكنيسة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية الذى خلف 24 قتيلا وأكثر من 50 جريحًا.

مدخل القرية الريفية يلتصق بطريق (القاهرة – الفيوم) وفى عمقها تقطن أسرة الشاب العشرينى طالب كلية العلوم جامعة الفيوم الذى اتهمه السيسى علانية بارتداء حزام ناسف للقيام بالهجوم المروع صباح الأحد الماضى، الطريق إلى المنزل ليس طويلًا المواصلة الشائعة هناك التوك توك أو الموتوسيكل لإيصالك إلى داخله.

لدى «محمود»، أخان و4 أخوات، والده متوفى منذ أكثر من عامين ونصف كان ضابطًا متطوعًا بالجيش قبل ان يخرج إلى المعاش، وهم «ناس فى حالهم.. مش بيختلطوا بحد» قالتها 4 سيدات من جيرانهم.

تقول زوجة العم الوحيد لـ«محمود»، إن حال العائلة انقلب منذ أن ألقى القبض عليه فى عام 2014 وتم حبسه احتياطيًا فترة قبل أن تخلى سبيله محكمة بندر الفيوم بعد ذلك، ثم حُكمَ عليه غيابيا بالحبس عامين مع الشغل ورفض تسليم نفسه.

الجيران أكدوا أنه عشية الانفجار الذى وقع بالكنيسة ألقت قوات الشرطة القبض على شقيقه الأكبر محمد بينما يقود «التوك توك» فى مركز سنورس، أما شقيقه الأصغر فقد ألقى القبض عليه أيضًا منذ شهور.

عقب إعلان الرئيس اسمه عصر اليوم الثاني للتفجير، هرعت وسائل الإعلام للتسجيل مع العائلة، لكن الأسرة أغلقت الباب في وجه الإعلاميين وسط انتشار واضح للمخبرين ورجال المباحث فى محيط المكان.

إلى أن فتحت الأم (حيث ترتدى نقابا يغطى وجهها) الباب وقالت «معنديش كلام تانى أقوله.. سيبونا فى حالنا» وأغلقت الباب.

كانت السيدة قالت فى تصريحات تليفزيونية إن «الشرطة مسكته فى 2014 وهو فى الثانوية العامة، وخدوه من الفيوم هو وواحد صاحبه، وعملوله قضية سلاح، واتحكم عليه بسنتين سجن، لكن هو خرج بعد 55 يومًا من حبسه»، مضيفة «الشرطة كانت كل شوية تيجى البيت عندنا علشان محمود؛ فهو ساب البيت ومشى من شهر ديسمبر الماضى عشان إخواته البنات محدش كل شوية يدخل عليهم البيت».

حمدى شعبان، مدرس الإعدادية بالقرية، وهو نجل شيخ البلد فى القرية، قال لـ«الشروق»، إن «محمود» كان تلميذه فى مرحلة التعليم الأساسى، وكان يتمتع بالأخلاق العالية حيث يسلم على المدرس منحيًا، مضيقًا «منطوى على نفسه، وملتزم دينيا فى غالبية الأوقات».

يكشف المدرس، أنه فى نهاية مرحلة الثانوية العامة بدا على «محمود» التغيير والالتزام الدينى الملفت، مؤكدًا أن «والده كان يخدم بالجيش ولا ينتمى للإخوان مثلما أشيع».

يشير المدرس، إلى أن «محمود» قبض عليه فى سن المراهقة وحكم عليه بعد ذلك بالسجن وفقد دراسته بكلية العلوم جامعة الفيوم بسبب تلك القضية التى ألقى القبض عليه بها فى بداية دراسته بالجامعة مما دعاه عرضة لدعاة التطرف والعنف.

لم تؤكد الأم أن أشلاء ابنها دليل كافٍ على أنه منفذ تفجير كنيسة البطرسية، وفقما أعلن السيسى ووزارة الداخلية، قائلة: «عاوزة أشوف جثة ابنى قدامى، وأشوفه هو ولا لأ، يمكن حد عملها باسمه».

