السبت 27 أبريل 2024 03:49 صـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أبو الغيط يؤكد أهمية توفير الدعم الدولي للبنان والإسراع بتشكيل حكومة جديدة تحقق تطلعات  الشعب 

أبو الغيط : لا ينبغي أن يكون لبنان مسرحاً لصراعات إقليمية أو ساحة لتصفية حسابات 

أكد الامين العام لجامعة الدول العربية أهمية توفير الدعم الدولي للبنان لانتشاله من أزمته الحالية داعيا في الوقت ذاته قادة لبنان وسياسييه للاسراع بتشكيل حكومة تحقق تطلعات الشعب اللبناني في إصلاح حقيقي .

جاء ذلك في كلمة أبو الغيط أمام الاجتماع الوزاري لمجموعة دعم لبنان الذي عقد اليوم عبر تقنية الفيديو كونفرانس .

ووجه أبو الغيط الشكر للأمم المتحدة ولفرنسا على رعاية هذا المؤتمر الهام مؤكدا أن الحفاظ على هذا الزخم الدولي المساند للبنان، والذي تولد بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس، يُعد أمراً حيوياً في المرحلة المقبلة.

وقال أبو الغيط أنه من المهم أيضاً أن تتحول هذه الموجة العارمة من التعاطف مع لبنان إلى خطط ملموسة، سواء للمُساعدة العاجلة أو التعافي طويل الأجل وبما يسمح بانتشال هذا البلد من أزمته الحالية.

ولفت في كلمته التي وزعتها الجامعة الى ان الاحتياجات العاجلة تم تلبيتها على نحو مناسب بفضل مساعدات كريمة من الدول المانحة ومن عدد من المنظمات الدولية، على رأسها الأمم المتحدة.. على أن الأزمة المركبة التي يعيشها لبنان، والتي يظل انفجار المرفأ أحد أوجهها.

ونبه الى أن هذه الأزمة تتطلب التزاماً طويل الأجل بالمساعدة في مجالات لها علاقة وثيقة باستقرار هذا البلد وتعافيه مشيرا في هذا الصدد إلى الإصلاحات المطلوبة في المنازل التي تعرضت لدمار جزئي أو كلي، وكذا في المباني العامة والمرافق، وخاصة المدارس والمستشفيات موضحا ان كلها مجالات تحتاج إلى مساعدات من نوعيات مختلفة .. لكي تستعيد العاصمة اللبنانية في وقت قصير الحياة الطبيعية والبهاء المعهود عنها.

وأوضح أبو الغيط أن الجامعة العربية، وظفت منذ اليوم الأول، كافة إمكانياتها ومنظماتها المتخصصة ومؤسسات التمويل العاملة في الإطار العربي، من أجل تقييم الخسائر وتقديم المساعدات في القطاعات التي يحتاجها اللبنانيون ، وفي الاجتماع الوزاري الأخير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة تم تبني بند مُفصّل حول سبل تقديم الدعم للجمهورية اللبنانية اقتصادياً واجتماعياً لتمكينها من التغلب على تداعيات كارثة انفجار المرفأ.

واضاف أبو الغيط إن اللبنانيين يُقدرون حالة التعاطف والإسناد الدولي .. إذ طالما شكلت العلاقات مع العالم الخارجي ركناً اساسياً في شخصية الوطن والمواطن اللبناني ، على أن لبنان يعرف أيضاً أن عليه أن يُساعد نفسه أولاً .. لكي يخرج من هذه الأزمة المركبة والعميقة.

كما عبر اللبنانيون بصوتٍ واضح عن مطالبهم، قبل انفجار المرفأ وبعده .. إنهم يريدون إصلاحات حقيقية تمس أوضاعهم المعيشية التي تدهورت بصورة غير مسبوقة، وبخاصة ما يتعلق بتقديم الخدمات كالكهرباء وغيرها

ولفت الى ان ما يطالبون به هو الشفافية في الاقتصاد والسياسة.. والكرة الآن في ملعب النخبة السياسية حيث ان هذه النخبة مطالبة بالتوصل سريعاً إلى التوافق المطلوب من أجل أن تخرج إلى النور حكومة تلبي طموحات اللبنانيين وتكون على مستوى توقعاتهم وآمالهم

وقال إننا جميعاً نعرف الإصلاحات المطلوبة والمأمولة.. ولكن الأمر يتطلب إرادة سياسة حقيقية وعزماً راسخاً على تحقيق إصلاحات شاملة وليست جزئية أو تجميلية.

وأوضح أبو الغيط إن حياد لبنان يظل – من وجهة نظر الجامعة العربية- مبدأً مهماً وجوهريا لاستقرار هذا البلد وازدهاره متطلعا إلى أن تتبناه الحكومة الجديدة .. كتوجه وسياسة تصون لبنان من النيران المشتعلة حوله.

فإن شرارةً بسيطة قد يكون من شأنها إشعال حريق كبير في بلدٍ يعيش على توازنات نُدرك جميعاً مدى دقتها وتعقيدها .. ولا يرغب أحدٌ في رؤية المزيد من الحرائق في لبنان.

ولفت ابو الغيط الى إن "النأي بالنفس" عن التجاذبات الإقليمية فيه حماية للبنان .. فلا ينبغي أن يكون هذا البلد الصغير مسرحاً لصراعات إقليمية .. أو ساحة لتصفية حسابات لا تأخذ الشعب اللبناني في الاعتبار، وإنما تهدف إلى تحقيقِ أجندات تتجاوز لبنان وتعرضه للخطر وتُوتِّر علاقاته مع أصدقائه.

فقد استطاع لبنان، البلد المؤسس في الجامعة العربية منذ نشأتها، أن يتجاوز محناً وعثرات.. محافظا على شخصيته الفريدة، وانفتاحه الفذ على الآخرين.