النهار
الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 05:08 صـ 3 رجب 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
جامعة طنطا تطلق مبادرات نفسية ورقمية جديدة لدعم وتمكين المرأة إرادة فاينانس تتعاون مع DDS لاعتماد حلول HUAWEI Cloud لدعم التحول الرقمي وتعزيز كفاءة وأمان الخدمات المقدمة لعملائها نقل عام الإسكندرية: تطبيق التذكرة الإلكترونية على الترام محافظ الإسكندرية: تشغيل 6 فنادق هذا العام و18 مشروعًا متنوعًا في عدة قطاعات لتعزيز الموارد الذاتية ضربة جديدة لمافيا الغذاء الفاسد بالقليوبية.. ضبط 16 طن دواجن غير صالحة بالخانكة في الدقيقة 90 صلاح يضع الهدف الثاني في شباك زيمبابوي مرموش يضع هدف التعادل مع زيمبابوي خلال الشوط الثاني بداية فصل الشتاء رسميًا.. ما هي ظاهرة الانقلاب الشتوي؟ استعدادًا للدورة 57 لمعرض القاهرة للكتاب.. وزير الثقافة يبحث مع اتحاد الناشرين دعم صناعة النشر وحماية الملكية الفكرية فن البورتريه بالأكريليك في «تفانين الدولي».. رؤية إبداعية بملتقى «حلوة يا بلدي» بالمجلس الأعلى للثقافة منتخب مصر يتأخر 1-0 أمام زيمبابوي خلال الشوط الأول وزير الثقافة يبحث مع أمير صلاح الدين إطلاق «المسرح والموسيقى للجميع» وتوسيع الحفلات الفنية بالمحافظات

مقالات

نيوزيلندا ..الكارثة التى تحولت لنصرٍ كبير !

كان يمكن للكارثة التى حلت بنيوزيلندا و التى هاجم خلالها إرهابى استرالى ينتمى لليمين المتطرف مسجدين فسقط قرابة خمسين شهيداً و اصيب مثلهم أن تعصف بهذا البلد الساحلى المسالم الصغير نسبيا لكن رئيسة الحكومة الشابة جاسيندا أرديرن، رئيسة حزب العمال، منذ أغسطس 2017 وهى اصغر رئيسة وزراء تتولى المنصب و التى حصلت على أجازة " وضع" وظهرت فى مشاهد عامة تصطحب رضيعها دون أن يعيقها هذا عن مهام عملها فى دولة دستورية برلمانية نجحت فى قيادة الدفة بمهارة فاستنهضت قوى بلادها وهو بلد طيب مقارنه بمحيطه فهى من خاطبت الطلبه بمشاركة بلادهم فى التصدى لآثار الأزمة بالوقوف الى جانب المسلمين فارتفع الآذان فى الجامعات وتوافد المواطنون على المساجد و تحركت لمطالبة البرلمان بمراجعة تشريعات حيازة السلاح و تمسكت بمحاكمة المتهم فى نيوزيلندا رافضة تسليمه إلى بلده استراليا و من الملاحظ أن المسلمين هناك مسالمون و طيبون أيضاً حيث لا وجود للعنف فى ممارساتهم حتى بعد الكارثة لم يتخل أحد منهم عن فضلية التسامح وتفهم ما جرى.

حولت نيوزيلاندا الأزمة إلى نصرٍ كبير، فجاءت بشيخ ملتحي يفتتح جلسة البرلمان بالقرآن الكريم وتلا((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )) ، ودخل النساء والرجال المسجد لحماية المسلمين في صلاتهم، وأعلن البعض إسلامه ردا على قتل المصلين.. انقلبت صورة نيوزيلاندا في بضعة أيام من بلدة يتهمها اردوغان بالإرهاب إلى شعب متحضر ومتسامح ويعالج مشاعر الآخر.. ومعروف في علم إدارة الأزمات أن أقصى نجاح لإدارة الأزمة هو تخفيف حدتها، فما بالك بمن حولها إلى نصر وانتصار بحضارة وتحضر، ما بالك بمن جعلك تتحول من خصم إلى محب في اقل من بضعة أيام... إدارة الشعب النيوزلندي للأزمة سيتم تدريسها في علوم الإعلام وإدارة الأزمات... فهل يمكن لنا سياسة وشعب وإعلام التعلم من نيوزيلاندا في تحويل الأزمة إلى عظمة ونصر وتحويل الخصم إلى حليف؟؟ ما تم في نيوزيلاندا إرهاب وما يجري عندنا إرهاب، اتهمناهم بالإرهاب وهم يتهمونا بالإرهاب، هم غيروا الصورة في بضعة أيام ونحن عمقنا الصورة في عقود وسنوات..مطلوب تغيير الصورة التي أضرت بنا اقتصاديا وسياسيا... بعيداً عن لاستقطاب السياسي؟!!