النهار
الجمعة 14 نوفمبر 2025 06:15 مـ 23 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
التنقل البشري في ظل تغير المناخ: التحديات والفرص بعد التتويج بكأس السوبر المصري للمرة الثالثة.. الخطيب يهنئ رجال يد الأهلي وزير الصحة يتفقد معرض «سمارت هيلث جيت» وجناح التنمية البشرية العادات الصحية تبدأ من هنا: الرعاية الصحية الأولية كمركز لتغيير نمط الحياة القومية للفنون الشعبية تتألق في ليلة فن على مسرح البالون.. صور الصحة تستعرض قصص نجاح في إدارة مرض الهيموفيليا تكريم أوائل خريجي دفعة 2024 لشهادة البورد المصري الصحة تنظم جلسة بعنوان الاستراتيجية السكانية في مصر: الوضع الحالي والخطوات المستقبلية - مشاورات الخبراء قانون الإجراءات الجنائية الجديد: آليات تسريع الفصل في القضايا وتحديث منظومة التقاضي الهضبة يروج لحفله بمهرجان ليالي العرب بالعاصمة القطرية الدوحة... وطرح التذاكر ابتدا من الأحد القادم نجاح فريق طبي بمعهد الكبد القومي بجامعة المنوفية في استخراج مسمار حاد من أمعاء طفلة ٧ سنوات في 20 دقيقة الطب البيطري يتابع تجهيزات مشروع ”صقر 157” بالبحر الأحمر

مقالات

أمل خليفة تكتب: ماذا تعرف عن مدينة القدس؟

امل خليفة
امل خليفة
- القدس القديمة هي مدينة لها سور يحيط بها ، والسور له بوابات ، ومساحة المدينة صغيرة للغاية ، أقل من واحد كيلو متر مربع ، وبداخل السور يقع المسجد الأقصي ، ومساحته تمثل حوالي سدس مساحة المدينة .- كانت أبواب المدينة قديماً تفتح صباحاً ، وتغلق في المساء لحمايتها ، وظل الأمر كذلك حتي منتصف القرن التاسع عشر ، عندما بدأ الناس في البناء خارج المدينة من الناحية الغربية ، ثم توالي البناء ، ولم تعد الأبواب تغلق ليلاً .- بينما مساحة البلدة القديمة ثابتة ، لأن لها سور حولها ، فإن البناء حولها لم يتوقف ، حتي وصلت مساحة مدينة القدس الجديدة خارج السور إلي عشرين ضعف المدينة المسورة عام 1947 .- أثناء حرب 1948 استطاع الصهاينة الاستيلاء علي الجزء الغربي من مدينة القدس ، لكنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء علي المدينة المسورة القديمة ، وما حولها.بذلك انقسمت مدينة القدس إلي قسمين : القسم الغربي استولت عليه عصابات الصهاينة ، وعرف باسم القدس الغربية ، بينما القسم الشرقي القدس الشرقية التي تضم المدينة القديمة والأحياء المحيطة بها من الشرق ، وصار جزءاً من المملكة الأردنية .- وفي عام 1967 استطاع الصهاينة أن يستولوا علي الجزء الشرقي من المدينة ، وبذلك صارت القدس بكاملها في أيديهم .- قامت السلطات الصهيونية بأول عملية هدم في البلدة القديمة ، بعد أربعة أيام من دخولهم إلي القدس وذلك بهدم الحارة المقدسية المعروفة باسم حارة المغاربة ، وقامت السلطات الإسرائيلية بإبلاغ أهالي الحارة بضرورة إخلاء منازلهم في ظرف ساعات ، ثم فجرت المنازل ، وسويت المنطقة بالأرض ، وذلك لتقيم ساحة أمام حائط المسجد الأقصي ، المعروف باسم حائط البراق ، بحيث تكفي لوفود اليهود القادمين لزيارته باعتبار أنه حائط المبكي ، وهو أول كنيس لليهود في القدس .- في 27 يونيو عام 1967 أي بعد أقل من شهر من احتلال المدينة اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بضم القدس الشرقية إلي إسرائيل ، وسريان القوانين الإسرائيلية عليها ، مخالفة بذلك أحكام القانون الدولي ، التي لا تعترف بضم الأراضي المحتلة .- وفي اليوم التالي 28 يونيو 1967 قامت السلطات الإسرائيلية بتوسيع حدود بلدية القدس ، وبعدها تم ابعاد السيد روحي الخطيب أمين القدس إلي الأردن .- أصدرت الأمم المتحدة عدة قرارات تخص القدس ، كان أولها قرار التقسيم 29 نوفمبر 1947 الذي اعتبر المدينة تحت سيطرة الأمم المتحدة ، ثم قرارين لاحقين في 11 ديسمبر 1948 وديسمبر 1949 لتديد نظام الإدارة الدولية للمدينة . لكن هذه القرارات لم تر النور .- منذ احتلال الصهاينة للجزء الشرقي للمدينة أصدرت الأمم المتحدة عدداً من القرارات المتتالية كلها تدين ضم الجزء الشرقي للمدينة ، وتدين بناء المستوطنات ، واعتبارها أرض محتلة ، وبطلان ما قامت به السلطات الإسرائيلية ...- لم تتوقف الحكومات السابقة للكيان الصهيوني - علي الرغم من اختلافها - عن سياسة الاستيطان حول البلدة القديمة ، بحيث أصبحت المدينة محاطة من جميع الجهات بطوق استيطاني شبه مكتمل ، ولا نستطيع مغادرة المدينة بالاتجاهات الأربعة من دون المرور بإحدي المستوطنات .- وفي 30 أغسطس 1980 أعلن الكنيست الإسرائيلي أن القدس (الموحدة ) عاصمة إسرائيل الأبدية ، ويقصدون بذلك القدس بشقيها الشرقي والغربي ، ونقلوا معظم مؤسساتهم إلي القدس ، وحالياً توجد في القدس الغربية جميع المؤسسات الحكومية الإسرائيلية باستثناء وزارة الدفاع الموجودة في تل أبيب.- اعتمدت سلطات الكيان الصهيوني تجاه القدس ، سياسة التهويد الديموجرافي ، القائمة علي إغراء المزيد من الصهاينة بالاستيطان في القدس ، وفي المقابل تهجير الفلسطينيين وسحب هوياتهم .- عندما بدأ الصهاينة بمخطط بناء الجدار العازل حول الضفة الغربية ،كان يتكون من شقين أحدهما جدار يحيط بالضفة الغربية ،والشق الثاني عرف باسم ( غلاف القدس ) ، وهو جدار يحيط بالمدينة من كل النواحي حتي يفصلها عن مدن الضفة .- يتكفل غلاف القدس بإدخال التجمعات السكانية للصهاينة ، بينما يلتف ليطرد المقدسيين في القري المحيطة بالبلدة القديمة خارجه ، وبذلك يقوم بدوره في تغليب التعداد اليهودي علي الفلسطيني في المدينة .- في المقابل يقوم أهل القدس بالتصدي لمحاولات تهويد المدينة ، ويقاومون مقاومة مستميتة للبقاء في مدينتهم ، ويرابطون في دورهم صامدين أمام صنوف الترغيب والترهيب ، ويتحايلون علي القوانين الإسرائيلية الجائرة .- تولي السلطات الإسرائيلية اهتماماً كبيراً لعملية تهويد القدس ، وإضفاء الصبغة اليهودية عليها ، في مقابل محو كل ما هو غير يهودي ، والتوسع في بناء الكُنس اليهودية .د. أمل خليفةباحثة متخصصة في الشأن الفلسطيني