تحقيقات النيابة
كشفت نيابة أمن الدولة العليا، تحقيقاتها مع المتهمين في قضية تفجير الكنيسة البطرسية، حيث اعترف المتهمون خلال التحقيقات بأنهم راقبوا على مدار 3 أشهر 8 كنائس في القاهرة الكبرى، وحددوا الكنيسة البطرسية لعدة أسباب، أهمها أهمية الكنيسة التاريخية حيث تعد تراثا يحتفي به الأقباط، كما أنها تجاور الكنيسة المرقصية.

ووضع المتهم الهارب مهاب مصطفى مخططًا في البداية لتفجير الكنيسة باستخدام سيارة مفخخة، لكن تم استبعاد هذا المخطط بعد أن تبين قوة عملية التفتيش للسيارات، بالإضافة إلى عدم تضرر المبنى حال التفجير من الخارج، وبناء عليه تبين ضرورة الاعتماد على عنصر انتحاري للقيام بالعملية.

وتبين أيضًا أن "قرار استهداف منشآت الأقباط صدر من أبو هاجر الهاشمي أمير تنظيم ولاية سيناء وليس من خلال قيادة داعش في الرقة، وأنهم لم يكونوا يعلمون أي شيء عن الانتحاري محمود محمد مصطفى سوى اسم كنايته (أبو عبدالله المصري) فقط".

وتلقت النيابة تحريات الأمن الوطني في القضية التي قالت إن "تنظيم (داعش) أصدر أوامره بإعادة إحياء الخلية المركزية على أن يتم اختيار عناصرها من بين غير المرصودين أمنيًا في المرحلة الحالية، وحدد أهدافها في استهداف دور عبادة الأقباط، واستهداف السائحين ومراكز الخدمة الحكومية، وأفراد الجيش والشرطة والقضاء وأوكل مهمة اختيار العناصر لـ(ولاية سيناء)، كما أوكل لها مهمة توفير الدعم المالي اللازم لعمل الخلية".

وذكرت التحريات أن "الخلية رصدت عددًا من دور الأقباط من بينها كنيسة ماريوحنا بالزيتون والكنيسة البطرسية والكنيسة الإنجيلية، كما رصدت شخصيات إعلامية وقضائية وسياسية وعددًا من سفراء الدول الأجنبية بهدف اغتيالهم، وتم تقسيم عمل الخلية بحيث عهد التنظيم إلى المتهم رامي عبدالحميد مسئولية توفير أماكن للإيواء وشراء مستلزمات تصنيع المتفجرات والأسلحة، كما أوكل التنظيم إلى المتهمة علا محمد مسئولية رصد الأهداف التي يتم اختيارها، ويعاونها المتهم محمد حمدي والذي يقوم أيضا بتوفير أماكن لعقد الاجتماعات بشكل دائم بين عناصر الخلية.

وأشارت التحريات إلى أن رامي عبدالحميد تلقى تكليفًا قبل الحادث بأسبوع بإيواء الانتحاري محمود شفيق وتوفير حزام ناسف له، وبالفعل قام بإيوائه وتوفير المواد اللازمة لتصنيع الحزام الناسف له.

وأكدت أن الخلية المركزية نجحت في تكوين ثلاث خلايا منبثقة عنها كان من المفترض أن تقوم هي الأخرى بعدد من العمليات الإرهابية في وقت لاحق.

الجنايات تصدر حكمها في «تفجير الكنائس الثلاث»

في 28 مايو 2019، قضت المحكمة العليا للطعون العسكرية، بتأييد حكم محكمة جنايات عسكرية الإسكندرية، بمعاقبة 17 متهمًا بالإعدام، والسجن المؤبد لـ19 متهمًا بينهم سيدة، والسجن المشدد 15 سنة لـ8 متهمين بينهم طفل، والسجن 15 سنة لمتهم، والسجن المشدد 10 سنوات لأخر، وذلك فى اتهامهم بالقضية رقم 165 لسنة 2017 جنايات عسكرية كلي الإسكندرية، والمعروفة إعلاميًا بـ«تفجير الكنائس الثلاث».

