النهار
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 08:48 صـ 4 جمادى آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
باحث سياسي: تصنيف ترامب بعض فروع جماعة الإخوان كمنظمات إرهابية جاء وفق المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية محلل سياسي يكشف يعلق على قرار الرئيس الأمريكي بشأن الإخوان: استثنائي كل ما تود معرفته عن بركان إثيوبيا واحتمالية تهديده لسدّ النهضة كيف كشف بركان إثيوبيا هشاشة الدولة التي تسعى لبناء السدود؟ العوامل التي دفعت حماس للموافقة على الخطة الأمريكية وتداعياتها على إسرائيل.. كواليس مهمة ماذا حدث في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن أوضاع الشرق الأوسط؟ الرئيس الأمريكي يبدأ إجراءات تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية وزير الثقافة يشهد انطلاق فعاليات “أسبوع القاهرة للتصميم 2025” تحت شعار “صمّم… حتى أراك” المركز القومي للمسرح ينعي الإعلامية ميرفت سلامة.. صوت ثقافي فقده المشهد الفني المصري التخت العربي يُحيي روائع الطرب على مسرح الجمهورية بحضور أشرف صبحي.. وزارة الرياضة ورايت تو دريم ويوقعان بروتوكول تعاون استراتيجي لدعم المواهب أمين الأمانة المركزية بالشعب الجمهوري يدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية 2025

مقالات

نيوزيلندا ..الكارثة التى تحولت لنصرٍ كبير !

كان يمكن للكارثة التى حلت بنيوزيلندا و التى هاجم خلالها إرهابى استرالى ينتمى لليمين المتطرف مسجدين فسقط قرابة خمسين شهيداً و اصيب مثلهم أن تعصف بهذا البلد الساحلى المسالم الصغير نسبيا لكن رئيسة الحكومة الشابة جاسيندا أرديرن، رئيسة حزب العمال، منذ أغسطس 2017 وهى اصغر رئيسة وزراء تتولى المنصب و التى حصلت على أجازة " وضع" وظهرت فى مشاهد عامة تصطحب رضيعها دون أن يعيقها هذا عن مهام عملها فى دولة دستورية برلمانية نجحت فى قيادة الدفة بمهارة فاستنهضت قوى بلادها وهو بلد طيب مقارنه بمحيطه فهى من خاطبت الطلبه بمشاركة بلادهم فى التصدى لآثار الأزمة بالوقوف الى جانب المسلمين فارتفع الآذان فى الجامعات وتوافد المواطنون على المساجد و تحركت لمطالبة البرلمان بمراجعة تشريعات حيازة السلاح و تمسكت بمحاكمة المتهم فى نيوزيلندا رافضة تسليمه إلى بلده استراليا و من الملاحظ أن المسلمين هناك مسالمون و طيبون أيضاً حيث لا وجود للعنف فى ممارساتهم حتى بعد الكارثة لم يتخل أحد منهم عن فضلية التسامح وتفهم ما جرى.

حولت نيوزيلاندا الأزمة إلى نصرٍ كبير، فجاءت بشيخ ملتحي يفتتح جلسة البرلمان بالقرآن الكريم وتلا((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )) ، ودخل النساء والرجال المسجد لحماية المسلمين في صلاتهم، وأعلن البعض إسلامه ردا على قتل المصلين.. انقلبت صورة نيوزيلاندا في بضعة أيام من بلدة يتهمها اردوغان بالإرهاب إلى شعب متحضر ومتسامح ويعالج مشاعر الآخر.. ومعروف في علم إدارة الأزمات أن أقصى نجاح لإدارة الأزمة هو تخفيف حدتها، فما بالك بمن حولها إلى نصر وانتصار بحضارة وتحضر، ما بالك بمن جعلك تتحول من خصم إلى محب في اقل من بضعة أيام... إدارة الشعب النيوزلندي للأزمة سيتم تدريسها في علوم الإعلام وإدارة الأزمات... فهل يمكن لنا سياسة وشعب وإعلام التعلم من نيوزيلاندا في تحويل الأزمة إلى عظمة ونصر وتحويل الخصم إلى حليف؟؟ ما تم في نيوزيلاندا إرهاب وما يجري عندنا إرهاب، اتهمناهم بالإرهاب وهم يتهمونا بالإرهاب، هم غيروا الصورة في بضعة أيام ونحن عمقنا الصورة في عقود وسنوات..مطلوب تغيير الصورة التي أضرت بنا اقتصاديا وسياسيا... بعيداً عن لاستقطاب السياسي؟!!