ونسب قرار الإحالة الصادر من النيابة العسكرية إلى كل من عزت الأحمر، ومهاب مصطفى، وعمرو سعد عباس، قيادة جماعة أسست خلافا الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالسلام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنة إلى الخطر وتعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة عملها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، ونسبت لباقي المتهمين الانضمام لهذه الجماعة.

ونسبت النيابة إلى المتهمين الثلاثة ومعهم المتهم وليد أبو المجد تمويل هذه الجماعة، كما نسبت النيابة إلى المتهمين حمادة جمعة، ومحمد مبارك عبدالسلام، وسلامة أحمد سلامة، قيامهم بتدريب أفراد على إعداد وصنع أسلحة ومتفجرات واستخدام وسائل الاتصال اللاسلكية والإلكترونية والفنون الحربية، والأساليب القتالية من خلال دورات عقدوها لباقي المتهمين.

كما نسبت النيابة إلى المتهمين مهاب مصطفى ووليد ابو المجد بالاشتراك مع الانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى، تدبير تفجير الكنيسة البطرسية، من خلال رصد ومراقبة الكنيسة ومداخلها ومخارجها، وأوجه تأمينها، فقام المتهم عمرو سعد عباس بتجهيز عبوة ناسفة، تسلمها، وبصحبته المتهم وليد أبو المجد من المتهم التاسع والثلاثين حسام نبيل تحوي 5 كيلوجرامات من مادة نترات الامونيوم وارتدى الانتحاري محمود شفيق الحزام الناسف، ثم أصطحبه كل من وليد أبو المجد وعمرو سعد في سيارة إلى مكان الانفجار.

ونسبت النيابة إلى المتهمين عمرو سعد ووليد أبو المجد ومصطفى عمر ومصطفى عبده محمد حسين وحامد خير علي ويضة وحمادة جمعة، الهجوم على كمين النقب وقتل ضابط و7 أفراد شرطة وإصابة 14 أخرين باستخدام الأسلحة الآلية.

كما نسبت النيابة إلى المتهمين الاول والثاني التخطيط لتفجير كنيسة مارمرقس، والتي نفذها الانتحاري محمود حسن مبارك كما أوصله المتهم حسام نبيل إلى مكان الجريمة.

وتضم قائمة المتهمين سيدة واحدة هي علا حسين محمد، زوجة المتهم رامي محمد عبدالحميد، والتي نسبت لها التحقيقات -مع زوجها- الانضمام لخلية تابعة لداعش، وتمويل التنظيم، وإيواء المتهم بتفجير الكنيسة البطرسية محمود شفيق.

وذكرت التحقيقات أن منهج الخليتين اعتمد نفس فكر «داعش» القائم على تكفير الحاكم والجيش والشرطة وقتالهم باعتبارهم طائفة منعت تطبيق حدود الله، وأقسمت على الولاء للدستور الوضعي وعملت بالقوانين الوضعية، كما يكفر التنظيم أصحاب الديانات السماوية الأخرى ويدعو لقتالهم".

كما أوضحت التحقيقيات أن عمرو سعد تلقى تدريبات على عناصر ولاية سيناء بعد انضمامه إليهم في عام 2014، وأنه خضع في البداية لدورة شرعية ثم خضع لدورة عسكرية لرفع مستوى لياقته البدنية وتدريبه على إطلاق الرصاص والتخفي من الشرطة والهروب من الرقابة واتباع أساليب مؤمنة في التواصل، وبعد فترة تم تعيينه قائمًا على التنظيم الجديد الذي يعمل بشكل منفصل عن تنظيم «ولاية سيناء» بعد الضربات المتلاحقة التي تلقاها التنظيم في سيناء، وباتت الحاجة لإنشاء خلايا منظمة داخل وادي النيل لتخفيف الضغط عنهم وتشتيت الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب.